موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٦
السابق
عتبة بن ربيعة، وعمرة بنت علقمة الحارثية (1).
فلما بلغ رسول الله ذلك جمع أصحابه وأخبرهم: أن الله قد أخبره: أن قريشا قد تجمعت تريد المدينة (2).
(١) وهي الكنانية التي حملت لواءهم بعد مقتل حملة الألوية التسعة من بني عبد الدار، وأضاف ابن إسحاق: وخرج الحارث بن هشام بن المغيرة بفاطمة بنت الوليد، وخرج صهره عكرمة بن أبي جهل بأم حكيم بنت الحارث بن هشام، وخرج عمرو بن العاص بريطة بنت منبه بن الحجاج، وخرج صفوان بن أمية ببرزة بنت مسعود الثقفي، وخرج طلحة بن عبد الله (حامل اللواء) بسلافة بنت سعد الأوسي، وخرج أبو عزيز بن عمير أخو مصعب بن عمير العبدري بأمه خناس بنت مالك ٣: ٦٦. وأضاف الواقدي: خرج أبو سفيان بامرأتيه: هند وأميمة الكنانية، وخرج صفوان بن أمية بامرأتيه: برزة والبغوم الكنانية. وخرج الحارث بن سفيان بامرأته رملة بنت طارق، وخرج كنانة بن علي بامرأته أم حكيم بنت طارق. وخرج النعمان بن مسك الذئب وأخوه جابر بأمهما الدغنية، وخرج سفيان بن عويف (حامل اللواء) بامرأته قتيلة بنت عمرو مع عشرة من ولده منهم ابنه غراب بن سفيان ومعه امرأته عمرة بنت الحارث بن علقمة (الكنانية) التي رفعت لواء قريش حين سقط حتى تراجعت قريش إلى لوائها ١: ٢٠٢، ٢٠٣ وسبق عن ابن إسحاق أنه نسبها إلى جدها علقمة. (٢) تفسير القمي ١: ١١١. وقال ابن إسحاق: فأقبلوا حتى نزلوا بجبل ببطن السبخة على قناة عينين على شفير الوادي مقابل المدينة، وسمع بهم رسول الله والمسلمون أنهم نزلوا حيث نزلوا، فقال للمسلمين: اني قد رأيت بقرا (لي تذبح) ورأيت في ذباب سيفي ثلما، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة. وزاد ابن هشام: فأما البقر فهي ناس من أصحابي يقتلون، وأما الثلم في ذباب سيفي فهو رجل يقتل من أهل بيتي، وأما الدرع الحصينة فأولتها المدينة. فان رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا، فان أقاموا أقاموا بشر مقام، وان هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها ٣: ٦٧. وروى الواقدي بسنده عن ابن أبي حكيمة الأسلمي قال: لما أصبح أبو سفيان بالأبواء أخبر: أن عمرو بن سالم الخزاعي وأصحابا له مروا بهم راجعين إلى مكة.
فقال أبو سفيان: أحلف بالله أنهم قد ذهبوا إلى محمد فأخبروه بمسيرنا وعددنا، فهم الآن يلزمون صياصيهم، فما أرانا نصيب منهم شيئا في وجهنا!
فقال صفوان بن أمية: إن أصحروا لنا فعددنا أكثر من عددهم، وسلاحنا أكثر من سلاحهم ولنا خيل ولا خيل لهم، ونقاتل على وتر ولا وتر لهم. وإن لم يصحروا عمدنا إلى نخل الأوس والخزرج فقطعناه فتركناهم ولا أموال لهم ولا يجبرونها أبدا!
ولكنه نقل قبل ذلك: أنهم لما أجمعوا المسير كتب العباس بن عبد المطلب كتابا إلى رسول الله يخبره فيه: أن قريشا قد أجمعت المسير إليك فما كنت صانعا إذا حلوا بك فاصنعه، وقد توجهوا إليك وهم ثلاثة آلاف ومعهم ثلاثة آلاف بعير وقادوا مئتي فرس وفيهم سبعمئة دارع. وختمه واستأجر رجلا من بني غفار وشرط عليه أن يسير إلى رسول الله ثلاثا.
فقدم الغفاري فلم يجد رسول الله بالمدينة ووجده بقباء، فخرج حتى وجده على باب مسجد قباء يركب حماره فدفع إليه الكتاب.
فدعا رسول الله أبي بن كعب فقرأه عليه، فاستكتم رسول الله أبيا ما في الكتاب. وكان قد دخل منزل سعد بن الربيع فقال له: في البيت أحد؟ قال سعد: لا، فتكلم بحاجتك، فكان قد أخبره بكتاب العباس بن عبد المطلب، واستكتم سعدا الخبر ثم خرج إلى المدينة.
فلما خرج، خرجت امرأة سعد فقالت له: ما قال لك رسول الله؟ قال: مالك وذلك؟!
فأخبرت سعدا بالخبر، فأخذ بلمتها ثم خرج يعدو بها حتى أدرك النبي عند الجسر (جسر بطحان) وقد أعيت. فقال: يا رسول الله، إن امرأتي سألتني عما قلت فكتمتها، فجاءت بالحديث كله، فخشيت أن يظهر شئ فتظن أني أفشيت سرك! فقال رسول الله: خل سبيلها. وشاع الخبر في الناس بمسير قريش ١: ٢٠٤، ٢٠٥. ويظن أن هذا الخبر مما ابتدع تقربا لبني العباس فيما بين تاريخ ابن إسحاق بأمر المنصور لولي عهده المهدي، وبين عهد الواقدي المعاصر للمأمون والقاضي له ببغداد. وتلوح لوائح الكذب من بين جوانحه. والا لما خلت منه سيرة كتبت لهم من أول يوم مرتين.
وفي علل الشرائع خبر عن البزنطي عن بعض أصحابه عن الصادق (عليه السلام) قال: كان مما من الله عز وجل به على رسوله (صلى الله عليه وآله): أنه كان يقرأ (كذا) ولا يكتب، فلما توجه أبو سفيان إلى أحد كتب العباس إلى النبي فجاءه الكتاب وهو في بعض حيطان المدينة، فقرأه (كذا) ولم يخبر أصحابه، وأمرهم أن يدخلوا المدينة، فلما دخلوا المدينة أخبرهم - علل الشرائع: ٥٣ كما في بحار الأنوار ٢٠: ١١١ والخبر عن البزنطي عن بعض أصحابه، ففيه ارسال، ثم يكفيه أنه خلاف المتفق عليه من أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن يقرأ ولا يكتب.