مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ١ - الصفحة ١٩
السابق
الرفض، فان آباءه كان شعارهم مذهب السنة السنية وكانوا مطيعين منقادين لسنة رسول الله ص ولم يظهر الرفض غير شاه إسماعيل. وتطلبه من أمراء ألوند بيك جماعة وطلبوه من سلطان لاهيجان فأبى أن يسلمه لهم فأنكر وحلف لهم أنه ما هو عندي وورى في يمينه، وكان مختفيا في بيت نجم زركر، وكان يأتيه مريدو والده خفية ويأتونه بالنذير، ويعتقدون فيه ويطوفون بالبيت الذي هو ساكن فيه إلى أن أراد الله بما أراد وكثرت داعية الفساد واختلفت أحوال البلاد باختلاف السلاطين وكثرة العناد بين العباد، ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا، وحينئذ كثر أتباع شاه إسماعيل فخرج هو ومن معه من لاهيجان وأظهر الخروج لأخذ ثار والده وجده في أواخر سنة 905 وعمره يومئذ ثلاث عشرة سنة، وقصد مملكة الشروان لقتال شروان شاه قاتل أبيه وجده، وكلما سار منزلا كثر عليه داعية الفساد واجتمع عليه عسكر كثير إلى أن وصل إلى بلاد شروان، فخرج لمقاتلته شروان شاه بعساكره وقاتلهم وقاتلوه فانهزم عسكر شروان وأسر شروان شاه وأتوا به إلى شاه إسماعيل أسيرا فأمر أن يضعوه في قدر كبير ويطبخوه ويألوه ففعلوا كما أمر وأكلوه (1) وكان ذلك أول فتوحه، ثم توجه إلى قتال ألوند بيك فقاتله وانهزم منه واستولى على خزائنه وقسمها في عسكره وصار يقتل من ظفر به قتلا ذريعا ولا يمسك شيئا من الخزائن بل يفرقها في الحال، ثم قاتل مراد بيك ابن السلطان يعقوب فهزمه في الحال وأخذ خزائنه وفرقها على عسكره، ثم صار لا يتوجه إلى بلاد إلا يفتحها ويقتل جميع من فيها وينهب أموالهم ويفرقها إلى أن ملك تبريز وأذربيجان وبغداد وعراق العرب وعراق العجم وخراسان. (انتهى كلام النهروالي).
وبعد هذا الكلام يسترسل في الاختلاق الباعث له عليه تعصبه المذهبي، مما لا صلة له بموضوعنا.
والمهم في هذا القول هو ما ذكره من أن آباء الشاه إسماعيل لم يكونوا شيعة، وأنه هو المتشيع الأول فيهم، وأن شيعة لاهيجان هم الذين لقنوه التشيع. على أن هذا يناقض ما ذكره من أن أباه حيدر هو الذي ألبس أتباعه التاج الأحمر فسماهم الناس (قزلباش). ومعلوم أن هذا التاج كان مقسما من قمته إلى أطرافه اثنتي عشرة شقة تشير إلى علي وأبنائه الاثني عشر ع.
وقد ظل هذا الاسم (قزلباش) وقتا طويلا يطلق في تركيا على الشيعة، ولا يزال حتى الآن يطلق في أفغانستان على الشيعة الإيراني الأصل. والنهروالي نفسه يسمي الإيرانيين بهذا الاسم حين يتحدث بعد ذلك عن غزو السلطان سليمان لإيران والعراق ثم يتحدث النهروالي عن الصدام بين الشاه إسماعيل والسلطان سليم العثماني فيقول:
فلما وصلت أخباره (أي الشاه إسماعيل) إلى السلطان سليم خان تحركت فيه قوة العصبية، وأقدم على نصر السنة الشريفة السنية، وعد هذا القتال من أعظم الجهاد، وقصد أن يمحو من العالم هذه الفتنة وهذا الفساد، وينصر مذهب أهل السنة الحنيفية على مذهب أهل البدع والإلحاد، ويأبى الله إلا ما أراده، فتهيأ السلطان سليم بخيله ورجله وعساكره المنصورة ورحله، وسار لقتاله، وأقدم على جلاده وجداله.
