كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٤ - الصفحة ٢٤١
السابق
حتام تذكرني في كل مجتمع * عرضا وأنت إذا ما شئت تنتقل (1) حتام تشتمني حتام تذكرني * وقد ظلمت وتستعفي وتنتصل ثم تعود وتنسى ما يوافقني * والعذر يندم (و) النسيان والعجل قال: وقدم عبد الله بن العباس من الحج، فأقبل إليه زياد بن أبيه فشكى إليه أبا الأسود الدؤلي وذكر أن قد هجاه، فأرسل إليه ابن عباس فدعاه فقال: أما والله لو كنت من البهائهم لكنت جملا، ولو كنت للجمل راعيا لما بلغت به المرعى ولا أحسنت القيام عليه في الماء، ما لك وللأحرار! تهجوهم وتقول فيهم القبيح وتذكر أعراضهم بما لا يجب، اخرج عني، فعل الله بك وفعل (2)!
قال: فخرج أبو الأسود من عند ابن عباس مغضبا، ثم كتب إلى علي بن أبي طالب (3): أما بعد، فإن الله تبارك وتعالى قد جعلك يا أمير المؤمنين واليا مؤتمنا وراعيا مسؤولا (4)، ولقد بلوناك فوجدناك عظيم الأمانة، ناصحا للرعية، توفر عليهم حقوقهم (5) وتزجر نفسك عن دنياهم، ولا تأكل أموالهم ولا ترتشي في أموالهم (6)، وان ابن عمك هذا قد أكل مال الله بغير حق، فلم يسعني كتمانك ذلك، فانظر رحمك الله فيما ههنا واكتب إلي برأيك فيما أحببت من ذلك - إن شاء الله -.
قال: فكتب إليه علي رضي الله عنه (7): أما بعد: فمثلك نصح الإمام والأمة ودل على الحق، وقد كتبت إلى صاحبك فيما ذكرت من أمره ولم أعلمه بكتابك إلي، فلا تدعن إعلامي بما يكون بحضرتك ما فيه النظر لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإنه واجب عليك في دينك - والسلام عليك ورحمة الله وبركاته -.

(1) البيت في الأغاني:
حتام تسرقني في كل مجمعة * عرضي، وأنت إذا ما شئت منتفل (2) انظر رواية الطبري 6 / 81 وابن الأثير 2 / 432 باختلاف.
(3) كتاب أبي الأسود إلى علي (رض) في الطبري 6 / 81 وابن الأثير 2 / 433 العقد الفريد 4 / 354.
(4) الطبري وابن الأثير: راعيا مستوليا.
(5) الطبري: فيئهم، وتظلف نفسك.. وعند ابن الأثير: وتكف نفسك.
(6) الطبري وابن الأثير: أحكامهم.
(7) الطبري 6 / 82 ابن الأثير 2 / 433 والعقد الفريد 4 / 355.
(٢٤١)
التالي
الاولى ١
٣٥٣ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر الحكمين 2
2 ذكر كتبة كتاب الصلح بينهم وما جرى في ذلك 6
3 ذكر أول من يسري من أصحاب علي بن أبي طالب بعد ذلك 10
4 ذكر وصية القوم لأبي موسى بالاحتياط في أمره والحذر من دهاء خصمه 12
5 ذكر غرور عمرو بن العاص صاحبه 15
6 ذكر ما قيل فيه بعد ذلك 21
7 ذكر ما سئل أمير المؤمنين من القضاء والقدر فيما جرى عليهم من الأمور 22
8 ابتداء ذكر الغارات بعد صفين 23
9 خبر أهل اليمن وتحريك شيعة عثمان بن عفان بها وخلافهم على علي بن أبي طالب 34
10 ذكر بسر بن أبي أرطأة الفهري وما قتل من شيعة علي بن أبي طالب بأرض اليمن 36
11 خطبة ثانية (لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه) 42
12 خبر عبد الله بن عباس وزياد بن أبيه وأبي الأسود الدؤلي وما جرى بينهم 45
13 ذكر الخريت بن راشد وخروجه على علي بن أبي طالب وخلافه عليه 47
14 ذكر مصقلة بن هبيرة الشيباني وما كان منه إلى علي وهربه إلى معاوية 49
15 ذكر الكتاب الذي كتبه الحضين بن المنذر إلى مصقلة بن هبيرة 51
16 ذكر كتاب مصقلة بن هبيرة إلى قومه 53
17 ذكر ابتداء أخبار الخوارج من الشراة وخروجهم على علي رضي الله عنه 55
18 كلام ابن عباس للخارجي وما كان من رده عليه 56
19 ابتداء اجتماع الخوارج بالنهروان 59
20 ذكر خطبة علي بن أبي طالب قبل خروجه إلى النهروان 60
21 ذكر خطبته الثانية وما كان من توبيخه لأهل الكوفة 61
22 ذكر خطبته الثالثة 64
23 ذكر كتاب علي إلى الخوارج 66
24 مسير عبد الله بن أبي عقب إلى الخوارج وما جرى بينهم من المناظرة 67
25 ذكر ابتداء الحرب 75
26 ذكر وصية علي رضي الله عنه عند مصرعه 84
27 ذكر كتاب عبد الله بن عباس من البصرة إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما 87
28 ذكر كتاب الحسن بن علي إلى معاوية 88
29 جواب كتاب الحسن بن علي من معاوية بن أبي سفيان 89
30 ذكر خروج معاوية من الشام يريد العراق وخروج الحسن بن علي من الكوفة يريد الشام 90
31 ذكر بيعة الحسن بن علي لمعاوية كيف كانت 94
32 ذكر مسير معاوية إلى العراق لأخذ البيعة لنفسه من الحسن بن علي رحمة الله عليه 96
33 ذكر خبر أهل البصرة وما كان من خلافهم على معاوية 100
34 ذكر زياد بن أبيه حين كان مع علي بن أبي طالب وكيف ادعاه معاوية بعد ذلك وزعم أنه أخوه 102
35 ذكر خطبة زياد بالبصرة وهي الخطبة التي لم يسبقه إلى مثلها أحد من أمراء البصرة 106
36 ذكر أخبار خراسان في أيام معاوية بن أبي سفيان 109
37 ذكر ولاية سعيد بن عثمان خراسان 110
38 ذكر مسير سعد بن عثمان إلى خراسان وخبر مالك بن الربيب المازني 112
39 ذكر فتوح خراسان أيضا بعد سعيد بن عثمان 118
40 ذكر موت زياد بن أبيه 120
41 ذكر أخبار خراسان وغير خراسان بعد موت زياد بن أبيه 121
42 وفاة الحسن بن علي بن أبي طالب 122
43 ابتداء أخبار مقتل مسلم بن عقيل والحسين بن علي وولده وشيعته من ورائه وأهل السنة وما ذكروا في ذلك من الاختلاف 126
44 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 133
45 ذكر كتاب معاوية إلى مروان بن الحكم بالمدينة في أمر يزيد 138
46 ذكر خبر معاوية في خروجه إلى الحج وما كان منه بمكة والمدينة إلى رجوعه 140
47 ذكر انصراف معاوية عن مكة وما يلي به من سفره من المرض وخبر وفاته 148
48 ذكر الكتاب والعهد إلى يزيد 151