مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ١ - الصفحة ١٣٥
السابق
شعار " اتحاد فيدرالي، صداقة سوفياتية "، انتصارا كبيرا على حاملي شعار " وحدة وحدة عربية، لا شرقية ولا غربية "، ولإظهار القوة والسيطرة على الشارع السياسي حرصوا على ألا يرتفع صوت يشوش الأفكار أو يلفت الأنظار إلى الإرهاب الفكري الذي أخذ يمارس ضد قطاعات وتيارات يحتويها نسيج الشعب العراقي. فقد تصدت قوى كبيرة حشدها الحزب الشيوعي يوم 12 / 9 / 1958 (يوم إقالة عارف من منصبه العسكري) لموكب ديني اعتاد شباب حزب الاستقلال في النجف على تنظيمه سنويا بمناسبة ذكرى وفاة الرسول الأعظم (ص) ولأن شعارات هذا الموكب مغايرة فإنها نشاز ويجب ألا تسمع، فتصدت الجموع التي حشدها الحزب الشيوعي من جميع أنحاء العراق لهذه المناسبة وهجمت على هذا الموكب المسالم وفرقته باستعمال الرصاص، وسقط جرحى ثم هجمت الجماهير على مكتبي للفتك بمن فيه بحجة أنهم قوميون مزيفون ثم لفقت لي ولمجموعة من الأساتذة والطلبة والعمال من شهاب حزب الاستقلال تهمة حمل السلاح واستعماله في ظل الأحكام العرفية وقانون الطوارئ، فاعتقلت مع أربعين آخرين من طلاب وعمال وأساتذة في معسكر أبو غريب مدة تزيد على الأربعة أشهر، وكل جريمتنا أننا حاولنا استعمال حقنا في حرية التعبير.
ثم تداعت الأحداث وتسارعت كما هو مخطط من أجل السيطرة على الشارع السياسي فكان قطار الموت إلى الموصل وفشل ثورة الشواف في 8 / 3 / 1959 ومحكمة القصاب التي طالت حتى النساء، إلى مجزرة كركوك. وقد لعبت محكمة المهداوي ونائبها العام ماجد محمد أمين دورا خطيرا في بلبلة الأفكار وإشاعة الفوضى والتحريض على القتل وتصفية الخصوم " العملاء "، فكانت عبارة عن ساحة تلقى فيها الخطب والقصائد مدحا أو ذما أو تحريفا، ما طال حتى رؤساء دول أجنبية وعلى رأسهم جمال عبد الناصر " الطامع بنفطنا وبلحنا ". ورغم تهيئة الأجواء ورغم طرح شعار إشراك الحزب الشيوعي في الحكم الذي راحت تردده مسيرات شعبية كبيرة، وبعد أن تم الإجهاز على كل التيارات المعادية وخلو الساحة منها. أخرج قاسم من جعبته لعبة جديدة ممثلة بحزب شيوعي جديد شكله داوود الصائغ وأجازه قاسم، فكان لابد للملهاة من نهاية بعد أداء الأدوار، وكانت المحصلة المحسوبة أو غير المحسوبة أن تفككت عرى الجبهة الوطنية، وحصل احتراب ودماء، وصار حلفاء الأمس أعداء اليوم، وانفرد عبد الكريم قاسم بالحكم زعيما أوحد وخابت آمال الشعب بوليده الجديد. وبالرجوع إلى الوثائق البريطانية التي أطلقت أخيرا بعد مرور ثلاثين عاما على تلك الفترة نقرأ من خلال الكتب المتبادلة بين السفيرين الأميركي والبريطاني في بغداد أن السفير الأميركي كان متخوفا من تنامي قوة المد الشيوعي في العراق وخطره على مصالحهم، وكان السفير البريطاني يطمئنه ويدعوه إلى عدم الخوف من الشيوعيين لأن الخوف هو من انتصار التيار القومي الموالي لعبد الناصر.
لقد كانت ثورة يمكن أن تحقق للعراق والأمة العربية الكثير من المكاسب والانتصارات لولا تغلب عقدة البديل والشعور بالفوقية والأنا والتهوين من شأن الخصوم وعدم فهم قراءة التاريخ والجغرافيا.
لكن هل جاءت ثورة 8 شباط (فبراير) 1963 البعثية تصحيحا لمسيرة 14 تموز؟
أبدا. هكذا قيل أول الأمر وأعلن، لكن طغى عليها طابع الانتقام من الشيوعيين أولا ثم من القوميين ثانيا ثم انقسمت على نفسها بين يسار ويمين وحول من الذي يجب أن تكون له الوصاية أو القوامة على الشعب العراقي.
