المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٢٣١
السابق
لسليمان: أنا أبرز إليه وقد نهاني أمير المؤمنين عليه السلام وفي قلبي أني اقتله، فبرز إليه وقال:
بطل إذا غشي الحروب بنفسه * كانت وحادته كحملة عسكر بطل إذا أفترت نواجذ وقعة * حصد الرؤوس كحصد زرع مثمر (1) فتكافحا مليا، فلم يظفر أحدهما بصاحبه فقال سليمان للعباس: ألا تجد فرصة عليه؟ فقال: فيه شجاعة ثم ضربه بعد ذلك العباس فرمى برأسه ووقف مكانه، فبرز إليه أخوه حمزة فأرسل إليه علي عليه السلام فنهاه عن مبارزته وقال له: انزع ثيابك وناولني سلاحك وقف مكاني وأنا أخرج إليه، فتنكر علي وخرج إلى حمزة فظن حمزة انه العباس الذي قتل أخاه، فضربه علي عليه السلام فقطع إبطه وكتفه ونصف وجهه ورأسه فتعجب اليمانيون من تلك الضربة وهابوا العباس وبرز إلى علي عليه السلام عمرو بن عنبس اللخمي وكان شجاعا " فجعل يلعب برمحه وسيفه، فقال علي عليه السلام: هلم للمكافحة، فليس هذا وقت اللعب، فحمل عمرو على علي عليه السلام حملة منكرة فاتقاها بحجفته ثم ضربه علي وسطه فبان نصفه وبقى نصفه على فرسه فقال عمرو بن العاص: ما هذه إلا ضربة علي فكذبه معاوية فقال له عمرو: قل للخيل تحمل عليه، فان ثبت مكانه فهو علي بن أبي طالب، فحملوا عليه فثبت لهم ولم يتزعزع ثم حمل عليهم فجعل يقتلهم حتى قتل منهم ثلاثة وثلاثين رجلا، فقال الأشتر: يا أمير المؤمنين لا تتعب نفسك، فقال علي عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله أكرم الناس على الله تعالى وقد قاتل بنفسه يوم أحد ويوم حنين ويوم خيبر، ولو أن معاوية وعمرا برزا " إلي لتخلص شيعتي مما يقاسونه، فقال الأشتر: بحق قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله فانصرف وأنا أحاربهم اليوم فاذن

(1) افترت: تلألأت. وافتر البرق: تلألأ وهو فوق الأنكال في الضحك والبرق. لسان العرب.
(٢٣١)
التالي
الاولى ١
٤٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 27
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 33
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 42
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 45
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 47
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 56
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 60
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 76
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 100
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 102
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 112
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 119
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 121
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 124
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 129
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 160
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 162
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 162
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 171
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 185
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 254
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 260
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 278
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 280
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 331
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 351
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 354
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 357
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 360
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 375
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 377
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 392
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 394
36 خاتمة ودعاء 401