مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ١ - الصفحة ٢٨١
السابق
الهدامة في إيران سواء بأحاديثه أو بمطبوعاته، ووصلت اخباره إلى النجف، فقرر المترجم العودة إلى إيران لمناوأة كسروي والقضاء عليه فاعتقل وأودع السجن، ثم اطلق سراحه فدخل كلية الشريعة، ولكنه لم يلبث أن تركها عائدا إلى النجف بعد أن كان قد دبر اغتيال رئيس الوزراء حسين امامي.
ولبث في النجف مدة يدرس على علمائها ثم عاد إلى إيران.
ويبدو ان دعوة كسروي الالحادية هي التي أنبتت في ذهنه وجوب ايجاد تنظيم اسلامي واع يرتكز على جماعات متكاتفة تقاوم الدعوات الهدامة وتدعو إلى الاسلام وتحارب الالحاد.
فاتصل أول الأمر بأحمد كسروي والتقى به في عدة جلسات يناقشه ويحاوره فلم يزدد كسروي الا عنادا واسترسالا في دعايته وبثها في الناس. فصمم المترجم على القضاء عليه، واستطاع الحصول على ثلاثمائة تومان من أحد المؤمنين فاشترى بها مسدسا وترصد لكسروي في أحد المنعطفات حتى إذا مر اطلق عليه النار ولكن الرصاصة أصابت رجله، ولما رأى المترجم أن كسروي لم يقتل انهال ضربا بالمسدس على رأسه ووجهه فتجمع عليهما الناس وخلصوه منه، فقبض على نواب صفوي ونقل كسروي إلى المستشفى. وصدف ان زار وفد حكومي إيراني بعض العلماء في النجف الأشرف فتوسطوا لاطلاق صفوي فنجحت الوساطة وأطلق.
ومما يذكر أنه قبل أن يتطوع له متطوع بثمن المسدس لم يكن يملك هذا الثمن، ولكنه كان مصمما على اغتيال كسروي فاستطاع ايجاد سيف و ترصد الكسروي ثلاثة أيام ولكن صدف أن مرض كسروي، فكان بعد ذلك ان اشترى المسدس.
ويقول السيد اللواساني الذي كان عضوا في منظمة فدائيان اسلام في حديث له لرسالة الثورة الاسلامية نشرته في العدد السادس سنة 1402 (1982)، و بعض معلوماتنا في هذه الترجمة تستند إلى ذلك الحديث، يقول السيد اللواساني بعد أن ذكر الوقائع المتقدمة (من هنا بدأ هذا التنظيم) ثم ينقل عن لسان صفوي: (لقد فكرت عندما أصدرت أول منشور فتبادر إلى ذهني اسم (فدائيان اسلام) أي - فدائيو الإسلام - وقد كنت آنذاك وحيدا فريدا، ولكن بعد ذلك التحق بي الاخوة الراغبون المؤمنون الثوريون وابدوا استعدادهم للتعاون معي في هذا المجال).
وكان أول عمل قام به التنظيم أن نجح في اغتيال احمد كسروي، واهتدت السلطة إلى الفاعلين فاعتقلت (امامي) المنفذ للاغتيال ورفاقا له وسجنتهم تمهيدا لمحاكمتهم والحكم عليهم، وصدف ان الشاه محمد رضا ارسل وفدا إلى النجف الأشرف ليعزي الحوزة العلمية بوفاة السيد أبو الحسن الإصفهاني، فاسرع صفوي للاتصال بالسيد حسين القمي الذي كان شبه منفي في العراق ليحمل العلماء على التوسط لاطلاق المعتقلين ونجحت الوساطة فأطلقوا وساعد على اطلاقهم ان الشعب الإيراني كان قد ابدى ضروب الابتهاج بقتل احمد كسروي وابدى تضامنه مع منفذي هذا القتل. فرأت السلطات ان في اطلاقهم تقربا بعلماء النجف، وارضاء لعواطف الشعب.
ويبدو الغموض فيما يذكره السيد اللواساني هنا: إذ يقول: (وكان الشهيد نواب صفوي في تلك الفترة في النجف الأشرف سيدا شابا عرف بين الناس بقاتل كسروي، وكانوا يعظمونه ويجلونه ويعتزون بصحبته ورفقته) في حين أنه لم يذكر من قبل أن صفوي انتقل إلى النجف بعد قتل كسروي، وهنا موضع الغموض، فهل تم القتل والمترجم في طهران ثم انتقل اثر ذلك إلى النجف، أم تم القتل وصفوي في النجف، جاءها بعد ترتيب امر الاغتيال.
