تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين - المحسن إبن كرامة - الصفحة ١٠٠
السابق
يؤتمون به عن أبي علي، وقيل بدينهم، وقيل بمعبودهم، وقيل بأمهاتهم عن محمد بن كعب.
والصحيح ما ذهب إليه أبو علي، على أن كل قوم يدعون عما أتموا به من بني آدم أو أمام وغيرهم. وقد جعل الله تعالى الأئمة على نوعين: فقال تعالى:
* (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) * (1)، وقال: * (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار) * (2).
فالداعي إلى الجنة والهدى علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) وذريته، والداعي إلى النار أعداءهم، ولا شبهة إن داعيا لو قال: هلموا إلى النار، ما اجابه أحد، والمراد الداعي إلى أمور موجبة للعذاب، ودخول النار، وقد بينت ان عليا يدعو إلى طاعة الله تعالى، وسنة نبيه واتباع من اتبعه ومن أجاب إلى ذلك دخل الجنة وان من خالف ذلك دخل النار، وكذلك ذريته من بعده كالحسن والحسين، وزيد وابنه يحيى، وكالنفس الزكية وغيرهم من أئمة أهل البيت.
ومعلوم ان أعداءهم دعوهم إلى العصيان وإيثار الدنيا، واتباع الشهوات، فلما أجابوا استوجبوا النار (3).

(١) السجدة: ٢٤.
(٢) القصص: ٤١.
(٣) روى السيد البحراني (طاب ثراه) في البرهان مجلد ٢ ص ٤٢٩ عدة أحاديث بأسانيد مختلفة:
١ - علي بن إبراهيم، قال أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى، عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قوله تعالى * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * قال: يجئ رسول الله في قومه وعلي في قومه والحسن في قومه والحسين في قومه وكل من مات في ظهراني قوم جاؤوا معه.
٢ - أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن ابن مسكان، عن يعقوب بن شعيب، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام * (يوم ندعو كل أناس بامامهم) * قال يدعو كل قرن من هذه الأمة بإمامهم، قلت فيجئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قرنه وعلي في قرنه والحسن في قرنه والحسين في قرنه وكل امام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ قال: نعم.
ما أورده الطبري مجلد ٢ ص ٤٢٩ قال في تفسيره للآية الكريمة:
إحداها: ان معناه بينهم عن مجاهد وقتادة ويكون المعنى على هذا ان ينادي يوم القيامة فيقال هاتوا فبقي رؤساء الضلالة، وهذا معنى ما رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس. وروي عن علي عليه السلام ان الأئمة إمام هدى وإمام ضلالة، ورواه الوالبي عنه بأئمتهم في الخير والشر.
ثانيهما: معناه بكتابهم الذي انزل عليهم من أوامر الله ونواهيه فيقال يا أهل القرآن ويا أهل التوراة عن ابن زيد والضحاك.
ثالثهما: ان معناه بمن كانوا يأتمون به من علماءهم وأئمتهم عن الجبائي وأبي عبيدة وجميع هذه الأقوال ما ما رواه الخاص والعام عن الرضا علي بن موسى عليه السلام.
(١٠٠)
التالي
الاولى ١
١٨٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 4
2 كلمة المركز 5
3 ترجمة المؤلف 9 مؤلفاته 8
4 التعريف بالكتاب 9
5 منهج التحقيق 11
6 مقدمة المؤلف 12
7 فصل في ذكر ما شهد بفضل أهل البيت 14
8 سورة البقرة 18
9 سورة آل عمران 25
10 سورة النساء 44
11 سورة المائدة 54
12 سورة الانعام 65
13 سورة الأعراف 68
14 سورة الأنفال 70
15 سورة التوبة 75
16 سورة يونس 88
17 سورة هود 88
18 سورة يوسف 89
19 سورة الرعد 90
20 سورة النحل 95
21 سورة سبحان (الاسراء) 96
22 سورة الكهف 103
23 سورة مريم 104
24 سورة طه 107
25 سورة الأنبياء 108
26 سورة الحج 109
27 سورة النور 111
28 سورة الشعراء 115
29 سورة النمل 119
30 سورة القصص 119
31 سورة العنكبوت 121
32 سورة الروم 126
33 سورة السجدة 128
34 سورة الأحزاب 130
35 سورة سبأ 138
36 سورة فاطر 139
37 سورة يس 140
38 سورة الصافات 142
39 سورة التنزيل (الزمر) 143
40 سورة فصلت 146
41 سورة حم عسق (الشورى) 147
42 سورة الزخرف 150
43 سورة الجاثية 154
44 سورة محمد 155
45 سورة الفتح 156
46 سورة الحجرات 160
47 سورة القمر 163
48 سورة الرحمن 163
49 سورة الواقعة 165
50 سورة المجادلة 166
51 سورة الحشر 167
52 سورة الممتحنة 168
53 سورة التحريم 170
54 سورة الحاقة 171
55 سورة المعارج 173
56 سورة المدثر 174
57 سورة هل أتى 175
58 سورة المطففين 177
59 سورة الضحى 178
60 سورة البينة 179
61 سورة العصر 180
62 سورة الكوثر 181