وهنا دخل عبد السلام عارف واهتبل الفرصة واستولى على الحكم، وكأن الرجل استرد حقه المغتصب وسمى نفسه " بطل الثورات الثلاث 14 تموز و 8 شباط و 18 تشرين الثاني ". ومع الأيام تلاشت وأمحت ملامح 14 تموز. فقد طواها الزمن وظلت مجرد ذكرى. (انتهى).
وزارة الجمالي وكتب أحمد مختار بابان الذي كان رئيسا للديوان الملكي في مذكراته عن وزارة فاضل الجمالي ما يلي:
ألف الدكتور محمد فاضل الجمالي أول وزارة له، وفي الواقع كانت هي أيضا أول وزارة تؤلف في عهد الملك فيصل الثاني إذا استثنينا وزارة جميل المدفعي السابعة التي ألفها في السابع من أيار 1953، وهي كانت استمرارا لوزارته السابقة التي اقتضى تبوأ الملك فيصل الثاني استقالتها بموجب الدستور.
أتصور أن العرش كان يفضل في ذلك الوقت أن يكون رئيس الوزراء شيعيا، وهذا أدى دوره في اختيار الدكتور الجمالي، لأن بعض الناس كانوا ينتقدون عدم تكليف زعما ء الشيعة بتأليف الوزارات العراقية المتعاقبة إلا ما ندر.
ولكن بغض النظر عن كل ذلك فإن العرش كان مقتنعا تماما بشخصية الدكتور الجمالي لشخصيته لا بسبب انتمائه الطائفي، وكان الملك والأمير كلاهما يقدرانه، ويرغبان في أن يكون هو رئيس الوزراء المقبل بعد استقالة المدفعي. وكنت أحسن أن الأمير عبد الإله يرغب في أن يعرف الملك فيصل الدكتور الجمالي عن قرب لأنه، أي الملك، كان لا يزال شابا، غير ملم بأمور السياسة، وغير متدرب على مسؤوليات الحكم. إن الدكتور الجمالي كان طيب القلب، حسن النية، مثقفا ثقافة عالية، وعالما بنفس الوقت، هذا الذي لمسته منه بسبب علاقتي الشخصية به، وعملي معه في المسؤولية، وأنه كان يفضل بطبعه أن يكون رئيسا للجامعة أكثر من أي منصب آخر، وأستطيع أن أقول عنه بأنه كان ديموقراطيا أصيلا، مؤمنا، متشبعا بقيمها بسبب ثقافته، ودراسته.
جاء الدكتور فاضل الجمالي إلى الحكم في بلد ملئ بالصعوبات، والمشكلات، وأراد مخلصا أن يبذل كل ما في وسعه من أجل وضع حلول عملية للأمور تلك، وبالاستناد إلى قناعاته الديموقراطية، فإنه أعطى الحرية للصحافة مثلا، فبدأت الجرائد تكتب، وتنتقد بأسلوب تجاوز ما عهده العراقيون من قبل، ودبت الحياة في نشاط الأحزاب بصورة واضحة، وألغيت الرقابة على المطبوعات، وأعيدت جميع الطلاب المفصولين بسبب أحداث سنة 1952 إلى مدارسهم ومعاهدهم وكلياتهم، وألغت وزارته الأحكام العرفية التي أعلنت في عهد وزارة نور الدين محمود، ولم تلغها وزارتا جميل المدفعي مع العلم أنهما تزامنتا مع انتقال العرش إلى الملك فيصل الثاني، فكان من المفروض إلغاءهما بهذه المناسبة.
وكان الدكتور فاضل الجمالي يتحمل الانتقادات، ويعقد بين الحين والآخر مؤتمرات صحفية على الطريقة الأميركية، هذا الذي لم يفهمه الكثيرون، ولم يقدروه حق قدره لأنهم لم يعهدوه من قبل، فمعظم ما قام به الجمالي كان شيئا جديدا، وبادرة جديدة لم يألفها العراق، بل إنها لم تكن مقبولة لدى طبقات معينة.