ثم يتحدث بعد ذلك عن معركة جالديران وانتصار السلطان سليم ودخوله مدينة تبريز عاصمة الشاه إسماعيل، ثم عن رحيله عنها قائلا:
وأراد أن يقيم في تبريز للاستيلاء على إقليم العجم والتمكن من تلك البلاد على الوجه الأتم، فما أمكنه ذلك لكثرة القحط واستيلاء الغلاء بحيث بيعت العليقة بمايتي درهم وبيع الرغيف الخبز بمائة درهم، وسبب ذلك أن القوافل التي كان أعدها السلطان سليم لتتبعه بالمبرة والعليق والمؤن تخلفت عنه في محل الاحتياج إليها، وما وجدوا في تبريز شيئا من المأكولات والحبوب لأن الشاه إسماعيل عند انكساره أمر باحراق أجران الحب والشعير وغير ذلك، فاضطر السلطان سليم خان إلى العود من تبريز إلى بلاد الروم وتركها خاوية على عروشها.
ثم تفحص عن سبب انقطاع القوافل عنه فأخبر أن سبب ذلك سلطان مصر قانصوه الغوري فإنه كان بينه وبين شاه إسماعيل محبة ومودة ومراسلات بحيث أن كان السلطان قانصوه الغوري يتهم بالرفض في عقيدته بسبب ذلك. فلما ظهر للسلطان سليم خان أن الغوري هو الذي أمر بقطع القوافل عنه صمم على قتل السلطان الغوري أولا وبعد الاستيلاء عليه وعلى بلاده يتوجه إلى قتال شاه إسماعيل ثانيا. (انتهى كلام النهروالي).
ومن هذا الكلام تبدو لنا حقيقتان: أولا - أن الشائع في ذلك العصر أن حرب السلطان سليم كانت حربا مذهبية، يراد بها القضاء على الدولة الشيعية الناشئة في مهدها قبل أن تتأصل جذورها ويتركز أمرها وينتشر سلطانها.
ثانيا إن السلطان قانصوه الغوري قد حرم السلطان سليم من قطف ثمرة انتصاره الحاسم في جالديران، بل أحال ذلك النصر إلى هزيمة اضطر معها السلطان سليم إلى العودة إلى بلاده خائبا من القضاء على الدولة الصفوية، مما جعل تلك الدولة تعاود نشاطها، ويعود الشاه إسماعيل ملكا مظفرا يفتح البلاد ويوسع ملكه وينشر سلطانه.
على أن اللافت للنظر هو قول هذا المؤرخ أن قانصوه الغوري كان يتهم من معاصريه بالتشيع، بسبب ما كان بينه وبين الشاه إسماعيل من قبل من محبة ومودة ومراسلات.
وبذلك نفسر حملة هذا المؤرخ على الغوري وشماتته به، حملة وشماتة لا تصدران إلا من قلب مملوء بالحقد المذهبي الذميم. وكذلك ابتهاجه بانتصارات السلطان سليم وإشادته به، وتغاضيه عن مجازره، ثم ترحمه عليه بعد موته.
وفي موضع آخر يصف ظهور الشاه إسماعيل وتحويله إيران إلى التشيع قائلا::
وظهر في أيامه (أي السلطان بايزيد والد السلطان سليم) الشاه إسماعيل في سنة 905 وكان له ظهور عجيب واستيلاء على ملوك العجم يعد من الأعاجيب، فتك في البلاد وسفك دماء العباد وأظهر مذهب الرفض والإلحاد وغير اعتقاد العجم إلى الانحلال والفساد بعد الصلاح والسواد وأخرب ممالك العجم وأزال من أهلها حسن الاعتقاد والله يفعل في ملكه ما أراد. وتلك الفتنة باقية إلى الآن في جميع تلك البلاد.
أفضل الدين الكاشاني المعروف ببابا أفضل المرقي ورد ذكره في المجلد الثالث الصفحة 470 وقد تحدث عنه الدكتور محمود محمد الخضيري بما يلي:
إني مخصص هذا المقال لفيلسوف إسلامي إيراني فذ. جمع إلى درايته بالفلسفة وإحاطته بالكثير من فنونها، النبوغ والتفوق في الشعر. هذا الفيلسوف الشاعر هو أفضل الدين محمد الكاشي أو الكاشاني، وقد يذكر بلقبه فقط، وهو بابا أفضل الدين، وينسب إلى كاشان كما ينسب أيضا إلى مرق من.

(1) هذا الافتراء معطوف على ما تقدم من جمله التعصبية.