وفي سنة 1953 م. وكان أمر التنظيم قد استقر وانتشرت دعوته وعمت شهرته وبدأ يدعو لمبادئه الاسلامية وينشط في مختلف ميادين العمل ويتصل بالدعوات خارج إيران ويعقد معها الصلات، في هذه السنة زار نواب صفوي البلاد العربية لحضور مؤتمر القدس في مدينة القدس وزار سوريا كما زار مصر بدعوة من الإخوان المسلمين، وكانت الأمور قد تأزمت بين الاخوان وحكومة الثورة وأوشك الانفجار بينهما ان يقع، وجاء يوم 12 كانون الثاني 1954 فاحتشد الاخوان وطلابهم في حرم جامعة القاهرة للاحتفال بذكرى بعض ضحاياهم، كما حضرت جماعات من خصومهم، واقبل جمهور من طلاب الاخوان على الاجتماع حاملين نواب صفوي على الأكتاف، ثم أوصلوه إلى المنصة حيث خطب في الجماهير وكان موضوع فلسطين أهم ما في خطابه، فكان جمهور الاخوان يقابل فقرات خطابه بهتافهم التقليدي (الله أكبر ولله الحمد) فيرد عليهم خصومهم بهتاف (الله أكبر والعزة لمصر) فهاجمهم جمهور الاخوان واشتبكوا معهم وعمت الفوضى وكان هذا الحادث مفتاح الواقعة التي وقعت بين حكومة الثورة والإخوان المسلمين، إذ قبض على زعمائهم وشرد رجالهم، وأصبح نواب صفوي ضائعا في القاهرة إلى أن تسنى له الخروج منها.
وكان قبل وصوله إلى مصر قد لقي كل الحفاوة في سوريا وفلسطين أما أهداف (فدائيان اسلام) فقد عبر عنها نواب صفوي نفسه في حديث له مع مندوب وكالة (اسوشيتد برس) الأمريكية حين سأله المندوب عن الهدف الرئيسي للحركة. فأجابه قائلا: اننا نعتقد بوجوب نشر العقيدة الاسلامية الصحيحة في العالم كله ونعتقد بوجوب تطبيق شريعة الاسلام الكاملة في جميع الدول الاسلامية اننا نعتقد أن التعاليم الاسلامية الصحيحة هي وحدها يمكن أن تنقذ البشرية من الحروب والجرائم وفي سبيل هذه العقيدة بدأنا العمل لكي نجعل من إيران قدوة للعالم المتمدن).
وسأله مندوب الوكالة عن مدى استعداده للتضحية في سبيل هذا الهدف، فاجابه (اعتقد انا واخواني ان ارخص شئ عندنا في الحياة هي أرواحنا ونحن نعتقد أننا لا يمكن ان نخدم الاسلام إلا باعطاء أرواحنا ودمائنا في طريق هذا الهدف المقدس. ان (فدائيوا اسلام) هم أناس أقوياء وشجعان لا يخافون أي شئ في طريق الهدف المقدس الذي يحملونه واننا جميعا مستعدون للشهادة ونستقبلها بفارغ الصبر إذا كانت من اجل الله والأمة الاسلامية. انكم في المستقبل سوف تعرفون صحة هذا الكلام) انتهى.
