كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٤ - الصفحة ٢١٣
السابق
هاشم (1)، فقال عمرو: صدقت أبا موسى ولكن قد علم الناس أنك لست بأنصح لأهل العراق مني لأهل الشام، ولا بأنصح لعلي مني لمعاوية، فالحق لا يشبهه شيء، فإن قال قائل بأن معاوية من الطلقاء وكان أبوه من الأحزاب فقد صدق، وإن قال قائل إن عليا أقر قتلة عثمان عنده وقتل أنصاره يوم الجمل فقد صدق، ولكن هل لك أن تخلع صاحبك عليا وأخلع أنا صاحبي معاوية ونجعل هذا الأمر في يد عبد الله بن عمر بن الخطاب، فإنه رجل زاهد عابد ولم يبسط في هذه الحروب لسانا ولا يدا؟ فقال أبو موسى: أحسنت رحمك الله وجزاك بنصيحتك خيرا! فنعم ما رأيت (2). قال عمرو: فمتى تحب أن يكون ذلك الأمر؟ فقال أبو موسى: ذاك إليك، إن شئت الساعة وإن شئت غدا فإنه يوم الاثنين وهذا يوم مبارك. قال:
وانصرف عمرو إلى رحله.
فلما كان من الغد أقبل إلى أبي موسى ومعه شهود قد أعدهم للذي يريد أن يصنع. قال: فدخل على أبي موسى واجتمعت الناس لاستماع الكلام، فقال عمرو: أبا موسى! أنشدك الله من أحق بهذا الأمر؟ من وفى أو من غدر؟ فقال أبو موسى: لا بل من وفى. قال: فما تقول في عثمان أقتل ظالما أو مظلوما؟ فقال أبو موسى: بل مظلوما. قال (3): فما تقول في قاتله أيقتل به أم لا؟ فقال أبو موسى:
بل يقتل به. قال عمرو: فمن يقتله؟ قال: يقتله أولياء عثمان، لأن الله عز وجل قال: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) (4). قال عمرو: فهل تعلم أن

(١) زيد في الإمامة والسياسة ١ / ١٥٦ ولو كان هذا الأمر على شرف الجاهلية، كان أخوال ذي أصبح (انظر الأخبار الطوال ص ١٩٩ ووقعة صفين ص ٥٤١).
(٢) اتفقوا على أن الحكمين اتفقا على خلع علي ومعاوية. واختلفوا فيما جرى بعد ذلك. فقيل إن أبا موسى هو الذي أشار على عمرو بن العاص بخلع الرجلين وتولية عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأن عمرو بن العاص أشار على أبي موسى إلى تولية ابنه عبد الله. فقال له أبو موسى: إن ابنك رجل صدق ولكنك غمسته في هذه الفتنة فرفض عمرو رأي أبي موسى، واتفقا على خلع الرجلين (علي رض ومعاوية) وجعل الأمر شورى بين المسلمين يختارون لأنفسهم من شاؤوا ومن أحبوا (انظر الطبري ٦ / ٣٩ الأخبار الطوال ص ٢٠٠ مروج الذهب ٢ / ٤٤١ وقعة صفين ص ٥٤٤ - 545 الإمامة والسياسة 1 / 156).
(3) في الإمامة والسياسة 1 / 156: فما الحكم فيمن قتل؟
(4) سورة الإسراء، الآية / 33.