(١٩)
التالي
الاولى ١
٣٠٢ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة - آتش حيدر علي فيضي - آصف الدولة - إبراهيم شرارة 4
2 إبراهيم العلوي بن حسين - إبراهيم مجتهد - أبو الحسن شمس آبادي - أبو الفضل الطهراني - أحمد القزويني بن السيد حميد 9
3 أحمد آل كاشف الغطاء - السيد أحمد الخونساري - أبو العلاء المعري 11
4 أحمد بن منير الطرابلسي 14
5 إسماعيل الصفوي 17
6 أفضل الدين الكاشاني 18
7 أسامة بن منقذ - انشاء الله خان - أنيس 20
8 باقر كاشف الغطاء - باقر أمين الورد - باقر سماكة بن الشيخ محمد - باقر عبد الغني - بدران المزيدي 21
9 البرسيين - بزرك أبو الحسن علوي 22
10 تقي الشيخ راضي - توفيق الفكيكي - جابر الشكري بن عزيز - جرأت - جعفر الخليلي 23
11 جعفر همدر 24
12 جواد علوش - جون 27
13 حبيب بن محمد - حسن علي نجابت - حسين الخادمي - ابن سينا 29
14 حسين القزويني 34
15 حسين معتوق - أبو نواس الحسن بن هاني 35
16 حسن البحراني 39
17 الحسين بن نما الحلي 40
18 حيدر الآملي 41
19 حيدري - خضر المهراني - خضر الطائي - الخطاطون في العهد الصفوي 42
20 الخليل الفراهيدي 45
21 خليل مغنية 46
22 خليل ياسين 47
23 دبير - دبيس المزيدي - دعبل الخزاعي 49
24 رجل من بني ليث - ذو فقار الدولة - راضي آل ياسين 50
25 رضي ذو النوري - راغب حرب - رحيم آرباب - زاير البرسي - سبط الحسن الجايسي - سعد صالح 51
26 سعيد نفيسي - سكينة بگم - سليم حيدر 52
27 سليمان عبد الجبار - سودا - شاكر هادي شكر - شهدة - صادق شفق 55
28 صادق الفحام - صالح الشهرستاني - صدر الدين الصدر 57
29 صدر الدين شرف الدين - صدر الدين الدهلوي - صفي 58
30 الضحاك المشرفي - ضياء الدين الخالصي - ضياء الدين العراقي 59
31 طاهر بن يحيى - طه باقر - الطفيل - طلائع بن رزيك 60
32 ظالم بن عمرو أبو الأسود الدؤلي 61
33 ظالم بن شراق - عابس الشاكري - العباسيون 63
34 عارف الحر 78
35 عباس اقبال 79
36 عباس أبو الحسن 80
37 عباس القمي - عباس الشيرازي - عباس القرشي 81
38 عباس الهمداني 82
39 عبد الحسين دست غيب - عبد الحسين الأميني - عبد الحسين الحلي 83
40 عبد الحسين نور الدين 84
41 عبد الرؤوف الأمين 85
42 عبد الرضا صادق 88
43 عبد الرضا المطبعي - عبد العزيز بن البراج 90
44 عبد الصاحب الحكيم - عبد الكريم الخليل 96
45 عبد الكريم بن طاووس - عبد الكريم الهاشمي - عبد الله الجزائري 99
46 عبد الله التستري - عبد الله الشيرازي - عبد الله الكلبي - عبد الله الطائي 100
47 عبد الله وعبد الرحمن الغفاريان - عبد الله أحمديه 101
48 عبد الله الشيرازي - عبد الله الصائغ 102
49 عبد الله بن سلمة - عبيد الله الكوفي - عبد المطلب الحلي 105
50 عبد المطلب الأمين 106
51 عبد المهدي مطر 111
52 عبد الله الجعفي - علي إبراهيم 114
53 علي رضا عباسي 116
54 علي أكبر دهخدا 118
55 علي أكبر نواب - علي الأنصاري الشيرازي - سيف الدولة علي بن حمدان 120
56 علي بن عبد الله بن العباس - علي البحراني - علي النوري 123
57 علي آل شبانة - علي البهبهاني - علي الشيرازي 124
58 علي بن الحسن شميم الحلي 125
59 علي بن حمدون - علي المراغي - علي الهمذاني 126
60 علي الميبدي - علي الخياباني - علي الأبزري - علي نياز - عطية الكوفي - عمرو الأنصاري - عمر الصيداوي - غالب 127
61 غلام رضا سرخي - فاضل الجمالي 128
