كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٨ - الصفحة ٢٩١
السابق
عامته وهو ي خلال ذلك يرفع صوته ويقول: أيها الناس! إنكم قد بايعتمونا وأخذنا عليكم العهود والمواثيق أنه قد جاء الحق وزهق الباطل! قال: فكان الرجل منهم يسمع النداء وهو في منزله وهو لا يخرج، فقال زيد بن علي: ما أخلفكم! قد فعلتموها يا أهل الكوفة! قال: واشتبك الحرب بين الفريقين ونادى منادي يوسف بن عمر: ألا! من جاء برأس زيد بن علي فله ألف درهم، ومن جاء بأسير فله مثل ذلك، قال: وكان يوسف بن عمر لا يأتي بأسير إلا ضرب عنقه وأحرقه بالنيران، وزيد بن علي يقاتل هو وأصحابه، وابنه يحيى يقاتل من جانب آخر، وليس يزيد أصحابه على ما هم عليه. فلما رأى ذلك أقبل على نصر بن خزيمة: جعلت فداك يا بن رسول الله! أما والله لأضربن بين يديك بسيفي هذا أبدا حتى أموت!
فاحمل بنا يا بن رسول الله حملة لعلنا أن نقرب من المسجد الأعظم فننادي الناس بالخروج إلينا فإنهم محصورون! قال: فجعل زيد بن علي يحمل على هؤلاء القوم وأصحابه معه، ويدنون رويدا رويدا حتى صاروا قريبا من دار حريث بن عمرو المخزومي فقاتل هنالك ساعة، وحمل عليه أهل الشام حتى بلغوا به وبأصحابه إلى دار عمر (2) بن سعد بن وقاص، واشتد الحرب هنالك ساعة، ثم حمل عليهم زيد بن علي في أصحابه حتى بلغ بهم إلى المسجد الأعظم، ثم دفعهم دفعة أخرى حتى أخلاهم من المسجد، وأقبل حتى وقف على باب الفيل وجعل ينادي في المسجد ممن هو من شيعتهم ويقول: ويحكم يا أهل الكوفة! أخرجوا من الذل إلى العز! اخرجوا من الفقر إلى الغنى! أخرجوا من الضلالة إلى الهدى! اخرجوا إلى (3) الدين والدنيا! فلستم في دين ولا دنيا، ويحكم! أنا زيد بن علي بن الحسين، أنا الذي بايعتموني بالأمس! اخرجوا بارك الله فيكم! قال: فهم من كان في المسجد أن يكسروا باب المسجد ويخرجوا إلى زيد بن علي، فصعد أهل الشام على سطح المسجد فجعلوا يرمونهم بالحجارة والنشاب، واشتبك الحرب على باب المسجد، فقتل نصر بن خزيمة العبسي وهو أجل من كان مع زيد بن علي. قال: ثم قتل من

(1) في الطبري: أتخاف (ابن الأثير: أنا أخاف) أن يكون قد جعلوها حسينية.
(2) بالأصل (عمرو) خطأ.
(3) عن الطبري، وبالأصل (من الدين إلى الدنيا).
(٢٩١)
التالي
الاولى ١
٤٤٣ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خلافة يزيد بن عبد الملك 2
2 ذكر فتنة يزيد بن المهلب وخروجه على يزيد بن عبد الملك 2
3 ذكر محاربة عدي بن أرطاة يزيد بن المهلب بالبصرة 3
4 ذكر فتنة يزيد بالبصرة 6
5 ثم رجعنا إلى فتوح خراسان وإرمينية وأذربيجان من فتوح الترك والخزر 17
6 ذكر دخول الجراح بن عبد الله الحكمي بلاد إرمينية وما كان منه في الخزر 19
7 ذكر محاربة الجراح بن عبد الله مع الخزر ومقتله رحمة الله عليه 26
8 ذكر أمر سعيد بن عمرو الحرشي وخروجه إلى الخزر 28
9 ذكر الرجل الرستاقي 30
10 ذكر ولاية مسلمة بن عبد الملك وعزل سعيد بن عمرو الحرشي عن البلاد 38
11 ذكر مسير مسلمة بن عبد الملك إلى جهاد الكفار ومحاربته لهم 39
12 ذكر حبس الكميت رحمة الله عليه 53
13 ذكر أخبار الكميت في أهل البيت رضي الله عنهم وهي أخبار حسان منتخبة 60
14 ذكر ولاية يوسف بن عمر الثقفي العراق وابتداء أمر زيد بن علي بن الحسين ومقتله 68
15 ابتداء خبر زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم 70
16 ثم نذكر خبر يحيى بن زيد بن علي بعد ذلك وهربه من يوسف بن عمر إلى جوزجان ومقتله بها رضي الله عنه 80
17 ذكر امارة الوليد بن يزيد بن عبد الملك 83
18 ذكر سبب الاختلاف وسبب إمارته 87
19 ذكر ابتداء أمر الشراة وخروجهم في ولاية مروان بن محمد بن مروان 92