في رأيي كان على الدكتور فاضل الجمالي، الذي تولى الحكم لأول مرة، أن يأخذ بالحسبان كل أوضاع السياسة الداخلية، وكذلك التقاليد والعادات والأفكار السائدة على الأقل إلى إن يثبت مركزه في الحكم، فلا يكشف عن كل أوراقه بالشكل الذي أدى إلى ظهور طبقة قوية معارضة له. ظهرت بوادر المعارضة في مجلس النواب، فإن المجلس كان مجلس نوري السعيد، وكان من
(١٣٥)
التالي
الاولى ١
٣٠٢ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة - آتش حيدر علي فيضي - آصف الدولة - إبراهيم شرارة 4
2 إبراهيم العلوي بن حسين - إبراهيم مجتهد - أبو الحسن شمس آبادي - أبو الفضل الطهراني - أحمد القزويني بن السيد حميد 9
3 أحمد آل كاشف الغطاء - السيد أحمد الخونساري - أبو العلاء المعري 11
4 أحمد بن منير الطرابلسي 14
5 إسماعيل الصفوي 17
6 أفضل الدين الكاشاني 18
7 أسامة بن منقذ - انشاء الله خان - أنيس 20
8 باقر كاشف الغطاء - باقر أمين الورد - باقر سماكة بن الشيخ محمد - باقر عبد الغني - بدران المزيدي 21
9 البرسيين - بزرك أبو الحسن علوي 22
10 تقي الشيخ راضي - توفيق الفكيكي - جابر الشكري بن عزيز - جرأت - جعفر الخليلي 23
11 جعفر همدر 24
12 جواد علوش - جون 27
13 حبيب بن محمد - حسن علي نجابت - حسين الخادمي - ابن سينا 29
14 حسين القزويني 34
15 حسين معتوق - أبو نواس الحسن بن هاني 35
16 حسن البحراني 39
17 الحسين بن نما الحلي 40
18 حيدر الآملي 41
19 حيدري - خضر المهراني - خضر الطائي - الخطاطون في العهد الصفوي 42
20 الخليل الفراهيدي 45
21 خليل مغنية 46
22 خليل ياسين 47
23 دبير - دبيس المزيدي - دعبل الخزاعي 49
24 رجل من بني ليث - ذو فقار الدولة - راضي آل ياسين 50
25 رضي ذو النوري - راغب حرب - رحيم آرباب - زاير البرسي - سبط الحسن الجايسي - سعد صالح 51
26 سعيد نفيسي - سكينة بگم - سليم حيدر 52
27 سليمان عبد الجبار - سودا - شاكر هادي شكر - شهدة - صادق شفق 55
28 صادق الفحام - صالح الشهرستاني - صدر الدين الصدر 57
29 صدر الدين شرف الدين - صدر الدين الدهلوي - صفي 58
30 الضحاك المشرفي - ضياء الدين الخالصي - ضياء الدين العراقي 59
31 طاهر بن يحيى - طه باقر - الطفيل - طلائع بن رزيك 60
32 ظالم بن عمرو أبو الأسود الدؤلي 61
33 ظالم بن شراق - عابس الشاكري - العباسيون 63
34 عارف الحر 78
35 عباس اقبال 79
36 عباس أبو الحسن 80
37 عباس القمي - عباس الشيرازي - عباس القرشي 81
38 عباس الهمداني 82
39 عبد الحسين دست غيب - عبد الحسين الأميني - عبد الحسين الحلي 83
40 عبد الحسين نور الدين 84
41 عبد الرؤوف الأمين 85
42 عبد الرضا صادق 88
43 عبد الرضا المطبعي - عبد العزيز بن البراج 90
44 عبد الصاحب الحكيم - عبد الكريم الخليل 96
45 عبد الكريم بن طاووس - عبد الكريم الهاشمي - عبد الله الجزائري 99
46 عبد الله التستري - عبد الله الشيرازي - عبد الله الكلبي - عبد الله الطائي 100
47 عبد الله وعبد الرحمن الغفاريان - عبد الله أحمديه 101
48 عبد الله الشيرازي - عبد الله الصائغ 102
49 عبد الله بن سلمة - عبيد الله الكوفي - عبد المطلب الحلي 105
50 عبد المطلب الأمين 106
51 عبد المهدي مطر 111
52 عبد الله الجعفي - علي إبراهيم 114
53 علي رضا عباسي 116
54 علي أكبر دهخدا 118
55 علي أكبر نواب - علي الأنصاري الشيرازي - سيف الدولة علي بن حمدان 120
56 علي بن عبد الله بن العباس - علي البحراني - علي النوري 123
57 علي آل شبانة - علي البهبهاني - علي الشيرازي 124
58 علي بن الحسن شميم الحلي 125