ويمكن اعتبار نواب صفوي أول من كتب برنامجا مفصلا ومتكاملا عن الحكومة الاسلامية وكان عمره إذ ذاك ستة وعشرين عاما. ويبدو من النصوص التي بين أيدينا ان التأسيس الفعلي للحركة كان سنة 1945 م ولم يكن في منهج صفوي الاستناد إلى الوسائل السلمية الكلامية في تحقيق أهداف حركته، بل كان يرى التوسل بكل وسيلة مهما كانت نارية عنيفة، ويعتقد أن اغتيال رموز النظام واحدا بعد واحد يوهن عزائم هذا النظام ويقضي في النهاية عليه. لذلك عمد إلى تدبير اغتيال (هجير) وزير البلاط
(٢٨١)
التالي
الاولى ١
٣٠٢ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة - آتش حيدر علي فيضي - آصف الدولة - إبراهيم شرارة 4
2 إبراهيم العلوي بن حسين - إبراهيم مجتهد - أبو الحسن شمس آبادي - أبو الفضل الطهراني - أحمد القزويني بن السيد حميد 9
3 أحمد آل كاشف الغطاء - السيد أحمد الخونساري - أبو العلاء المعري 11
4 أحمد بن منير الطرابلسي 14
5 إسماعيل الصفوي 17
6 أفضل الدين الكاشاني 18
7 أسامة بن منقذ - انشاء الله خان - أنيس 20
8 باقر كاشف الغطاء - باقر أمين الورد - باقر سماكة بن الشيخ محمد - باقر عبد الغني - بدران المزيدي 21
9 البرسيين - بزرك أبو الحسن علوي 22
10 تقي الشيخ راضي - توفيق الفكيكي - جابر الشكري بن عزيز - جرأت - جعفر الخليلي 23
11 جعفر همدر 24
12 جواد علوش - جون 27
13 حبيب بن محمد - حسن علي نجابت - حسين الخادمي - ابن سينا 29
14 حسين القزويني 34
15 حسين معتوق - أبو نواس الحسن بن هاني 35
16 حسن البحراني 39
17 الحسين بن نما الحلي 40
18 حيدر الآملي 41
19 حيدري - خضر المهراني - خضر الطائي - الخطاطون في العهد الصفوي 42
20 الخليل الفراهيدي 45
21 خليل مغنية 46
22 خليل ياسين 47
23 دبير - دبيس المزيدي - دعبل الخزاعي 49
24 رجل من بني ليث - ذو فقار الدولة - راضي آل ياسين 50
25 رضي ذو النوري - راغب حرب - رحيم آرباب - زاير البرسي - سبط الحسن الجايسي - سعد صالح 51
26 سعيد نفيسي - سكينة بگم - سليم حيدر 52
27 سليمان عبد الجبار - سودا - شاكر هادي شكر - شهدة - صادق شفق 55
28 صادق الفحام - صالح الشهرستاني - صدر الدين الصدر 57
29 صدر الدين شرف الدين - صدر الدين الدهلوي - صفي 58
30 الضحاك المشرفي - ضياء الدين الخالصي - ضياء الدين العراقي 59
31 طاهر بن يحيى - طه باقر - الطفيل - طلائع بن رزيك 60
32 ظالم بن عمرو أبو الأسود الدؤلي 61
33 ظالم بن شراق - عابس الشاكري - العباسيون 63
34 عارف الحر 78
35 عباس اقبال 79
36 عباس أبو الحسن 80
37 عباس القمي - عباس الشيرازي - عباس القرشي 81
38 عباس الهمداني 82
39 عبد الحسين دست غيب - عبد الحسين الأميني - عبد الحسين الحلي 83
40 عبد الحسين نور الدين 84
41 عبد الرؤوف الأمين 85
42 عبد الرضا صادق 88
43 عبد الرضا المطبعي - عبد العزيز بن البراج 90
44 عبد الصاحب الحكيم - عبد الكريم الخليل 96
45 عبد الكريم بن طاووس - عبد الكريم الهاشمي - عبد الله الجزائري 99
46 عبد الله التستري - عبد الله الشيرازي - عبد الله الكلبي - عبد الله الطائي 100
47 عبد الله وعبد الرحمن الغفاريان - عبد الله أحمديه 101
48 عبد الله الشيرازي - عبد الله الصائغ 102
49 عبد الله بن سلمة - عبيد الله الكوفي - عبد المطلب الحلي 105
50 عبد المطلب الأمين 106
51 عبد المهدي مطر 111
52 عبد الله الجعفي - علي إبراهيم 114
53 علي رضا عباسي 116
54 علي أكبر دهخدا 118
55 علي أكبر نواب - علي الأنصاري الشيرازي - سيف الدولة علي بن حمدان 120
56 علي بن عبد الله بن العباس - علي البحراني - علي النوري 123
57 علي آل شبانة - علي البهبهاني - علي الشيرازي 124