20 ابتداء خبر خراسان مع نصر بن سيار وجديع بن علي الكرماني وأبي مسلم عبد الرحمن بن مسلم 94
21 وهذا ابتداء خبر أبي مسلم من أوله 100
22 ذكر البيعة وعقد الخلافة لولد العباس بن عبد المطلب السفاح 113
23 ذكر حديث مروان وما كان منه بعد بيعة بني العباس للناس 115
24 ذكر مسير مروان بن محمد إلى محاربة ولد العباس رضي الله عنهم 116
25 ذكر مسير عبد الله بن علي في طلب مروان بن محمد بن مروان 118
26 ذكر مقتل مروان بن محمد 119
27 ذكر كتاب عبد الله بن علي إلى أمير المؤمنين أبي العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس 121
28 ذكر أخبار سديف بن ميمون مولى السجاد علي بن الحسين بن [علي بن] أبي طالب رضي الله عنهم وأشعاره الملاح بين يدي أمير المؤمنين 126
29 ذكر مسير أبي جعفر المنصور إلى يزيد بن عمر بن هبيرة ومحاربته له 130
30 ذكر كتاب الأمان الذي كتبه أبو جعفر ليزيد بن عمر بن هبيرة 131
31 ذكر خبر السيد بن محمد الحميري 133
32 خبر عبد الله بن سعد السعدي 133
33 ذكر مسير أبي جعفر المنصور إلى بلاد خراسان إلى أبي مسلم 134
34 ثم رجعنا إلى أخبار إرمينية وأذربيجان 135
35 خلافة أبي جعفر المنصور 137
36 ذكر خروج عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس على أبي جعفر المنصور بالشام 138
37 ذكر خروج أبي مسلم إلى عبد الله بن علي ومحاربته له 139
38 ذكر مقتل عبد الله بن المقفع 141
39 ذكر أبي مسلم ومخالفته على المنصور وما كان من أمره 142
40 ذكر كتاب أبي مسلم إلى المنصور 144
41 جوابه 145
42 ذكر قدوم أبي مسلم من خراسان على المنصور ومقتله بين يديه 146
43 ذكر فتح أبي جعفر المنصور إرمينية وأذربيجان 148
44 ذكر تزويج يزيد بن أسيد بن زافر السلمي إلى ملك الخزر 149
45 ذكر انتقاض الخزر على المسلمين بعد موت خاتون 150
46 ذكر موشابذ البطريق ومحمد بن الحسن بن قحطبة 152
47 ذكر وفاة أبي جعفر 153
48 خلافة المهدي 155
49 خلافة موسى الهادي بن المهدي 156
50 خلافة هارون الرشيد 157
51 حكاية الامام الشافعي مع الرشيد 159
52 وأيضا خبر الشافعي رحمة الله عليه 163
53 ثم رجعنا إلى أخبار الرشيد بن المهدي رضي الله عنه 164
54 ذكر أبي مسلم الشاري وخروجه على الرشيد 165
55 ذكر ولاية سعيد بن سلم بلاد إرمينية وما نزل بالمسلمين منه في ولايته 166
56 ذكر أخبار الرشيد التي كانت منه في آخر عمره 168
57 وهذه أخبار حسان من أخبار الرشيد 170
58 وهذا خبر آخر حسن 173
59 خبر خالصة وحديثها للأحمر 173
60 وهذا خبر حسن 175
61 ثم رجعنا إلى الخبر الأول من أمر الرشيد وابنيه محمد وعبد الله 176
62 ذكر خبر الأصمعي في قتل جعفر بن يحيى البرمكي 177
63 ذكر خبر رافع بن الليث بن نصر بن سيار وخروجه على الرشيد 180
64 ذكر وصية الرشيد عند موته 183
65 ذكر وفاة الرشيد ورؤياه قبل موته 184
66 خلافة محمد الأمين 186
67 ذكر خبر الشعراء الثلاثة وهم أبو نواس والرقاشي ومصعب مع محمد الأمين 188
68 ذكر المخالفة بينهما ومقتل الأمين 190
69 خلافة المأمون بن هارون الرشيد 201
70 ذكر خبر نصر بن شبث وخروجه على المأمون بن الرشيد 201
71 ذكر خروج طاهر بن الحسين على المأمون ووفاته 203
72 ذكر تزويج المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل 207
73 ذكر خروج إبراهيم بن المهدي على المأمون 208
74 ذكر بلال الشاري وخروجه على المأمون 212
75 ذكر خروج المأمون إلى بلاد الروم 213
76 ذكر سيرة المأمون وما جمع فيه من مكارم الاخلاق 218
77 خلافة المعتصم بالله 220
78 ذكر تولية الأفشين ومحاربته بابك الخرمي، وتوليته إرمينية وأذربيجان 221