كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٦
السابق
ثم ساروا حتى دخلوا النهروان في اثني عشر ألفا من بين فارس وراجل. قال:
وبلغ ذلك عليا، فنادى في الناس فجمعهم في المسجد فخطبهم.
ذكر خطبة علي بن أبي طالب قبل خروجه إلى النهروان قال: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (1): أيها الناس! إن الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم نذيرا للعالمين، وأمينا على التنزيل، وشهيدا على هذه الأمة بالتحريم والتحليل، وأنتم يا معشر العرب إذ ذاك في شر دار وعلى شر دين يبيتون (2) على حجارة خشن، وحيات صمم (3) وشوك مهوب في البلاد، تشربون الأجاج (4) وتأكلون الخبيث (5) من الطعام، سبلكم خائفة والأنصاب فيكم منصوبة، (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) (6) فمن الله عليكم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، فبعثه إليكم رسولا من أنفسكم، وقال تبارك وتعالى: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) (7) وقال عز وجل: (لقد من الله على المؤمنين) (8) فكنتم أنتم وهو رسوله إليكم تعرفون حسبه ونسبه وشرفه وفضله، وكان يتلو عليكم الآيات، ويأمركم بصلة الأرحام وحقن الدماء وإصلاح ذات البين، ونهاكم عن التظالم والتغاشم والتقاذف والتباهت، وأمركم بالمعروف ونهاكم عن المنكر، وكل خير يدني من الجنة ويبعد من النار فقد أمركم به، وكل شر يدني من النار فقد نهاكم عنه، فلما استكمل صلى الله عليه وآله وسلم مدته توفاه الله إليه مشكورا سعيه، مرضيا عمله، مغفورا له ذنبه، كريما عند الله

(1) شرح نهج البلاغة خطبة رقم 26.
(2) في نهج البلاغة: متنخون، وفي نسخة منيخون. تنخ بالمكان: أقام به.
(3) شرح النهج: صم. وصف الحيات بالصم لأنها أخبثها إذ لا تنزجر.
قال محمد عبده: وبادية الحجاز وأرض العرب يغلب عليها القفز والغلظ فأكثر أراضيها حجارة خشنة غليظة، ثم انه يكثر فيها الأفاعي والحيات فأبدلهم الله منها الريف ولين المهاد من أرض العراق والشام ومصر وما شابهها.
(4) نهج البلاغة: الكدر.
(5) نهج البلاغة: الجشب (وهو الطعام الغليظ أو ما يكون منه بغير أدم).
(6) سورة يوسف الآية 106.
(7) سورة الجمعة الآية 2.
(8) سورة آل عمران الآية 164.
(٢٥٦)
التالي
الاولى ١
٣٥٣ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر الحكمين 2
2 ذكر كتبة كتاب الصلح بينهم وما جرى في ذلك 6
3 ذكر أول من يسري من أصحاب علي بن أبي طالب بعد ذلك 10
4 ذكر وصية القوم لأبي موسى بالاحتياط في أمره والحذر من دهاء خصمه 12
5 ذكر غرور عمرو بن العاص صاحبه 15
6 ذكر ما قيل فيه بعد ذلك 21
7 ذكر ما سئل أمير المؤمنين من القضاء والقدر فيما جرى عليهم من الأمور 22
8 ابتداء ذكر الغارات بعد صفين 23
9 خبر أهل اليمن وتحريك شيعة عثمان بن عفان بها وخلافهم على علي بن أبي طالب 34
10 ذكر بسر بن أبي أرطأة الفهري وما قتل من شيعة علي بن أبي طالب بأرض اليمن 36
11 خطبة ثانية (لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه) 42
12 خبر عبد الله بن عباس وزياد بن أبيه وأبي الأسود الدؤلي وما جرى بينهم 45
13 ذكر الخريت بن راشد وخروجه على علي بن أبي طالب وخلافه عليه 47
14 ذكر مصقلة بن هبيرة الشيباني وما كان منه إلى علي وهربه إلى معاوية 49
15 ذكر الكتاب الذي كتبه الحضين بن المنذر إلى مصقلة بن هبيرة 51
16 ذكر كتاب مصقلة بن هبيرة إلى قومه 53
17 ذكر ابتداء أخبار الخوارج من الشراة وخروجهم على علي رضي الله عنه 55
18 كلام ابن عباس للخارجي وما كان من رده عليه 56
19 ابتداء اجتماع الخوارج بالنهروان 59
20 ذكر خطبة علي بن أبي طالب قبل خروجه إلى النهروان 60
21 ذكر خطبته الثانية وما كان من توبيخه لأهل الكوفة 61
22 ذكر خطبته الثالثة 64
23 ذكر كتاب علي إلى الخوارج 66
24 مسير عبد الله بن أبي عقب إلى الخوارج وما جرى بينهم من المناظرة 67
25 ذكر ابتداء الحرب 75
26 ذكر وصية علي رضي الله عنه عند مصرعه 84
27 ذكر كتاب عبد الله بن عباس من البصرة إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما 87
28 ذكر كتاب الحسن بن علي إلى معاوية 88
29 جواب كتاب الحسن بن علي من معاوية بن أبي سفيان 89
30 ذكر خروج معاوية من الشام يريد العراق وخروج الحسن بن علي من الكوفة يريد الشام 90
31 ذكر بيعة الحسن بن علي لمعاوية كيف كانت 94
32 ذكر مسير معاوية إلى العراق لأخذ البيعة لنفسه من الحسن بن علي رحمة الله عليه 96
33 ذكر خبر أهل البصرة وما كان من خلافهم على معاوية 100
34 ذكر زياد بن أبيه حين كان مع علي بن أبي طالب وكيف ادعاه معاوية بعد ذلك وزعم أنه أخوه 102
35 ذكر خطبة زياد بالبصرة وهي الخطبة التي لم يسبقه إلى مثلها أحد من أمراء البصرة 106
36 ذكر أخبار خراسان في أيام معاوية بن أبي سفيان 109
37 ذكر ولاية سعيد بن عثمان خراسان 110
38 ذكر مسير سعد بن عثمان إلى خراسان وخبر مالك بن الربيب المازني 112
39 ذكر فتوح خراسان أيضا بعد سعيد بن عثمان 118
40 ذكر موت زياد بن أبيه 120
41 ذكر أخبار خراسان وغير خراسان بعد موت زياد بن أبيه 121
42 وفاة الحسن بن علي بن أبي طالب 122
43 ابتداء أخبار مقتل مسلم بن عقيل والحسين بن علي وولده وشيعته من ورائه وأهل السنة وما ذكروا في ذلك من الاختلاف 126
44 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 133
45 ذكر كتاب معاوية إلى مروان بن الحكم بالمدينة في أمر يزيد 138
46 ذكر خبر معاوية في خروجه إلى الحج وما كان منه بمكة والمدينة إلى رجوعه 140
47 ذكر انصراف معاوية عن مكة وما يلي به من سفره من المرض وخبر وفاته 148
48 ذكر الكتاب والعهد إلى يزيد 151