كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٦
السابق
إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يخرج من الدنيا حتى رفع له ملك بني أمية، فنظر إليهم يصعدون منبره واحدا بعد واحد، فشق ذلك عليه، فأنزل الله تعالى في ذلك قرآنا فقال: (إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر) (1) يقول: إن ليلة القدر خير من ألف شهر من سلطان بني أمية (2).
قال: فالتفت الحسين إلى أخيه الحسن فقال: والله لو اجتمع الخلق طرا على أن لا يكون الذي كان إذا ما استطاعوا، ولقد كنت كارها لهذا الأمر ولكني لم أحب أن أغضبك، إذ كنت أخي وشقيقي.
قال: فقال المسيب: أما والله يا بن رسول الله! ما يعظم علينا هذا الأمر الذي صار إلى معاوية، ولكنا نخاف عليكم أن تضاموا بعد هذا اليوم، وأما نحن فإنهم يحتاجون إلينا وسيطلبون المودة منا كلما قدروا عليه.
قال: فقال له الحسن: لا عليك يا مسيب! فإنه من أحب قوما كان معهم.
قال: ثم رحل معاوية وأصحابه إلى الشام، ورحل الحسن بن علي ومن معه إلى المدينة وهو عليل.
ذكر خبر أهل البصرة وما كان من خلافهم على معاوية قال: وبلغ أهل البصرة ما كان من بيعة الحسن لمعاوية، فشغبوا وقالوا: لا نرضى أن يصير الأمر إلى معاوية. ثم وثب رجل منهم يقال له حمران بن أبان فتغلب على البصرة فأخذها، ودعا للحسين بن علي، وبلغ ذلك معاوية فدعا عمرو بن [أبي] أرطاة وهو أخو بسر فضم إليه جيشا ووجه به إلى البصرة (3). فأقبل عمرو في جيشه ذلك يريد البصرة، وتفرق أهل الشغب فلزموا منازلهم.
ودخل عمرو بن [أبي] أرطاة البصرة مغضبا وأقبل حتى نزل دار الإمارة، فلما

(١) سورة القدر الآيات ١ - ٣.
(٢) أخرجه الترمذي عن الحسن بن علي (رض). قال القاسم بن الفضل الحداني: فعددناها فإذا هي ألف شهر، لا تزيد يوما ولا تنقص يوما.
وذكر القرطبي أقوالا أخرى في تفسيرها. (تفسير القرطبي ٢٠ / 133).
وانظر الكامل لابن الأثير 2 / 448.
(3) في الطبري 6 / 96 وابن الأثير 2 / 425 بعث بسر بن أبي أرطأة.
(٢٩٦)
التالي
الاولى ١
٣٥٣ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر الحكمين 2
2 ذكر كتبة كتاب الصلح بينهم وما جرى في ذلك 6
3 ذكر أول من يسري من أصحاب علي بن أبي طالب بعد ذلك 10
4 ذكر وصية القوم لأبي موسى بالاحتياط في أمره والحذر من دهاء خصمه 12
5 ذكر غرور عمرو بن العاص صاحبه 15
6 ذكر ما قيل فيه بعد ذلك 21
7 ذكر ما سئل أمير المؤمنين من القضاء والقدر فيما جرى عليهم من الأمور 22
8 ابتداء ذكر الغارات بعد صفين 23
9 خبر أهل اليمن وتحريك شيعة عثمان بن عفان بها وخلافهم على علي بن أبي طالب 34
10 ذكر بسر بن أبي أرطأة الفهري وما قتل من شيعة علي بن أبي طالب بأرض اليمن 36
11 خطبة ثانية (لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه) 42
12 خبر عبد الله بن عباس وزياد بن أبيه وأبي الأسود الدؤلي وما جرى بينهم 45
13 ذكر الخريت بن راشد وخروجه على علي بن أبي طالب وخلافه عليه 47
14 ذكر مصقلة بن هبيرة الشيباني وما كان منه إلى علي وهربه إلى معاوية 49
15 ذكر الكتاب الذي كتبه الحضين بن المنذر إلى مصقلة بن هبيرة 51
16 ذكر كتاب مصقلة بن هبيرة إلى قومه 53
17 ذكر ابتداء أخبار الخوارج من الشراة وخروجهم على علي رضي الله عنه 55
18 كلام ابن عباس للخارجي وما كان من رده عليه 56
19 ابتداء اجتماع الخوارج بالنهروان 59
20 ذكر خطبة علي بن أبي طالب قبل خروجه إلى النهروان 60
21 ذكر خطبته الثانية وما كان من توبيخه لأهل الكوفة 61
22 ذكر خطبته الثالثة 64
23 ذكر كتاب علي إلى الخوارج 66
24 مسير عبد الله بن أبي عقب إلى الخوارج وما جرى بينهم من المناظرة 67
25 ذكر ابتداء الحرب 75
26 ذكر وصية علي رضي الله عنه عند مصرعه 84
27 ذكر كتاب عبد الله بن عباس من البصرة إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما 87
28 ذكر كتاب الحسن بن علي إلى معاوية 88
29 جواب كتاب الحسن بن علي من معاوية بن أبي سفيان 89
30 ذكر خروج معاوية من الشام يريد العراق وخروج الحسن بن علي من الكوفة يريد الشام 90
31 ذكر بيعة الحسن بن علي لمعاوية كيف كانت 94
32 ذكر مسير معاوية إلى العراق لأخذ البيعة لنفسه من الحسن بن علي رحمة الله عليه 96
33 ذكر خبر أهل البصرة وما كان من خلافهم على معاوية 100
34 ذكر زياد بن أبيه حين كان مع علي بن أبي طالب وكيف ادعاه معاوية بعد ذلك وزعم أنه أخوه 102
35 ذكر خطبة زياد بالبصرة وهي الخطبة التي لم يسبقه إلى مثلها أحد من أمراء البصرة 106
36 ذكر أخبار خراسان في أيام معاوية بن أبي سفيان 109
37 ذكر ولاية سعيد بن عثمان خراسان 110
38 ذكر مسير سعد بن عثمان إلى خراسان وخبر مالك بن الربيب المازني 112
39 ذكر فتوح خراسان أيضا بعد سعيد بن عثمان 118
40 ذكر موت زياد بن أبيه 120
41 ذكر أخبار خراسان وغير خراسان بعد موت زياد بن أبيه 121
42 وفاة الحسن بن علي بن أبي طالب 122
43 ابتداء أخبار مقتل مسلم بن عقيل والحسين بن علي وولده وشيعته من ورائه وأهل السنة وما ذكروا في ذلك من الاختلاف 126
44 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 133
45 ذكر كتاب معاوية إلى مروان بن الحكم بالمدينة في أمر يزيد 138
46 ذكر خبر معاوية في خروجه إلى الحج وما كان منه بمكة والمدينة إلى رجوعه 140
47 ذكر انصراف معاوية عن مكة وما يلي به من سفره من المرض وخبر وفاته 148
48 ذكر الكتاب والعهد إلى يزيد 151