المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٣٦٩
السابق
فالويل ثم الويل، يا جابر بن عبد الله - سبعين مرة - من كثرت نعماء الله عنده، كثرت حوائج المخلوقين إليه، فان قام بما امر الله عرضها للدوام، فان لم يعمل فيها بما أمر الله عرضها للزوال والفناء (1) ثم أنشأ أمير المؤمنين يقول:
ما أحسن الدنيا واقبالها * إذا أطاع الله من نالها من لم يواس الناس من فضله * عرض للادبار اقبالها فاحذر زوال الفضل يا جابرا " * واعط من الدنيا لمن سالها فان ذا العرش جزيل العطا * يضعف بالجنة أمثالها قال جابر: ثم هزني إليه هزة، خيل لي ان عضدي خرجت من كاهلي.
قال: يا جابر بن عبد الله، حوائج الناس إليكم نعم من الله عليكم فلا تملوا النعم فتحل بكم النقم، واعلموا ان خير المال ما اكتسب به حمدا " وأعقب اجرا " ثم أنشأ يقول:
لا تخضعن لمخلوق على طمع * فان ذلك وهن منك في الدين وسل إلهك مما في خزائنه * فإنما هي بين الكاف والنون اما ترى كل من ترجو وتأمله * من البرية مسكين ابن مسكين ما أحسن الجود في الدنيا وفي الدين * وأقبح البخل ممن صيغ من طين ثم قال جابر بن عبد الله: فهممت أن أقوم، فقال: وانا معك يا جابر، قال فلبس نعليه والقى رداءه على منكبيه وطائفه فوق قذاله (2) فلما ان بلغنا جبانة الكوفة، سلم على أهل القبور فسمعت ضجة وهدة، فقلت:
يا أمير المؤمنين ما هذه الضجة وما هذه الهدة؟ فقال: هؤلاء إخواننا كانوا بالأمس معنا واليوم فارقونا، اخوان لا يزاورون، وأوداء لا يعادون، ثم خلع

(1) نهج البلاغة لعبده 3 / 242 ك 372.
(2) الطائف: طرف الثوب المجتمع، والقذال: جماع مؤخر الرأس، ومعنى الجملة: ان أمير المؤمنين عليه السلام جمع ووضع طرف ثوبه على مؤخرة رأسه.
(٣٦٩)
التالي
الاولى ١
٤٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 27
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 33
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 42
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 45
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 47
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 56
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 60
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 76
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 100
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 102
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 112
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 119
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 121
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 124
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 129
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 160
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 162
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 162
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 171
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 185
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 254
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 260
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 278
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 280
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 331
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 351
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 354
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 357
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 360
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 375
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 377
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 392
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 394
36 خاتمة ودعاء 401