السيرة النبوية - ابن هشام الحميري - ج ١ - الصفحة ٢٢٣
السابق
ولم يدخلوا في دينكم، وجاءوا بدين مبتدع، لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم، فإذا كلمنا الملك فيهم، فأشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم، فإن قومهم أعلى بهم عينا، وأعلم بما عابوا عليهم، فقالوا لهما: نعم. ثم إنهما قدما هداياهما إلى النجاشي فقبلها منهما، ثم كلماه فقالا له: أيها الملك، إنه قد ضوي إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه. قالت: ولم يكن شئ أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع كلامهم النجاشي قالت: فقالت بطارقته حوله: صدقا أيها الملك، قومهم أعلى بهم عينا، وأعلم بما عابوا عليهم، فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم. قالت: فغضب النجاشي، ثم قال: لاها الله، إذا لا أسلمهم إليهما، ولا يكاد قوم جاوروني، ونزلوا بلادي، واختاروني على من سواي، حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم، فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما، ورددتهم إلى قومهم، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما، وأحسنت جوارهم ما جاوروني.
قالت: ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم، فلما جاءهم رسوله اجتمعوا، ثم قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟
قالوا: نقول والله ما علمنا، وما أمرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم كائنا في ذلك ما هو كائن. فلما جاءوا - وقد دعا النجاشي أساقفته، فنشروا مصاحفهم حوله - سألهم فقال لهم: ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا [به] في ديني، ولا في دين أحد من هذه الملل؟ قالت: فكان الذي كلمه جعفر ابن أبي طالب [رضوان الله عليه]، فقال له: أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام،
(٢٢٣)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سرد النسب الذكي إلى آدم، مع الإشارة إلى اختلاف النسابين فيما وراء إبراهيم الخليل 22
2 سياقة النسب من ولد إسماعيل 23
3 أم إسماعيل كانت من مصر 24
4 اختلاف النسابين في قحطان، من ولد إسماعيل هو أم لا؟ 24
5 عك بن عدنان 25
6 أبناء معد بن عدنان 26
7 نسب النعمان بن المنذر 26
8 أمر عمرو بن عامر في خروجه من المن وقصة سد مأرب 27
9 أمر ربيعة بن نصر ملك اليمن، وقصة شق وسطيح الكاهنين معه 29
10 رؤيا ربيعة، وتأويل الكاهنين إياها 30
11 استيلاء أبي كرب تبان أسعد على ملك اليمن، وغزوه إلى يثرب 31
12 حبران من أخبار اليهود يصرفان تبعا عن غزو يثرب وإهلاك أهلها 33
13 مسير تبع إلى مكة معتزما هدم البيت العتيق، ثم وأمره بتطهيره، وكسوته إباه 34
14 سبيعة بنت الاحب تقول شعرا تعظم فيه حرمة مكة، وتأمر ابنها بحفظ محارمها، وتذكر له أمر تبع 35
15 تبع يهود إلى اليمن، ويأسر قومه بالدخول في اليهودية 36
16 ملك حسان بن تبع، وقتل أخيه عمرو إياه 37
17 وثوب لخنيعة ذي شناتر على ملك اليمن 38
18 ملك ذي نواس 39
19 ابتداء وقوع النصرانية بنجران 40
20 أمر عبد الله بن الثامر وقصة أصحاب الأخدود 42
21 أمر دوس ذي ثعلبان، وذهابه إلى قيصر الروم يستنجده على ذي نواس، وتملك الحبشة اليمن 45
