كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٦ - الصفحة ٣٦٨
السابق
المهلب. فلما دخل المهلب وسلم، رد عليه بشر السلام، ثم أمره بالجلوس فجلس، وكلمته امرأة بشر فقالت: أبا سعيد! إننا منك وأنت منا وإن كنا في غيرك، وهذا بشر بن مروان أخو أمير المؤمنين وشقيقه، وإن أخطأ فيك أمس فقد أصاب اليوم، وقد دعاك إلى أمر قد دعاك إليه من كان قبله، فأجبه إلى ما يدعوك إليه والسلام. قال فقال المهلب: إني قد سمعت كلامك أيتها المرأة! ولكن ليقل الأمير - أكرمه الله - ما أحب. قال: فتكلم بشر بن مروان فقال: أبا سعيد! لا تنظرن إلى ما كان مني بالأمس، فإن هذا العدو قد كلبوا على الأرض وقد نزلوا منزلهم الأول بأماني الشيطان، وليس لهم أحد سواك، وإنما تجيب أمير المؤمنين وتدفع عن مصرك، وتصلح أمرا قد أفسده غيرك، وقد حال ما كان في صدري من أمرك، فهات الآن ما عندك؟ فقال المهلب: أيها الأمير! إني قد علمت الذي كان في قلبك، والأمير أيده الله أهل أن يتفانى عنه (1) وإن كانت منه زلة، عندي أن أقاتل هذا العدو على ما قاتلتهم أمس. قال بشر: فلك إذا ما كان لأصحابك قبل اليوم، أعطيك وإن أردت المزيد بعد الوفاء. قال: فدعا بشر بخلعة فجعلها عليه وقلده سيفا وعقد له عقدا، فخرج المهلب من عند بشر بن مروان حتى صار إلى منزله، فلما كان من الغد نادى في الناس فجمعهم، ثم وضع لهم العطاء فأعطاهم وتجهز، وخرج من البصرة في عشرة آلاف رجل من قومه من الأزد ومواليهم وثمانية آلاف من أخلاط القبائل، ثم سار يريد الأهواز، ورحلت الأزارقة من الأهواز حتى لحقت بسابور فارس، ودخل المهلب إلى الأهواز فأقام بها ثلاثا، ثم رحل حتى نزل بمدينة رامهرمز (2) في جميع أصحابه.
قال: واعتل بشر بن مروان بالبصرة علة شديدة واستسقى بطنه فمات (3)، وبلغ ذلك المهلب فاغتم غما شديدا، وتفرق عنه عامة أصحابه فدخلوا البصرة، وبقي المهلب برامهرمز في زيادة على عشرة آلاف، فقام في الناس خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس! إن كنتم إنما تقاتلون هذا العدو لبشر بن مروان فقد مات بشر، وإن كنتم إنما تقاتلون لله فاثبتوا على ما أنتم عليه، فإن أمير المؤمنين حي

(1) كذا بالأصل.
(2) رامهزمز: مدينة مشهورة بنواحي خوزستان.
(3) ولم يلبث الناس في رامهزمز إلا عشرة أيام حتى جاءهم نعي بشر (الطبري 6 / 197). وفي الكامل للمبرد 3 / 1300 " شهرا ".
(٣٦٨)
التالي
الاولى ١
٣٧٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ابتداء أخبار الأزارقة 2
2 ذكر اجتماع أهل البصرة عند الأمير الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة واتفاقهم على المهلب بن أبي صفرة 6
3 أول وقعة كانت للأزارقة مع المهلب بن أبي صفرة 10
4 وقعتهم الثانية 11
5 ذكر كتاب المهلب بن أبي صفرة إلى أهل البصرة بالسلامة والبشرى وما قتل فيها من الأزارقة 14
6 ذكر خطبة قطري بن الفجاءة 16
7 الوقعة الثالثة 17
8 ذكر الخطبة المهلب قبل الوقعة 18
9 الوقعة الرابعة 19
10 الوقعة الخامسة 20
11 الوقعة السادسة 21
12 ذكر حمزة بن عبد الله بن الزبير وولايته بالبصرة 22
13 ذكر كتاب مصعب بن الزبير إلى المهلب بن أبي صفرة 23
14 ذكر عزل المهلب عن حرب الأزارقة وتولية عمر بن عبيد الله بن معمر التميمي حرب الأزارقة 24
15 ابتداء أخبار عين الوردة ثم نرجع بعد ذلك إلى أخبار الأزارقة 28
16 ذكر مفارقة المختار بن أبي عبيد عبد الله بن الزبير وخروجه عليه 31
17 ذكر خروج سليمان بن صرد وأصحابه إلى قتال أهل الشام 34
18 ذكر كتاب أمير الكوفة إلى سليمان بن صرد وأصحابه 41
19 ذكر سليمان بن صرد جواب كتاب عبد الله بن يزيد 42
20 ذكر حبس المختار بالكوفة 42
21 ثم رجعنا إلى أخبار سليمان بن صرد وأصحابه 45
