كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٥
السابق
وإلى شاطىء الفرات فهناك نسلهما إلى الساعة، وصار رجل إلى تل يسمى تل موزن (1).
قال: وغنم أصحاب علي في ذلك اليوم غنائم كثيرة. وأقبل علي نحو الكوفة، وسبقه عبد الرحمن بن ملجم - لعنه الله - حتى دخل الكوفة (2)، فجعل يبشر أهلها بهلاك الشراة. قال: ومر بدار من دور الكوفة فسمع فيها صوت زمر وصوت طبل يضرب، فأنكر ذلك، فقيل له: هذه دار فيها وليمة، قال: فنهى عن صوت الزمر والطبل، قال: وخرجت (3) النساء من تلك الدار، وفيهن امرأة يقال لها قطام بنت الأضبع التميمي (4) وكان بها مسحة من جمال، قال: ونظر إليها عبد الرحمن بن ملجم فأعجبه ما رأى من قدها وحسن مشيتها، فتبعها وقال: يا جارية! أيم أنت أم ذات بعل؟ فقالت: بل أيم، قال: فهل لك في زوج لا تذم خلائقه ولا تخشى بوائقه؟ فقالت: إني لمحتاجة إلى ذلك، ولكن لي أولياء أشاورهم في ذلك فاتبعني.
قال: فتبعها المرادي حتى دخل دارها، ثم إنها لبست من الثياب ما يحسن عليها، ثم قالت لمن عندها من خدمها: قولوا لهذا الرجل فليدخل! فإذا دخل

(١) تل موزن: بلد بالجزيرة ثم ديار مضر، بين رأس عين وسروج. بينه وبين رأس عين نحو عشرة أميال.
(٢) كذا بالأصل: وفي مروج الذهب ٢ / ٤٥٧: " وفي سنة أربعين اجتمع بمكة جماعة من الخوارج (وكانت طائفة منهم قد خرجت نحو مكة في الموسم ولما انقضى أمر الموسم نظرت الخوارج في أمرها - الكامل للمبرد) فتذاكروا الناس، وما هم فيه من الحرب والفتنة، وتعاهد ثلاثة منهم على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص، وتواعدوا واتفقوا على ألا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذي يتوجه إليه، حتى يقتله أو يقتل دونه، وهم عبد الرحمن بن ملجم، لعنه الله، وكان من نجيب، وكان عدادهم في مراد، فنسب إليهم، وحجاج بن عبد الله الصريمي، ولقبه البرك، وزادويه مولى بني العنبر. فقال أبو ملجم لعنه الله: أنا أقتل عليا. وقال البرك: أنا أقتل معاوية. وقال زادويه: أنا أقتل عمرو بن العاص.
واتعدوا أن يكون ليلة سبع عشرة من شهر رمضان، وقيل: ليلة إحدى وعشرين " وانظر الطبري ٦ / ٨٣ والكامل للمبرد ٣ / ١١١٥. زيد في الكامل للمبرد: فخرج كل واحد منهم إلى ناحية، فأتى ابن ملجم الكوفة.
(٣) بالنسخ: وخرجن.
(٤) في الطبري: ٦ / ٨٣ وابن سعد ٣ / ٢٣ قطام بنت الشجنة، وفي مروج الذهب ٢ / ٤٥٧ قطام بنت عمه (أي ابنة عم ابن ملجم) وفي الكامل للمبرد ٣ / ١١١٦ قطام بنت علقمة بن تيم الرباب. وفي الأخبار الطوال ص ٢١٣ أن قطام أمها وأن التي خطبها ابن ملجم ابنتها الرباب.