58 علي بن الحسن شميم الحلي 125
59 علي بن حمدون - علي المراغي - علي الهمذاني 126
60 علي الميبدي - علي الخياباني - علي الأبزري - علي نياز - عطية الكوفي - عمرو الأنصاري - عمر الصيداوي - غالب 127
61 غلام رضا سرخي - فاضل الجمالي 128
62 فؤاد عباس 147
63 فتى من أهل الكوفة - الفضل بن جعفر - الفضل بن الزبير الكوفي 148
64 القاسم بن معية - القاسم بن مظاهر - قيس النابغة الجعدي 153
65 قيس النجاشي - كليب الجرمي - الكميت 154
66 لطف الله العاملي 159
67 لطف الله البحراني - ماجد الصادقي - عضد الدين المبارك الأسدي 161
68 مجيد العطار 162
69 محمد بن أبي بكر الهمذاني - محسن جمال الدين - محسن الموسوي - محمد أبو نصر الفارابي 163
70 محمد أبو النديم 173
71 محمد بن إدريس الحلي 177
72 محمد باقر - محمد حسين الكازروني - محمد الحسيني - محمد المتخلص - محمد الشيرازي - محمد معصوم - محمد الكازروني الطبيب - محمد الدهدار الشيرازي - محمد نصير الدين 178
73 محمد مهدي حجاب الشيرازي - محمد بن يوسف الشيرازي - محمد بن الحسين الشيخ البهائي 179
74 محمد الغفاري كمال الملك 180
75 محمد باقر الدهلوي - محمد صادق بحر العلوم - محمد بهشتي 182
76 محمد تقي بهار 183
77 محمد الحجة - محمد جمال الهاشمي 184
78 محمد حرز الدين - محمد الخليلي 185
79 محمد حسن الحكيم 186
80 محمد أبو جعفر الطوسي 187
81 محمد تقي الآملي 198
82 محمد جواد باهنر - محمد حسين آزاد - محمد الطباطبائي - محمد رضا الشبيبي 199
83 محمد رضا القمي - محمد شريف خان - محمد مفتح - محمد بن الأبار 203
84 محمد الشويكي 204
85 محمد شرارة 205
86 محمد حسين الشهرستاني 209
87 محمد صادق نشأت - محمد رضا شرف الدين 210
88 محمد آل شبانة - محمد صدوقي 211
89 محمد الأردوبادي - محمد علي بري - محمد الشيباني 212
90 محمد علي خاتون - محمد الصاحبي - محمد الجزائري - محمد المدرسي 217
91 محمد المعصومي - محمد بن طباطبا - محمد جواد - محمد ناصر 218
92 محمد علي اليعقوبي 220
93 محمد بن عمر الكشي - محمد قسام - محمد قطب شاه 221
94 محمد قلي قطب شاه - دول الهند الشيعية - محمد كال شعيب 222
95 محمد المقدادي القمي 224
96 محمد بن المبارك الكرخي - محمد نصير الدين الطوسي 227
97 محمد بن مكي الشهيد الأول - محمد الجبي 236
98 محمد هاشم الأشكوري 239
99 محمد بن هاني الأندلسي 240
100 محمد يوسف مقلد 242
101 محمد بن المبارك الكرخي 243
102 محمد مهدي البصير 244
103 محمود بن الياس الشيرازي - محمود الحبوبي 245
104 محمود الحمصي 248
105 محمود الشاهرودي - محمود الطالقاني - محمود بن مسعود الشيرازي - محيي الدين شمس الدين 249
106 مرتضى مطهري - مزيد المزيدي - مصطفى جواد 251
107 معاذ بن مسلم الهراء - المقداد السيوري - مهيار الديلمي 252
108 موسى الزين شرارة 267
109 موسى سيار الشيرازي - مير أمين - مير حسن - مير آبادي 269
110 ناسخ - ناصر الدين الشيخ راشد - نصر الخبز أرزي 270
111 نصير الدين ناصر العلوكي 271
112 ناصيف النصار 273
113 نصر بن علي الحلي - نصير الدين المنازي - نظير - نواب صفوي 279
114 النوار ابنة مالك - هادي النحوي - هادي كمال الدين - هاشم معروف الحسني 282
115 هبة الله بن علي - ابن الشجري 283
116 ورام الحلي - يحيى القرشي - يزدن التركي 284
117 يزيد بن قيس - يزيد بن زياد الكندي - يزيد بن مفرغ 285
118 يحيى بن البطريق 288
119 يعقوب بن داود 289
120 يوسف بن المطهر - يوسف رجيب - يونس الأردبيلي - الأمويون والإسلام والعروبة 290
121 الشيعة يحمون العالم الإسلامي 295
122 الحجاج بن يوسف 298
123 كلمة الختام 300