تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين - المحسن إبن كرامة - الصفحة ١٠٢
السابق
المعراج. وقيل بل رؤيا نوم. ثم اختلفوا، فقيل انه رأى سيدخل مكة، وقيل هو ما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في منامه ان بني أمية يثبون على منبره فاغتم لذلك، فنزلت الآية، رواه سعد بن سهل. واختلفوا في هذه الشجرة، قيل شجرة الزقوم، ومعناه الملعون آكلها، وقيل هم اليهود، وقيل الشجرة الملعونة بني أمية (1).

(١) روى السيد البحراني طاب ثراه في البرهان مجلد ٢ ص ٤٢٥ عدة أحاديث في بيان معنى الآية الكريمة نورد منها:
١ - العياشي، عن جرير عمن سمع، عن أبي جعفر عليه السلام " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة لهم ليعمهوا فيها والشجرة الملعونة في القرآن " يعني بني أمية.
٢ - عن الحلبي، عن زرارة، وحمران ومحمد بن مسلم، قالوا سألناه عن قوله: * (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك) * قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرى رجالا على المنابر يردون الناس ضلالا زريق وزفر، والشجرة الملعونة في القرآن قال: بنو أمية.
٣ - عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: * (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس) * قال: أرى رجالا من بني تميم وعدي على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقري، قلت والشجرة الملعونة في القرآن قال: هم بنو أمية، يقول الله: * (ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا) *.
وذكر الشيخ أبو علي الطبرسي في مجمع البيان مجلد ٢ ص ٤٢٤ في تفسير الآية عدة وجوه:
أحدهما: ان المراد بالرؤيا رؤية العين وهي ما ذكره في أول السورة من اسراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى بيت المقدس والى السماوات في ليلة واحدة إلا أنه لما رأى ذلك ليلا وأخبر بها حين أصبح سماها رؤيا وسماها فتنة لأنه أراد بالفتنة الامتحان وشدة التكليف ليعرض المصدق بذلك لجزيل ثوابه والمكذب لأليم عقابه وهذا معنى قول ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن وقتادة ومجاهد. ثانيهما: ما روي عن ابن عباس في رواية أخرى انها رؤيا نوم رآها انه سيدخل مكة وهو بالمدينة فقصدها فصده المشركون في الحديبية عن دخولها حتى شك قوم ودخلت عليهم الشبهة فقالوا: يا رسول الله أليس قد أخبرتنا انا ندخل المسجد الحرام آمنين، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أو قلت لكم انكم تدخلونها العام، قالوا: لا، فقال: لندخلها انشاء الله ورجع ثم دخل مكة في العام القابل فنزل لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق وهو قول الجبائي وأبي مسلم وانما كان فتنة وامتحانا وابتلاء لما ذكرناه.
ثالثهما: ان ذلك رؤيا رآها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه ان قرودا تصعد منبره وتنزل فساءه ذلك واغتم به.
روى سهل بن سعيد عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى ذلك وقال إنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يستجمع بعد ذلك ضاحكا حتى مات. وروي سعيد بن يسار أيضا وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام وأبي عبد الله عليه السلام وقالوا على هذا التأويل ان الشجرة الملعونة في القرآن هي بنو أمية اخبره الله سبحانه تغلبهم على مقامه وقتلهم ذريته.
(١٠٢)
التالي
الاولى ١
١٨٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 4
2 كلمة المركز 5
3 ترجمة المؤلف 9 مؤلفاته 8
4 التعريف بالكتاب 9
5 منهج التحقيق 11
6 مقدمة المؤلف 12
7 فصل في ذكر ما شهد بفضل أهل البيت 14
8 سورة البقرة 18
9 سورة آل عمران 25
10 سورة النساء 44
11 سورة المائدة 54
12 سورة الانعام 65
13 سورة الأعراف 68
14 سورة الأنفال 70
15 سورة التوبة 75
16 سورة يونس 88
17 سورة هود 88
18 سورة يوسف 89
19 سورة الرعد 90
20 سورة النحل 95
21 سورة سبحان (الاسراء) 96
22 سورة الكهف 103
23 سورة مريم 104
24 سورة طه 107
25 سورة الأنبياء 108
26 سورة الحج 109
27 سورة النور 111
28 سورة الشعراء 115
29 سورة النمل 119
30 سورة القصص 119
31 سورة العنكبوت 121
32 سورة الروم 126
33 سورة السجدة 128
34 سورة الأحزاب 130
35 سورة سبأ 138
36 سورة فاطر 139
37 سورة يس 140
38 سورة الصافات 142
39 سورة التنزيل (الزمر) 143
40 سورة فصلت 146
41 سورة حم عسق (الشورى) 147
42 سورة الزخرف 150
43 سورة الجاثية 154
44 سورة محمد 155
45 سورة الفتح 156
46 سورة الحجرات 160
47 سورة القمر 163
48 سورة الرحمن 163
49 سورة الواقعة 165
50 سورة المجادلة 166
51 سورة الحشر 167
52 سورة الممتحنة 168
53 سورة التحريم 170
54 سورة الحاقة 171
55 سورة المعارج 173
56 سورة المدثر 174
57 سورة هل أتى 175
58 سورة المطففين 177
59 سورة الضحى 178
60 سورة البينة 179
61 سورة العصر 180
62 سورة الكوثر 181