(٢٧٥)
التالي
الاولى ١
٣٥٣ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر الحكمين 2
2 ذكر كتبة كتاب الصلح بينهم وما جرى في ذلك 6
3 ذكر أول من يسري من أصحاب علي بن أبي طالب بعد ذلك 10
4 ذكر وصية القوم لأبي موسى بالاحتياط في أمره والحذر من دهاء خصمه 12
5 ذكر غرور عمرو بن العاص صاحبه 15
6 ذكر ما قيل فيه بعد ذلك 21
7 ذكر ما سئل أمير المؤمنين من القضاء والقدر فيما جرى عليهم من الأمور 22
8 ابتداء ذكر الغارات بعد صفين 23
9 خبر أهل اليمن وتحريك شيعة عثمان بن عفان بها وخلافهم على علي بن أبي طالب 34
10 ذكر بسر بن أبي أرطأة الفهري وما قتل من شيعة علي بن أبي طالب بأرض اليمن 36
11 خطبة ثانية (لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه) 42
12 خبر عبد الله بن عباس وزياد بن أبيه وأبي الأسود الدؤلي وما جرى بينهم 45
13 ذكر الخريت بن راشد وخروجه على علي بن أبي طالب وخلافه عليه 47
14 ذكر مصقلة بن هبيرة الشيباني وما كان منه إلى علي وهربه إلى معاوية 49
15 ذكر الكتاب الذي كتبه الحضين بن المنذر إلى مصقلة بن هبيرة 51
16 ذكر كتاب مصقلة بن هبيرة إلى قومه 53
17 ذكر ابتداء أخبار الخوارج من الشراة وخروجهم على علي رضي الله عنه 55
18 كلام ابن عباس للخارجي وما كان من رده عليه 56
19 ابتداء اجتماع الخوارج بالنهروان 59
20 ذكر خطبة علي بن أبي طالب قبل خروجه إلى النهروان 60
21 ذكر خطبته الثانية وما كان من توبيخه لأهل الكوفة 61
22 ذكر خطبته الثالثة 64
23 ذكر كتاب علي إلى الخوارج 66
24 مسير عبد الله بن أبي عقب إلى الخوارج وما جرى بينهم من المناظرة 67
25 ذكر ابتداء الحرب 75
26 ذكر وصية علي رضي الله عنه عند مصرعه 84
27 ذكر كتاب عبد الله بن عباس من البصرة إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما 87
28 ذكر كتاب الحسن بن علي إلى معاوية 88
29 جواب كتاب الحسن بن علي من معاوية بن أبي سفيان 89
30 ذكر خروج معاوية من الشام يريد العراق وخروج الحسن بن علي من الكوفة يريد الشام 90
31 ذكر بيعة الحسن بن علي لمعاوية كيف كانت 94
32 ذكر مسير معاوية إلى العراق لأخذ البيعة لنفسه من الحسن بن علي رحمة الله عليه 96
33 ذكر خبر أهل البصرة وما كان من خلافهم على معاوية 100
34 ذكر زياد بن أبيه حين كان مع علي بن أبي طالب وكيف ادعاه معاوية بعد ذلك وزعم أنه أخوه 102
35 ذكر خطبة زياد بالبصرة وهي الخطبة التي لم يسبقه إلى مثلها أحد من أمراء البصرة 106
36 ذكر أخبار خراسان في أيام معاوية بن أبي سفيان 109
37 ذكر ولاية سعيد بن عثمان خراسان 110
38 ذكر مسير سعد بن عثمان إلى خراسان وخبر مالك بن الربيب المازني 112
39 ذكر فتوح خراسان أيضا بعد سعيد بن عثمان 118
40 ذكر موت زياد بن أبيه 120
41 ذكر أخبار خراسان وغير خراسان بعد موت زياد بن أبيه 121
42 وفاة الحسن بن علي بن أبي طالب 122
43 ابتداء أخبار مقتل مسلم بن عقيل والحسين بن علي وولده وشيعته من ورائه وأهل السنة وما ذكروا في ذلك من الاختلاف 126
44 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 133
45 ذكر كتاب معاوية إلى مروان بن الحكم بالمدينة في أمر يزيد 138
46 ذكر خبر معاوية في خروجه إلى الحج وما كان منه بمكة والمدينة إلى رجوعه 140
47 ذكر انصراف معاوية عن مكة وما يلي به من سفره من المرض وخبر وفاته 148
48 ذكر الكتاب والعهد إلى يزيد 151