المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٢٧٣
السابق
ضربت على علي ونادت: يا أهل المنزل اطعموا اليتيم المسكين الذي لا أب له ولا أم، من فضل ما رزقكم الله، فقال علي عليه السلام لفاطمة: عندك شئ؟ فقال: فضل طحين عندي فجعلته حريرة وليس عندنا غيره، وقد اقترب الافطار فقال لها علي: آثري به هذا المسكين اليتيم " وما عند الله خير وأبقى " (1) فقامت فاطمة عليها السلام بالقدر بما فيه فكبتها في حضن المرأة، فخرجت المرأة تطعم الصبي اليتيم مما في حضنها، فلم تجز بعيدا " حتى اقبل أسير من اسراء المشركين ينادي: الأسير الغريب المسكين الجائع، فلما نظر الأسير إلى المرأة تطعم الصبي من حضنها، اقبل إليها فقال: يا أمة الله اطعميني مما أراك تطعمينه هذا الصبي، قالت المرأة: لا لعمرك والله ما كنت لأطعمك من رزق، رزق الله هذا اليتيم المسكين، ولكني أدلك على من أطعمني كما دلني عليه سائل قبلك، قال لها الأسير: وأن الدال على الخير كفاعله، فقالت له: أهل ذلك المنزل الذي ترى فيه رجلا وامرأة، أطعما مسكينا سائلا وهذا اليتيم، فانطلق الأسير إلى باب علي وفاطمة عليهم السلام فهتف بأعلى صوته: يا أهل المنزل، اطعموا الأسير الغريب المسكين من فضل ما رزقكم الله تعالى، فقال على لفاطمة: أعندك شئ؟
قالت: ما عندي طحين أصبت فضل تميرات فخلصتهن من النوى وعصرت النحي فقطرته على التمرات ودققت ما كان عندي من فضل الاقط، فجعلته حيسا " (2) فما فضل عندنا شئ نفطر عليه غيره، فقال لها علي عليه السلام:
آثري به هذا الأسير المسكين، الغريب، فقامت فاطمة إلى ذلك الحيس فدفعته إلى الأسير، وباتا يتضوران على الجوع من غير افطار، ولا عشاء ولا سحور، ثم أصبحا صائمين حتى اتاهما الله سبحانه برزقهما عند الليل، فصبرا

(١) القصص: ٦٠.
(2) الحيس: تمر وأقط وسمن تخلط وتعجن وتسوى كالثريد - المعجم الوسيط.
(٢٧٣)
التالي
الاولى ١
٤٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 27
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 33
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 42
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 45
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 47
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 56
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 60
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 76
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 100
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 102
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 112
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 119
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 121
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 124
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 129
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 160
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 162
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 162
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 171
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 185
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 254
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 260
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 278
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 280
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 331
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 351
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 354
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 357
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 360
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 375
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 377
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 392
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 394
36 خاتمة ودعاء 401