59 علي بن حمدون - علي المراغي - علي الهمذاني 126
60 علي الميبدي - علي الخياباني - علي الأبزري - علي نياز - عطية الكوفي - عمرو الأنصاري - عمر الصيداوي - غالب 127
61 غلام رضا سرخي - فاضل الجمالي 128
62 فؤاد عباس 147
63 فتى من أهل الكوفة - الفضل بن جعفر - الفضل بن الزبير الكوفي 148
64 القاسم بن معية - القاسم بن مظاهر - قيس النابغة الجعدي 153
65 قيس النجاشي - كليب الجرمي - الكميت 154
66 لطف الله العاملي 159
67 لطف الله البحراني - ماجد الصادقي - عضد الدين المبارك الأسدي 161
68 مجيد العطار 162
69 محمد بن أبي بكر الهمذاني - محسن جمال الدين - محسن الموسوي - محمد أبو نصر الفارابي 163
70 محمد أبو النديم 173
71 محمد بن إدريس الحلي 177
72 محمد باقر - محمد حسين الكازروني - محمد الحسيني - محمد المتخلص - محمد الشيرازي - محمد معصوم - محمد الكازروني الطبيب - محمد الدهدار الشيرازي - محمد نصير الدين 178
73 محمد مهدي حجاب الشيرازي - محمد بن يوسف الشيرازي - محمد بن الحسين الشيخ البهائي 179
74 محمد الغفاري كمال الملك 180
75 محمد باقر الدهلوي - محمد صادق بحر العلوم - محمد بهشتي 182
76 محمد تقي بهار 183
77 محمد الحجة - محمد جمال الهاشمي 184
78 محمد حرز الدين - محمد الخليلي 185
79 محمد حسن الحكيم 186
80 محمد أبو جعفر الطوسي 187
81 محمد تقي الآملي 198
82 محمد جواد باهنر - محمد حسين آزاد - محمد الطباطبائي - محمد رضا الشبيبي 199
83 محمد رضا القمي - محمد شريف خان - محمد مفتح - محمد بن الأبار 203
84 محمد الشويكي 204
85 محمد شرارة 205
86 محمد حسين الشهرستاني 209
87 محمد صادق نشأت - محمد رضا شرف الدين 210
88 محمد آل شبانة - محمد صدوقي 211
89 محمد الأردوبادي - محمد علي بري - محمد الشيباني 212
90 محمد علي خاتون - محمد الصاحبي - محمد الجزائري - محمد المدرسي 217
91 محمد المعصومي - محمد بن طباطبا - محمد جواد - محمد ناصر 218
92 محمد علي اليعقوبي 220
93 محمد بن عمر الكشي - محمد قسام - محمد قطب شاه 221
94 محمد قلي قطب شاه - دول الهند الشيعية - محمد كال شعيب 222
95 محمد المقدادي القمي 224
96 محمد بن المبارك الكرخي - محمد نصير الدين الطوسي 227
97 محمد بن مكي الشهيد الأول - محمد الجبي 236
98 محمد هاشم الأشكوري 239
99 محمد بن هاني الأندلسي 240
100 محمد يوسف مقلد 242
101 محمد بن المبارك الكرخي 243
102 محمد مهدي البصير 244
103 محمود بن الياس الشيرازي - محمود الحبوبي 245
104 محمود الحمصي 248
105 محمود الشاهرودي - محمود الطالقاني - محمود بن مسعود الشيرازي - محيي الدين شمس الدين 249
106 مرتضى مطهري - مزيد المزيدي - مصطفى جواد 251
107 معاذ بن مسلم الهراء - المقداد السيوري - مهيار الديلمي 252
108 موسى الزين شرارة 267
109 موسى سيار الشيرازي - مير أمين - مير حسن - مير آبادي 269
110 ناسخ - ناصر الدين الشيخ راشد - نصر الخبز أرزي 270
111 نصير الدين ناصر العلوكي 271
112 ناصيف النصار 273
113 نصر بن علي الحلي - نصير الدين المنازي - نظير - نواب صفوي 279
114 النوار ابنة مالك - هادي النحوي - هادي كمال الدين - هاشم معروف الحسني 282
115 هبة الله بن علي - ابن الشجري 283
116 ورام الحلي - يحيى القرشي - يزدن التركي 284
117 يزيد بن قيس - يزيد بن زياد الكندي - يزيد بن مفرغ 285
118 يحيى بن البطريق 288
119 يعقوب بن داود 289
120 يوسف بن المطهر - يوسف رجيب - يونس الأردبيلي - الأمويون والإسلام والعروبة 290
121 الشيعة يحمون العالم الإسلامي 295
122 الحجاج بن يوسف 298
123 كلمة الختام 300