كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٩
السابق
في ذلك، فهاتوا ما الذي نقمتم على علي رضي الله عنه! قالوا: نقمنا عليه أشياء، لو كان حاضرا لكفرناه بهن.
فالتفت ابن عباس إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين! إنك قد سمعت الكلام فأنت أحق بالجواب (1).
قال: فتقدم علي كرم الله وجهه، حتى إذا واجه القوم فسلم عليهم، فردوا عليه السلام، ثم قال: أيها الناس! أنا علي بن أبي طالب، فتكلموا بما نقمتم به علي! فقالوا: إن أول ما نقمنا به عليك أنا قاتلنا يوم البصرة بين يديك، فلما أظفرك الله بهم أبحتنا ما كان في عسكرهم ومنعتنا النساء والذرية، وكنت تستحل ما كان في العسكر ولا تستحل النساء والذرية، قال: فقال لهم علي: يا هؤلاء! إن أهل البصرة قاتلونا وبدأوا بقتالنا، فلما أظفرني الله بهم قسمت بينكم سلب من قاتلكم، ومنعتكم النساء والذرية، لأن النساء لم يقاتلن، والذرية ولدوا على فطرة الإسلام، فمنعتكم الذرية والنساء لأجل ذلك، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من على أهل مكة يوم فتحها فلم يسب نساءهم ولا ذريتهم، وإذا كان النبي من على المشركين فلا تعجبوا مني إذا مننت على المسلمين، فلم أسب نساءهم ولا ذريتهم.
قالوا: فإنا نقمنا عليك غير هذا، نقمنا عليك يوم صفين في وقت الكتاب الذي كتبته بينك وبين معاوية أنك قلت لكاتبك: اكتب " هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان "، فأبي معاوية أن يقبل أنك أمير المؤمنين، فمحوت اسمك من الخلافة وقلت لكاتبك: اكتب " هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان "، فإن لم تكن أمير المؤمنين فأنت أمير الكافرين ونحن مؤمنون، ولا يجب أن تكون أميرا علينا. فقال علي: يا هؤلاء!
إنكم قد تكلمتم فاسمعوا الجواب! أنا كنت كاتب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية فقال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اكتب " هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله وأهل مكة "، فقال أبو

(١) في تاريخ اليعقوبي ٢ / 192: قالت طائفة من الخوارج - وقد سألهم ابن عباس ماذا نقمتم على علي -. نقمنا على علي خصالا كلها موبقة لو لم نخصمه منها إلا بخصلة خصمناه: محا اسمه من إمرة أمير المؤمنين يوم كتب إلى معاوية، ورجعنا عنه يوم صفين، فلم يضربنا بسيفه حتى نفيء إلى الله، وحكم الحكمين، وزعم أنه وصي فضيع الوصية.
(٢٦٩)
التالي
الاولى ١
٣٥٣ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر الحكمين 2
2 ذكر كتبة كتاب الصلح بينهم وما جرى في ذلك 6
3 ذكر أول من يسري من أصحاب علي بن أبي طالب بعد ذلك 10
4 ذكر وصية القوم لأبي موسى بالاحتياط في أمره والحذر من دهاء خصمه 12
5 ذكر غرور عمرو بن العاص صاحبه 15
6 ذكر ما قيل فيه بعد ذلك 21
7 ذكر ما سئل أمير المؤمنين من القضاء والقدر فيما جرى عليهم من الأمور 22
8 ابتداء ذكر الغارات بعد صفين 23
9 خبر أهل اليمن وتحريك شيعة عثمان بن عفان بها وخلافهم على علي بن أبي طالب 34
10 ذكر بسر بن أبي أرطأة الفهري وما قتل من شيعة علي بن أبي طالب بأرض اليمن 36
11 خطبة ثانية (لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه) 42
12 خبر عبد الله بن عباس وزياد بن أبيه وأبي الأسود الدؤلي وما جرى بينهم 45
13 ذكر الخريت بن راشد وخروجه على علي بن أبي طالب وخلافه عليه 47
14 ذكر مصقلة بن هبيرة الشيباني وما كان منه إلى علي وهربه إلى معاوية 49
15 ذكر الكتاب الذي كتبه الحضين بن المنذر إلى مصقلة بن هبيرة 51
16 ذكر كتاب مصقلة بن هبيرة إلى قومه 53
17 ذكر ابتداء أخبار الخوارج من الشراة وخروجهم على علي رضي الله عنه 55
18 كلام ابن عباس للخارجي وما كان من رده عليه 56
19 ابتداء اجتماع الخوارج بالنهروان 59
20 ذكر خطبة علي بن أبي طالب قبل خروجه إلى النهروان 60
21 ذكر خطبته الثانية وما كان من توبيخه لأهل الكوفة 61
22 ذكر خطبته الثالثة 64
23 ذكر كتاب علي إلى الخوارج 66
24 مسير عبد الله بن أبي عقب إلى الخوارج وما جرى بينهم من المناظرة 67
25 ذكر ابتداء الحرب 75
26 ذكر وصية علي رضي الله عنه عند مصرعه 84
27 ذكر كتاب عبد الله بن عباس من البصرة إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما 87
28 ذكر كتاب الحسن بن علي إلى معاوية 88
29 جواب كتاب الحسن بن علي من معاوية بن أبي سفيان 89
30 ذكر خروج معاوية من الشام يريد العراق وخروج الحسن بن علي من الكوفة يريد الشام 90
31 ذكر بيعة الحسن بن علي لمعاوية كيف كانت 94
32 ذكر مسير معاوية إلى العراق لأخذ البيعة لنفسه من الحسن بن علي رحمة الله عليه 96
33 ذكر خبر أهل البصرة وما كان من خلافهم على معاوية 100
34 ذكر زياد بن أبيه حين كان مع علي بن أبي طالب وكيف ادعاه معاوية بعد ذلك وزعم أنه أخوه 102
35 ذكر خطبة زياد بالبصرة وهي الخطبة التي لم يسبقه إلى مثلها أحد من أمراء البصرة 106
36 ذكر أخبار خراسان في أيام معاوية بن أبي سفيان 109
37 ذكر ولاية سعيد بن عثمان خراسان 110
38 ذكر مسير سعد بن عثمان إلى خراسان وخبر مالك بن الربيب المازني 112
39 ذكر فتوح خراسان أيضا بعد سعيد بن عثمان 118
40 ذكر موت زياد بن أبيه 120
41 ذكر أخبار خراسان وغير خراسان بعد موت زياد بن أبيه 121
42 وفاة الحسن بن علي بن أبي طالب 122
43 ابتداء أخبار مقتل مسلم بن عقيل والحسين بن علي وولده وشيعته من ورائه وأهل السنة وما ذكروا في ذلك من الاختلاف 126
44 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 133
45 ذكر كتاب معاوية إلى مروان بن الحكم بالمدينة في أمر يزيد 138
46 ذكر خبر معاوية في خروجه إلى الحج وما كان منه بمكة والمدينة إلى رجوعه 140
47 ذكر انصراف معاوية عن مكة وما يلي به من سفره من المرض وخبر وفاته 148
48 ذكر الكتاب والعهد إلى يزيد 151