كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٥
السابق
ثم نزل زياد عن المنبر ودخل إلى منزله، واستقامت له البصرة. وكان يجيء منها ومن كورتها ستون ألف ألف درهم، ويعطي الذرية ستة عشر ألف ألف، وينفق في البنيان وما يحتاج إليه من العمارة وغير ذلك ألفي ألف، ويدخر في بيت المال ألف ألف درهم، ويوجه باقي ذلك إلى معاوية.
قال: ونظر معاوية إلى عدل زياد بالبصرة، فزاده الكوفة وضمها إليه وجعلها زيادة في عمله (1). قال: فكان زياد يقيم ستة أشهر بالبصرة وستة أشهر بالكوفة.
ذكر أخبار خراسان في أيام معاوية بن أبي سفيان قال: ثم دعا معاوية برجل يقال له خالد بن المعمر السدوس، فعقد له عقدا وعزم على أن يوجهه إلى بلاد خراسان. قال: وكان خالد بن المعمر هذا من خيار أصحاب علي بن أبي طالب ممن قاتل معه بصفين، فلما قتل علي وكان من أمر الحسن ما كان واستوسق الأمر لمعاوية قدم عليه خالد بن المعمر هذا والأعور بن عبد الله الشني، فاستأذنا (2) على معاوية، فأذن لهما، فلما دخلا وسلما رد عليهما معاوية ردا ضعيفا، ثم أمرهما بالجلوس فجلسا، وجعل معاوية يذكر ما كان من قتالهما بصفين، فأمسكا عنه حتى فرغ من كلامه، ثم رفع خالد صوته وأنشأ يقول (4):
معاوي لا تجهل علينا فإننا * نذلك في اليوم العصيب معاويا متى تدع منا دعوة ربعية * تجبك رجال يخضبون العواليا أجابوا عليا إذ دعاهم لنصره * بصفين إذ جروا عليك الدواهيا فإن تصطنعنا يا بن حرب لمثلها * نكن خير من تدعو إذا كنت داعيا ألم ترني أهديت بكر بن وائل * إليك وكانوا بالعراق أفاعيا إذا نهشت قال السليم لأهله * ألا فابتغي لي لا أبالك راقيا

(١) وكان ذلك سنة ٤٩ ه وقبل سنة ٥٠ ه وذلك بعد موت المغيرة. وكان زياد أول من جمع له الكوفة والبصرة. ثم جمعت لابنه عبيد الله، ولم تجتمع العراق قط لقرشي غيرهما.
وقد كتب بعد زياد إلى معاوية: إني قد أخذت العراق بيميني، وبقيت شمالي فارغة، وهو يعرض بالحجاز، فبلغ ذلك عبد الله بن عمر (رض) فقال: اللهم اكفنا شماله، فعرضت له قرحة في شماله فقتلته (وانظر مروج الذهب ٣ / ٣٢).
(٢) بالأصل، وفي الخبر كله، استعمل صيغة الجمع، قمنا بتصحيحه.
(٣) مرت الأبيات، راجع حوادث وقعة صفين.
(٣٠٥)
التالي
الاولى ١
٣٥٣ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر الحكمين 2
2 ذكر كتبة كتاب الصلح بينهم وما جرى في ذلك 6
3 ذكر أول من يسري من أصحاب علي بن أبي طالب بعد ذلك 10
4 ذكر وصية القوم لأبي موسى بالاحتياط في أمره والحذر من دهاء خصمه 12
5 ذكر غرور عمرو بن العاص صاحبه 15
6 ذكر ما قيل فيه بعد ذلك 21
7 ذكر ما سئل أمير المؤمنين من القضاء والقدر فيما جرى عليهم من الأمور 22
8 ابتداء ذكر الغارات بعد صفين 23
9 خبر أهل اليمن وتحريك شيعة عثمان بن عفان بها وخلافهم على علي بن أبي طالب 34
10 ذكر بسر بن أبي أرطأة الفهري وما قتل من شيعة علي بن أبي طالب بأرض اليمن 36
11 خطبة ثانية (لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه) 42
12 خبر عبد الله بن عباس وزياد بن أبيه وأبي الأسود الدؤلي وما جرى بينهم 45
13 ذكر الخريت بن راشد وخروجه على علي بن أبي طالب وخلافه عليه 47
14 ذكر مصقلة بن هبيرة الشيباني وما كان منه إلى علي وهربه إلى معاوية 49
15 ذكر الكتاب الذي كتبه الحضين بن المنذر إلى مصقلة بن هبيرة 51
16 ذكر كتاب مصقلة بن هبيرة إلى قومه 53
17 ذكر ابتداء أخبار الخوارج من الشراة وخروجهم على علي رضي الله عنه 55
18 كلام ابن عباس للخارجي وما كان من رده عليه 56
19 ابتداء اجتماع الخوارج بالنهروان 59
20 ذكر خطبة علي بن أبي طالب قبل خروجه إلى النهروان 60
21 ذكر خطبته الثانية وما كان من توبيخه لأهل الكوفة 61
22 ذكر خطبته الثالثة 64
23 ذكر كتاب علي إلى الخوارج 66
24 مسير عبد الله بن أبي عقب إلى الخوارج وما جرى بينهم من المناظرة 67
25 ذكر ابتداء الحرب 75
26 ذكر وصية علي رضي الله عنه عند مصرعه 84
27 ذكر كتاب عبد الله بن عباس من البصرة إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما 87
28 ذكر كتاب الحسن بن علي إلى معاوية 88
29 جواب كتاب الحسن بن علي من معاوية بن أبي سفيان 89
30 ذكر خروج معاوية من الشام يريد العراق وخروج الحسن بن علي من الكوفة يريد الشام 90
31 ذكر بيعة الحسن بن علي لمعاوية كيف كانت 94
32 ذكر مسير معاوية إلى العراق لأخذ البيعة لنفسه من الحسن بن علي رحمة الله عليه 96
33 ذكر خبر أهل البصرة وما كان من خلافهم على معاوية 100
34 ذكر زياد بن أبيه حين كان مع علي بن أبي طالب وكيف ادعاه معاوية بعد ذلك وزعم أنه أخوه 102
35 ذكر خطبة زياد بالبصرة وهي الخطبة التي لم يسبقه إلى مثلها أحد من أمراء البصرة 106
36 ذكر أخبار خراسان في أيام معاوية بن أبي سفيان 109
37 ذكر ولاية سعيد بن عثمان خراسان 110
38 ذكر مسير سعد بن عثمان إلى خراسان وخبر مالك بن الربيب المازني 112
39 ذكر فتوح خراسان أيضا بعد سعيد بن عثمان 118
40 ذكر موت زياد بن أبيه 120
41 ذكر أخبار خراسان وغير خراسان بعد موت زياد بن أبيه 121
42 وفاة الحسن بن علي بن أبي طالب 122
43 ابتداء أخبار مقتل مسلم بن عقيل والحسين بن علي وولده وشيعته من ورائه وأهل السنة وما ذكروا في ذلك من الاختلاف 126
44 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 133
45 ذكر كتاب معاوية إلى مروان بن الحكم بالمدينة في أمر يزيد 138
46 ذكر خبر معاوية في خروجه إلى الحج وما كان منه بمكة والمدينة إلى رجوعه 140
47 ذكر انصراف معاوية عن مكة وما يلي به من سفره من المرض وخبر وفاته 148
48 ذكر الكتاب والعهد إلى يزيد 151