62 فؤاد عباس 147
63 فتى من أهل الكوفة - الفضل بن جعفر - الفضل بن الزبير الكوفي 148
64 القاسم بن معية - القاسم بن مظاهر - قيس النابغة الجعدي 153
65 قيس النجاشي - كليب الجرمي - الكميت 154
66 لطف الله العاملي 159
67 لطف الله البحراني - ماجد الصادقي - عضد الدين المبارك الأسدي 161
68 مجيد العطار 162
69 محمد بن أبي بكر الهمذاني - محسن جمال الدين - محسن الموسوي - محمد أبو نصر الفارابي 163
70 محمد أبو النديم 173
71 محمد بن إدريس الحلي 177
72 محمد باقر - محمد حسين الكازروني - محمد الحسيني - محمد المتخلص - محمد الشيرازي - محمد معصوم - محمد الكازروني الطبيب - محمد الدهدار الشيرازي - محمد نصير الدين 178
73 محمد مهدي حجاب الشيرازي - محمد بن يوسف الشيرازي - محمد بن الحسين الشيخ البهائي 179
74 محمد الغفاري كمال الملك 180
75 محمد باقر الدهلوي - محمد صادق بحر العلوم - محمد بهشتي 182
76 محمد تقي بهار 183
77 محمد الحجة - محمد جمال الهاشمي 184
78 محمد حرز الدين - محمد الخليلي 185
79 محمد حسن الحكيم 186
80 محمد أبو جعفر الطوسي 187
81 محمد تقي الآملي 198
82 محمد جواد باهنر - محمد حسين آزاد - محمد الطباطبائي - محمد رضا الشبيبي 199
83 محمد رضا القمي - محمد شريف خان - محمد مفتح - محمد بن الأبار 203
84 محمد الشويكي 204
85 محمد شرارة 205
86 محمد حسين الشهرستاني 209
87 محمد صادق نشأت - محمد رضا شرف الدين 210
88 محمد آل شبانة - محمد صدوقي 211
89 محمد الأردوبادي - محمد علي بري - محمد الشيباني 212
90 محمد علي خاتون - محمد الصاحبي - محمد الجزائري - محمد المدرسي 217
91 محمد المعصومي - محمد بن طباطبا - محمد جواد - محمد ناصر 218
92 محمد علي اليعقوبي 220
93 محمد بن عمر الكشي - محمد قسام - محمد قطب شاه 221
94 محمد قلي قطب شاه - دول الهند الشيعية - محمد كال شعيب 222
95 محمد المقدادي القمي 224
96 محمد بن المبارك الكرخي - محمد نصير الدين الطوسي 227
97 محمد بن مكي الشهيد الأول - محمد الجبي 236
98 محمد هاشم الأشكوري 239
99 محمد بن هاني الأندلسي 240
100 محمد يوسف مقلد 242
101 محمد بن المبارك الكرخي 243
102 محمد مهدي البصير 244
103 محمود بن الياس الشيرازي - محمود الحبوبي 245
104 محمود الحمصي 248
105 محمود الشاهرودي - محمود الطالقاني - محمود بن مسعود الشيرازي - محيي الدين شمس الدين 249
106 مرتضى مطهري - مزيد المزيدي - مصطفى جواد 251
107 معاذ بن مسلم الهراء - المقداد السيوري - مهيار الديلمي 252
108 موسى الزين شرارة 267
109 موسى سيار الشيرازي - مير أمين - مير حسن - مير آبادي 269
110 ناسخ - ناصر الدين الشيخ راشد - نصر الخبز أرزي 270
111 نصير الدين ناصر العلوكي 271
112 ناصيف النصار 273
113 نصر بن علي الحلي - نصير الدين المنازي - نظير - نواب صفوي 279
114 النوار ابنة مالك - هادي النحوي - هادي كمال الدين - هاشم معروف الحسني 282
115 هبة الله بن علي - ابن الشجري 283
116 ورام الحلي - يحيى القرشي - يزدن التركي 284
117 يزيد بن قيس - يزيد بن زياد الكندي - يزيد بن مفرغ 285
118 يحيى بن البطريق 288
119 يعقوب بن داود 289
120 يوسف بن المطهر - يوسف رجيب - يونس الأردبيلي - الأمويون والإسلام والعروبة 290
121 الشيعة يحمون العالم الإسلامي 295
122 الحجاج بن يوسف 298
123 كلمة الختام 300