(٢١٣)
التالي
الاولى ١
٣٥٣ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر الحكمين 2
2 ذكر كتبة كتاب الصلح بينهم وما جرى في ذلك 6
3 ذكر أول من يسري من أصحاب علي بن أبي طالب بعد ذلك 10
4 ذكر وصية القوم لأبي موسى بالاحتياط في أمره والحذر من دهاء خصمه 12
5 ذكر غرور عمرو بن العاص صاحبه 15
6 ذكر ما قيل فيه بعد ذلك 21
7 ذكر ما سئل أمير المؤمنين من القضاء والقدر فيما جرى عليهم من الأمور 22
8 ابتداء ذكر الغارات بعد صفين 23
9 خبر أهل اليمن وتحريك شيعة عثمان بن عفان بها وخلافهم على علي بن أبي طالب 34
10 ذكر بسر بن أبي أرطأة الفهري وما قتل من شيعة علي بن أبي طالب بأرض اليمن 36
11 خطبة ثانية (لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه) 42
12 خبر عبد الله بن عباس وزياد بن أبيه وأبي الأسود الدؤلي وما جرى بينهم 45
13 ذكر الخريت بن راشد وخروجه على علي بن أبي طالب وخلافه عليه 47
14 ذكر مصقلة بن هبيرة الشيباني وما كان منه إلى علي وهربه إلى معاوية 49
15 ذكر الكتاب الذي كتبه الحضين بن المنذر إلى مصقلة بن هبيرة 51
16 ذكر كتاب مصقلة بن هبيرة إلى قومه 53
17 ذكر ابتداء أخبار الخوارج من الشراة وخروجهم على علي رضي الله عنه 55
18 كلام ابن عباس للخارجي وما كان من رده عليه 56
19 ابتداء اجتماع الخوارج بالنهروان 59
20 ذكر خطبة علي بن أبي طالب قبل خروجه إلى النهروان 60
21 ذكر خطبته الثانية وما كان من توبيخه لأهل الكوفة 61
22 ذكر خطبته الثالثة 64
23 ذكر كتاب علي إلى الخوارج 66
24 مسير عبد الله بن أبي عقب إلى الخوارج وما جرى بينهم من المناظرة 67
25 ذكر ابتداء الحرب 75
26 ذكر وصية علي رضي الله عنه عند مصرعه 84
27 ذكر كتاب عبد الله بن عباس من البصرة إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما 87
28 ذكر كتاب الحسن بن علي إلى معاوية 88
29 جواب كتاب الحسن بن علي من معاوية بن أبي سفيان 89
30 ذكر خروج معاوية من الشام يريد العراق وخروج الحسن بن علي من الكوفة يريد الشام 90
31 ذكر بيعة الحسن بن علي لمعاوية كيف كانت 94
32 ذكر مسير معاوية إلى العراق لأخذ البيعة لنفسه من الحسن بن علي رحمة الله عليه 96
33 ذكر خبر أهل البصرة وما كان من خلافهم على معاوية 100
34 ذكر زياد بن أبيه حين كان مع علي بن أبي طالب وكيف ادعاه معاوية بعد ذلك وزعم أنه أخوه 102
35 ذكر خطبة زياد بالبصرة وهي الخطبة التي لم يسبقه إلى مثلها أحد من أمراء البصرة 106
36 ذكر أخبار خراسان في أيام معاوية بن أبي سفيان 109
37 ذكر ولاية سعيد بن عثمان خراسان 110
38 ذكر مسير سعد بن عثمان إلى خراسان وخبر مالك بن الربيب المازني 112
39 ذكر فتوح خراسان أيضا بعد سعيد بن عثمان 118
40 ذكر موت زياد بن أبيه 120
41 ذكر أخبار خراسان وغير خراسان بعد موت زياد بن أبيه 121
42 وفاة الحسن بن علي بن أبي طالب 122
43 ابتداء أخبار مقتل مسلم بن عقيل والحسين بن علي وولده وشيعته من ورائه وأهل السنة وما ذكروا في ذلك من الاختلاف 126
44 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 133
45 ذكر كتاب معاوية إلى مروان بن الحكم بالمدينة في أمر يزيد 138
46 ذكر خبر معاوية في خروجه إلى الحج وما كان منه بمكة والمدينة إلى رجوعه 140
47 ذكر انصراف معاوية عن مكة وما يلي به من سفره من المرض وخبر وفاته 148
48 ذكر الكتاب والعهد إلى يزيد 151