كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٢
السابق
قال: فأقام قثم بن العباس بمكة، وبلغ ذلك عليا رضي الله عنه وهو يومئذ بالكوفة، فقام في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (1): أيها الناس! قد بلغني أن معاوية قد وجه إلى الموسم بجند من أهل الشام الغلف (2) القلوب، الصم الأسماع، الكمه الأبصار، الذين يلبسون (3) الحق بالباطل، ويطيعون المخلوق في معصية الخالق، أولياء الشيطان الرجيم، ووزراء الجبابرة المعتدين، فسارعوا رحمكم الله إلى جهادهم مع التقي الأمين معقل بن قيس، واحتسبوا في ذلك الأجر وصالح الذكر، فإنه لا يفوز بالخير إلا عامله. ولا يجزى جزاء السوء إلا فاعله، ولن يصلح الله عمل المفسدين. قال: فانتدب له يومئذ ألف وسبعمائة رجل من فرسان العرب، وفيهم يومئذ الريان بن ضمرة بن هودة الحنفي (4) وأبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني ومن أشبههم من الناس.
قال: فخرج (5) القوم من الكوفة في أول يوم من ذي الحجة، وقد فات الوقت وقدم يزيد بن شجرة صاحب معاوية إلى الحرم قبل التروية بيومين، فنادى في الناس: أيها الناس! أنتم آمنون، فإننا لم نقدم ههنا لقتال، وإنما قدمنا للحج، فالناس كلهم في أمان إلا من قاتلنا ونازعنا وعرض في سلطاننا.
قال: واتقى يزيد بن شجرة أن يكون بين الناس قتال، فقال لأصحابه: انظروا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! فقيل له: أبو سعيد الخدري، فقال: علي به، فأتي به إلى يزيد بن شجرة، فسلم وجلس، فقال له يزيد: أبا سعيد! يرحمك الله إني إنما وجهت إليكم لأجمع (6) ولا أفرق، ولو شاء أن أفعل لفعلت، لأنه ما عند أميركم امتناع (7) ولا عند أهل البلد أيضا، ولو شئت أن آخذ أميركم أسيرا حتى أمضي به إلى الشام لفعلت، ولكني أكره الإلحاد في الحرم، فقولوا لأميركم أن

(١) في نهج البلاغة أن هذا الكلام جاء ضمن رسالة بعثها علي (رض) إلى عامله على مكة انظر كتاب رقم ٣٣. وفيه زيادة.
(٢) نهج البلاغة: العمي القلوب.
(٣) نهج البلاغة: يلتمسون.
(٤) في الكامل لابن الأثير ٢ / ٤٢٧ الريان بن ضمرة بن هودة بن علي الحنفي.
(٥) الأصل: فخرجوا.
(٦) أي لأشهد صلاة الجمعة.
(7) في الكامل لابن الأثير: لما فيه أميركم من الضعف.
(٢٢٢)
التالي
الاولى ١
٣٥٣ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر الحكمين 2
2 ذكر كتبة كتاب الصلح بينهم وما جرى في ذلك 6
3 ذكر أول من يسري من أصحاب علي بن أبي طالب بعد ذلك 10
4 ذكر وصية القوم لأبي موسى بالاحتياط في أمره والحذر من دهاء خصمه 12
5 ذكر غرور عمرو بن العاص صاحبه 15
6 ذكر ما قيل فيه بعد ذلك 21
7 ذكر ما سئل أمير المؤمنين من القضاء والقدر فيما جرى عليهم من الأمور 22
8 ابتداء ذكر الغارات بعد صفين 23
9 خبر أهل اليمن وتحريك شيعة عثمان بن عفان بها وخلافهم على علي بن أبي طالب 34
10 ذكر بسر بن أبي أرطأة الفهري وما قتل من شيعة علي بن أبي طالب بأرض اليمن 36
11 خطبة ثانية (لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه) 42
12 خبر عبد الله بن عباس وزياد بن أبيه وأبي الأسود الدؤلي وما جرى بينهم 45
13 ذكر الخريت بن راشد وخروجه على علي بن أبي طالب وخلافه عليه 47
14 ذكر مصقلة بن هبيرة الشيباني وما كان منه إلى علي وهربه إلى معاوية 49
15 ذكر الكتاب الذي كتبه الحضين بن المنذر إلى مصقلة بن هبيرة 51
16 ذكر كتاب مصقلة بن هبيرة إلى قومه 53
17 ذكر ابتداء أخبار الخوارج من الشراة وخروجهم على علي رضي الله عنه 55
18 كلام ابن عباس للخارجي وما كان من رده عليه 56
19 ابتداء اجتماع الخوارج بالنهروان 59
20 ذكر خطبة علي بن أبي طالب قبل خروجه إلى النهروان 60
21 ذكر خطبته الثانية وما كان من توبيخه لأهل الكوفة 61
22 ذكر خطبته الثالثة 64
23 ذكر كتاب علي إلى الخوارج 66
24 مسير عبد الله بن أبي عقب إلى الخوارج وما جرى بينهم من المناظرة 67
25 ذكر ابتداء الحرب 75
26 ذكر وصية علي رضي الله عنه عند مصرعه 84
27 ذكر كتاب عبد الله بن عباس من البصرة إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما 87
28 ذكر كتاب الحسن بن علي إلى معاوية 88
29 جواب كتاب الحسن بن علي من معاوية بن أبي سفيان 89
30 ذكر خروج معاوية من الشام يريد العراق وخروج الحسن بن علي من الكوفة يريد الشام 90
31 ذكر بيعة الحسن بن علي لمعاوية كيف كانت 94
32 ذكر مسير معاوية إلى العراق لأخذ البيعة لنفسه من الحسن بن علي رحمة الله عليه 96
33 ذكر خبر أهل البصرة وما كان من خلافهم على معاوية 100
34 ذكر زياد بن أبيه حين كان مع علي بن أبي طالب وكيف ادعاه معاوية بعد ذلك وزعم أنه أخوه 102
35 ذكر خطبة زياد بالبصرة وهي الخطبة التي لم يسبقه إلى مثلها أحد من أمراء البصرة 106
36 ذكر أخبار خراسان في أيام معاوية بن أبي سفيان 109
37 ذكر ولاية سعيد بن عثمان خراسان 110
38 ذكر مسير سعد بن عثمان إلى خراسان وخبر مالك بن الربيب المازني 112
39 ذكر فتوح خراسان أيضا بعد سعيد بن عثمان 118
40 ذكر موت زياد بن أبيه 120
41 ذكر أخبار خراسان وغير خراسان بعد موت زياد بن أبيه 121
42 وفاة الحسن بن علي بن أبي طالب 122
43 ابتداء أخبار مقتل مسلم بن عقيل والحسين بن علي وولده وشيعته من ورائه وأهل السنة وما ذكروا في ذلك من الاختلاف 126
44 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 133
45 ذكر كتاب معاوية إلى مروان بن الحكم بالمدينة في أمر يزيد 138
46 ذكر خبر معاوية في خروجه إلى الحج وما كان منه بمكة والمدينة إلى رجوعه 140
47 ذكر انصراف معاوية عن مكة وما يلي به من سفره من المرض وخبر وفاته 148
48 ذكر الكتاب والعهد إلى يزيد 151