22 أبرهة الأشرم الحبشي يغلب على أمر اليمن 48
23 قصة أصحاب الفيل، وحديث عن النسأة والنسئ، وما أنزل الله على رسوله في ذلك، وتفسيره 49
24 ما قيل في قصة أصحاب الفيل من الشعر 58
25 لعبد الله بن الزبعرى 59
26 لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري 59
27 كلمة أخرى لأبي قيس بن الأسلت 60
28 لأبي الصلت بن أبى ربيعة الثقفي، وتروى لامية بن أبى الصلت 60
29 للفرزدق يذكر الفيل وجيشه من مدحة له في سليمان بن عبد الملك 61
30 خروج سيف بن ذي يزن، وملك وهرز الفارسي على اليمن 62
31 ذكر ما انتهى إليه أمر الفرس باليمن 66
32 قصة ملك الحضر، وهو حصن كان على شاطئ الفرات 68
33 ولد نزار بن معد بن عدنان وأولادهم، مع ذكر أمهاتهم 69
34 ولد الياس بن مضر بن نزار 70
35 قصة عمرو بن لحي، وهو أول من غير دين إبراهيم 71
36 ابتداء عبادة الأصنام في ولد إسماعيل 72
37 أصنام قوم نوح 72
38 أصنام قبائل العرب 73
39 أمر البحيرة والسائبة والوسيلة والحامي 78
40 عود إلى سياقة النسب الذكي 80
41 أمر سامة بن لؤي 85
42 أمر عرب عوف بن لؤي، ونقلته 86
43 أمر البسل 88
44 الجدرة 90
45 أولاد عبد المطلب بن هاشم 92
46 أم رسول الله وأمهاتها 93
47 مبتدأ احتفار بئر زمزم 93
48 أمر جرهم ودفن زمزم 94
49 استيلاء كنانة وخزاعة على البيت، ونفى جرهم 95
50 استبداد خزاعة بولاية البيت 97
51 تزوج قصي حي بنت جليل 97
52 كانت الإجازة من عرفة في صوفة 98
53 كانت الإفاضة من المزدلفة في عدوان 100
54 عامر بن الظرب العدواني حكم العرب 100
55 غلب قصي بن كلاب على أمر مكة 101
56 اختلاف قريش بعد قصي، وحلف المطيبين 106
57 حلف الفضول 108
58 هاشم بن عبد مناف يسن رحلتي الايلاف 109
59 أبناء هاشم بن عبد مناف 110
60 رثاء مطرود الخزاعي لهاشم بن عبد مناف 111
61 حفر زمزم، وما جرى فيها من الخلاف 113
62 ذكر ما كان لقريش من الآبار بمكة 117
63 نذر عبد المطلب ذبح ولده 119
64 زواج أبوى رسول الله، وذكر قصة المرأة المتعرضة لعبد الله بن عبد المطلب 122
65 مولد رسول الله، ورضاعه 124
66 حليمة السعدية، نسبها، وقصة أخذها سيد الرضعاء، وما لقيته من البركات 125
67 حديث شق بطن رسول الله 128
68 وفاء آمنة بنت وهب، وكفالة عبد المطلب لرسول الله 130
69 وفاة عبد المطلب، وما قيل في رثائه من الشعر 130
70 كفالة أبى طالب لرسول الله 137
71 قصة بحيرى الراهب مع رسول الله 137
72 حرب الفجار 140
73 زواج رسول الله بخديجة بنت خويلد 142
74 أولاد رسول الله 144
75 حديث ورقة بن نوفل مع خديجة 144
76 بنيان الكعبة، وحكم رسول الله في وضع الحجر الأسود 145
77 حديث الخمس 149
78 يوم جبلة 150
79 إخبار الكهان من العرب، والاخبار من يهود، ورهبان النصارى، برسول الله قبل مبعثه 153
80 حجب الشياطين عن استراق السمع 154
81 إنذار اليهود برسول الله ومبعثه 158
82 أمر الأربعة الذين كرهوا عبادة الأوثان في الجاهلية 167
83 ورقة بن نوفل، عبيد الله بن جحش 167
84 عثمان بن الحويرث، زيد بن عمرو ابن نفيل 168
85 صفة رسول لله من الإنجيل 173
86 مبعث رسول الله 174
87 ابتداء تنزيل القرآن 178
88 إسلام خديجة بنت خويلد 179
89 تنزيل سورة الضحى 180
90 ابتداء فرض الصلاة، وبيان أوقاتها 181
