كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٣
السابق
قال: وتقدم رجل من الشراة يقال له الأخنس العيزار (1) الطائي حتى وقف بين الجمعين، وكان من أشد فرسان الخوارج، وكان ممن شهد يوم صفين وقاتل فيه، فلما كان ذلك اليوم تقدم حتى وقف بين الجمعين وأنشأ يقول:
ألا ليتني في يوم صفين لم أءب * وغودرت في القتلى بصفين ثاويا وقطعت إربا أو ألقيت جثة * وأصبحت ميتا لا أجيب المناديا ولم أر قتلى سنبس ولقتلهم * أشاب غداة البين مني النواصيا ثمانون من حي جديلة قتلوا * على النهر كانوا يحضبون العواليا ينادون لا لا حكم إلا لربنا * حنانيك فاغفر حوبنا والمساويا هم فارقوا من جار لله حكمه * وكل عن الرحمن أصبح راضيا فلا وإله الناس ما هان معشر * على النهر في الله الحتوف القواضيا شهدت لهم عند الإله بفلحهم * إذا صالح الأقوام خافوا المخازيا وإيلوا إلى التقوى ولم يتبعوا الهوى * فلا يبعدن الله من كان شاريا قال: ثم حمل على أصحاب علي كرم الله وجهة حملة فشق الصفوف وقصده علي، فالتقيا بضربتين فضربه علي فألحقه بأصحابه. وحمل ذو الثدية على علي ليضربه بسيفه، وسبقه علي فضربه على بيضته فهتكها، وحمل به فرسه وهو كما به من الضربة، حتى رمى به في آخر معركة على شط النهروان في جرف دالية خربة.
قال: وخرج من بعده ابن عم له يقال له مالك بن الوضاح (2)، حتى وقف بين الجمعين وهو يقول:
إني لبائع ما يفنى بباقية (3)، ولا أريد لذي الهيجاء تربيصا (4) (5)

رجلا. وذكر منهم: يزيد بن نويرة الأنصاري وأبو عامر عقبة بن عامر الجهني (لعله غير عقبة بن عامر الصحابي الذي ولي إمرة مصر لمعاوية سنة 40 ه عن التهذيب، أو أن إيراده هنا خطأ وقع فيه خليفة).
(1) في الطبري 6 / 50 العيزار بن الأخنس، رجل من بني سدوس.
(2) في الكامل للمبرد 3 / 1189 وشرح النهج لابن أبي الحديد 2 / 157 وشعراء الخوارج ص 76 الرهين المرادي، وفي أنساب الأشرف 4 / 2: 88 الزهير. والأبيات في هذه المصادر (3) في الكامل للمبرد: لعاقبة.
(4) في الكامل للمبرد وشعر الخوارج: إن لم يعقني رجاء العيش تربيصا.
(5) وقبله في المصادر:
يا نفس قد طال في الدنيا مراوغتي * لا تأمنن لصرف الدهر تنغيصا
(٢٧٣)
التالي
الاولى ١
٣٥٣ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر الحكمين 2
2 ذكر كتبة كتاب الصلح بينهم وما جرى في ذلك 6
3 ذكر أول من يسري من أصحاب علي بن أبي طالب بعد ذلك 10
4 ذكر وصية القوم لأبي موسى بالاحتياط في أمره والحذر من دهاء خصمه 12
5 ذكر غرور عمرو بن العاص صاحبه 15
6 ذكر ما قيل فيه بعد ذلك 21
7 ذكر ما سئل أمير المؤمنين من القضاء والقدر فيما جرى عليهم من الأمور 22
8 ابتداء ذكر الغارات بعد صفين 23
9 خبر أهل اليمن وتحريك شيعة عثمان بن عفان بها وخلافهم على علي بن أبي طالب 34
10 ذكر بسر بن أبي أرطأة الفهري وما قتل من شيعة علي بن أبي طالب بأرض اليمن 36
11 خطبة ثانية (لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه) 42
12 خبر عبد الله بن عباس وزياد بن أبيه وأبي الأسود الدؤلي وما جرى بينهم 45
13 ذكر الخريت بن راشد وخروجه على علي بن أبي طالب وخلافه عليه 47
14 ذكر مصقلة بن هبيرة الشيباني وما كان منه إلى علي وهربه إلى معاوية 49
15 ذكر الكتاب الذي كتبه الحضين بن المنذر إلى مصقلة بن هبيرة 51
16 ذكر كتاب مصقلة بن هبيرة إلى قومه 53
17 ذكر ابتداء أخبار الخوارج من الشراة وخروجهم على علي رضي الله عنه 55
18 كلام ابن عباس للخارجي وما كان من رده عليه 56
19 ابتداء اجتماع الخوارج بالنهروان 59
20 ذكر خطبة علي بن أبي طالب قبل خروجه إلى النهروان 60
21 ذكر خطبته الثانية وما كان من توبيخه لأهل الكوفة 61
22 ذكر خطبته الثالثة 64
23 ذكر كتاب علي إلى الخوارج 66
24 مسير عبد الله بن أبي عقب إلى الخوارج وما جرى بينهم من المناظرة 67
25 ذكر ابتداء الحرب 75
26 ذكر وصية علي رضي الله عنه عند مصرعه 84
27 ذكر كتاب عبد الله بن عباس من البصرة إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما 87
28 ذكر كتاب الحسن بن علي إلى معاوية 88
29 جواب كتاب الحسن بن علي من معاوية بن أبي سفيان 89
30 ذكر خروج معاوية من الشام يريد العراق وخروج الحسن بن علي من الكوفة يريد الشام 90
31 ذكر بيعة الحسن بن علي لمعاوية كيف كانت 94
32 ذكر مسير معاوية إلى العراق لأخذ البيعة لنفسه من الحسن بن علي رحمة الله عليه 96
33 ذكر خبر أهل البصرة وما كان من خلافهم على معاوية 100
34 ذكر زياد بن أبيه حين كان مع علي بن أبي طالب وكيف ادعاه معاوية بعد ذلك وزعم أنه أخوه 102
35 ذكر خطبة زياد بالبصرة وهي الخطبة التي لم يسبقه إلى مثلها أحد من أمراء البصرة 106
36 ذكر أخبار خراسان في أيام معاوية بن أبي سفيان 109
37 ذكر ولاية سعيد بن عثمان خراسان 110
38 ذكر مسير سعد بن عثمان إلى خراسان وخبر مالك بن الربيب المازني 112
39 ذكر فتوح خراسان أيضا بعد سعيد بن عثمان 118
40 ذكر موت زياد بن أبيه 120
41 ذكر أخبار خراسان وغير خراسان بعد موت زياد بن أبيه 121
42 وفاة الحسن بن علي بن أبي طالب 122
43 ابتداء أخبار مقتل مسلم بن عقيل والحسين بن علي وولده وشيعته من ورائه وأهل السنة وما ذكروا في ذلك من الاختلاف 126
44 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 133
45 ذكر كتاب معاوية إلى مروان بن الحكم بالمدينة في أمر يزيد 138
46 ذكر خبر معاوية في خروجه إلى الحج وما كان منه بمكة والمدينة إلى رجوعه 140
47 ذكر انصراف معاوية عن مكة وما يلي به من سفره من المرض وخبر وفاته 148
48 ذكر الكتاب والعهد إلى يزيد 151