22 ابتداء خروج المختار بن أبي عبيد وما كان منه 50
23 ذكر خروج الشيعة إلى محمد ابن الحنيفة يسألونه عن المختار 52
24 ذكر بيعة إبراهيم بن الأشتر للمختار بن أبي عبيد 54
25 ذكر وقعة خروج المختار 57
26 ذكر غلبة المختار علي الكوفة وبيعة الناس له بها 64
27 ذكر كلام المختار على المنبر 65
28 ذكر محمد بن بن الأشعث وقدومه على المختار 67
29 ذكر من قتله المختار بالكوفة من قتلة الحسين بن علي رضي الله عنهما وممن شارك في دمه 69
30 ذكر مقتل عمر بن سعد وابنه حفص 70
31 ذكر ما جرى بين محمد ابن الحنيفية وعبد الله بن الزبير وما كان في أمر البيعة من ابن الزبير 75
32 ثم رجعنا إلى حديث المختار 79
33 ابتداء مسير عبيد الله بن زياد إلى العراق ومقتله 80
34 ذكر مسير يزيد بن أنس إلى محاربة عبيد الله بن زياد وهي الوقعة الأولى 82
35 ذكر خروج أهل الكوفة على المختار وغدرهم به ومحاربتهم إياه 84
36 ذكر وقعة جبانة السبيع 87
37 ذكر القوم الذين عرضوا على المختار فقتلهم صبرا 88
38 خبر سراقة بن مرداس البارقي 89
39 ذكر مقتل الشمر بن ذي الجوشن 90
40 ثم رجعنا إلى الحديث الأول وخبر عبيد الله بن زياد 92
41 ابتداء خبر عبيد الله بن الحر الجعفي 94
42 ثم رجعنا إلى خبر إبراهيم بن الأشتر وعبيد الله بن زياد 102
43 خبر عمير بن الحباب السلمي 102
44 ابتداء الوقعة ومن قتل فيها 103
45 ذكر الكتاب إلى محمد بن الحنيفية رضي الله عنه 108
46 ابتداء مسير معصب من البصرة إلى الكوفة ومقتل المختار رحمه الله 109
47 ذكر محاصرة المختار في القصر إلى وقت مقتله رحمه الله 114
48 ذكر كتاب مصعب بن الزبير إلى إبراهيم بن الأشتر رحمه الله 119
49 ثم رجعنا إلى أخبار عبيد الله بن الحر وخروجه على مصعب بن الزبير 120
50 ذكر وقعة عبيد الله بن الحر مع المهلب بن أبي صفرة 133
51 ذكر الأسود الذي كان يقطع الطريق واسمه الغداف وكيف قتله عبيد الله بن الحر 136
52 ذكر مسير عبيد الله بن الحر إلى عبد الملك بن مروان بالشام يسأله المعونة على مصعب بن الزبير 138
53 ذكر مقتل عبيد الله بن الحر 139
54 ثم رجعنا إلى أخبار محمد ابن الحنفية رضي الله عنه وعبد الله بن الزبير وما كان بينهم من خلاف أحدهم على صاحبه 141
55 ذكر خطبة محمد ابن حنفية رضي الله عنه وكلامه لأصحابه 142
56 ذكر كتاب عبد الملك بن مروان إلى عباس مجيبا له عما كتب له إليه 144
57 ذكر كتاب عبد الملك بن مروان إلى محمد ابن حنفية من دمشق وجوابه إياه 145
58 ذكر ما جرى بين عبد الله بن عباس وابن الزبير في أمر محمد ابن الحنفية 148
59 ذكر ما جرى بين ابن عباس وابن الزبير أيضا من كلام قبيح 149
60 ذكر ابتداء فتنة البصرة وشغب أهلها وما كان بينهم من الحرب والمصيبة 151
61 ذكر مسير عبد الملك بن مروان إلى العراق ومقتل مصعب بن الزبير وابنه عيسى وإبراهيم بن الأشتر والحرب العظيم الذي كانت بينهم 155
62 ذكر زفر بن الحارث الطائي وعبد الملك بن مروان ونزوله عليه ومحاربته له 156
63 ذكر الوقعة بدير الجاثليق 158
64 ذكر كلام الشعبي بين يدي عبد الملك بن مروان 161
65 ذكر ميسر الحجاج بن يوسف الثقفي عليه ما يستحقه إلى الحجاز ومقتل عبد الله بن الزبير 162
66 ذكر محمد ابن الحنفية رضي الله عنه وعبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف 169
67 ذكر كتاب محمد ابن الحنفية إلى عبد الملك بن مروان 170
68 ذكر ملك عبد الملك بن مروان وأخباره وما كان منه بعد أن استوسقت له الأمور 173
69 ذكر بكير بن وشاح التميمي وأمية بن عبد الله بن خالد وبحير بن الورقاء 174
70 ذكر الجزيرة وأرمينية وأذربيجان وما كان بها من الحروب 176
71 ثم رجعنا إلى خبر الأزارقة 179
72 ذكر ولاية بشر بن مروان العراقين 188