91 إسلام على بن أبي طالب 183
92 إسلام زيد بن حارثة 184
93 إسلام أبى بكر بن حارثة 184
94 إسلام أبى بكر الصديق 185
95 ذكر من دخل الاسلام بدعوة أبى بكر 186
96 ذكر السابقين الأولين إلى الاسلام 187
97 جهر رسول الله بالدعوة، ومباداته قومه 190
98 قريش تغضب لسب آلهتها 191
99 وفد قريش إلى أبى طالب يشكو رسول الله 192
100 بنو هاشم وبنو عبد المطلب يتكاتفون لنصرة الرسول 194
101 تحير الوليد لأبي طالب يتعوذ فيها بحرم مكة 197
102 تعليق ابن هشام على قصيدة أبي طالب 202
103 قصيدة لأبي قيس بن الأسلت في نصيحة قريش باتباع الرسول 203
104 حرب داحس والغبراء 205
105 حرب حاطب 205
106 بعض ما لقى رسول الله من أذى قومه 207
107 إسلام حمزة بن عبد المطلب 209
108 قول عتبة بن ربيعة في أمر رسول الله 210
109 ما دار بين رسول الله وصناديد قريش وتنزيل سورة الكهف، وتفسير بعض غريبها 212
110 أبو جهل يحاول قتل رسول الله فيعصمه الله مه 215
111 النضر بن الحارث بشهد للرسول ثم يندد به 216
112 قريش تبعث إلى يهود المدينة تسألهم عن رسول الله 217
113 تنزيل سورة الكهف، لتحقيق رسالة النبي 218
114 تنزيل آيات من القرآن للرد على مقالات بعض المشركين 224
115 أول من جهر بالقراءة بمكة عبد الله بن مسعود 227
116 استماع نفر من قريش تلاوة الرسول اختلافا 228
117 مظهر من حقد أبى جهل على رسول الله 229
118 عدوان المشركين على المستضعفين 230
119 قصة تعذيب بلال بن رباح، وبيان من أعتقهم أبو بكر الصديق 231
120 قصة آل ياسر 232
121 ذكر الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة، وذكر المهاجرين إليها وأنسابهم 233
122 ما قيل من الشعر في الهجرة إلى الحبشة 241
123 إرسال قريش إلى النجاشي في طلب رد المهاجرين للحبشة من المسلمين 242
124 قصة ابتداء تملك النجاشي على الحبشة 247
125 ثورة على النجاشي، بسبب دفاعه عن المسلمين 249
126 إسلام عمر بن الخطاب، وأثره في نصرة المسلمين 249
127 قوة عمر في إيمانه وصلابته 254
128 خبر الصحيفة التي تعاقدت فيها قريش ضد بنى هاشم وبنى المطلب 255
129 قصيدة لأبي طالب 256
130 ذكر بعض ما لقى رسول الله من أذى قومه 258
131 ما نزل من القرآن في بعض مقالات المشركين 262
132 عودة بعض المهاجرين للحبشة إلى مكة وبيان من دخل مكة بحوار، ومن دخلها بغير جوار 266
133 الوليد بن المغيرة أجار عثمان بن مظعون، فرد عثمان جواره 268
134 أبو طالب أجار أبا سلمة بن عبد الأسد 269
135 ابن الدغنة أجار أبا بكر الصديق، وقد أراد الهجرة، فرد جواره عليه 270
136 حديث نقض صحيفة قريش 272
137 قصيدة لأبي طالب في نقض الصحيفة 274
138 حسان بن ثابت يرثى المطعم بن عدى ويثنى على موقفه في نقض الصحيفة 275
139 قصة إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي 277
140 قصة وفادة الأعشى ميمون بن قيس على رسول الله، وصد قريش له 280
141 أمر رجل من أراش باع إبله لأبي جهل، فمطله بثمنها 282
142 أمر ركانة المطلبي ومصارعته رسول الله 283
143 مجئ وفد من النصارى إلى رسول الله وإيمانهم به 284
144 صناديد قريش يسخرون من ضعفة المسلمين، فينزل القرآن بمدحهم 285
145 نزول سورة الكوثر 286
146 نزول آيات من القرآن الكريم للرد على بعض مقالات المشركين 287