إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٣ - الصفحة ١١٩
السابق
أبناء جنسه من البشر، وقال صلى الله عليه وسلم: كنت نبيا وآدم بين الماء والطين (1)، فأخبره الله تعالى بمرتبته، وأنه عليه السلام إذ ذاك صاحب شرع، فإنه قال: كنت نبيا ولم

(1) المعروف أن هذا الحديث بلفظ: " كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث "، أخرجه أبو نعيم في (الدلائل)، وابن أبي حاتم في تفسيره، وابن لآل، ومن طريقه الديلمي، كلهم من حديث سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة به مرفوعا. وله شاهد من حديث ميسرة الفجر، بلفظ:
" كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد "، أخرجه أحمد، والبخاري في (التاريخ)، والبغوي، وابن السكن، وغيرهما في (الصحابة)، وأبو نعيم في (الحلية)، وصححه الحاكم، وكذا هو بهذا اللفظ عند الترمذي وغيره عن أبي هريرة: متى كنت أو كتبت نبيا؟ قال: " وآدم "، وذكره وقال الترمذي:
إنه حسن صحيح، وصححه الحاكم أيضا، وفي لفظ: " وآدم منجدل في طينته "، وفي صحيحي ابن حبان والحاكم، من حديث العرباض بن سارية مرفوعا: " إني عند الله لمكتوب خاتم النبيين وأن آدم لمنجدل في طينته ". وكذا أخرجه أحمد، والدارمي في مسنديهما، وأبو نعيم والطبراني، من حديث ابن عباس، قال: قيل: يا رسول الله، متى كتبت نبيا؟ قال: " وآدم بين الروح والجسد ".
وأما الذي على الألسنة بلفظ " كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ". فلم نقف عليه بهذا اللفظ، فضلا عن زيادة: " وكنت نبيا ولا آدم ولا ماء ولا طين ". وقد قال شيخنا - الحافظ ابن حجر - في بعض الأجوبة عن الزيادة: إنها ضعيفة، والذي قبلها قوي. (المقاصد الحسنة): 520 - 521، حديث رقم (837).
وقال الزركشي: لا أصل له بهذا اللفظ، قال السيوطي في (الدر): وزاد العوام: " ولا آدم ولا ماء ولا طين "، لا أصل له أيضا، وقال القاري: يعني بحسب مبناه، وإلا فهو صحيح باعتبار معناه. وروى الترمذي أيضا عن أبي هريرة، أنهم قالوا: يا رسول الله، متى وجبت لك النبوة؟ قال:
" وآدم بين الروح والجسد "، وفي لفظ: متى كتبت نبيا؟ قال: " كتبت نبيا وآدم بين الروح والجسد ". وعن الشعبي، قال رجل: يا رسول الله متى استنبئت؟ قال: " وآدم بين الروح والجسد، حين أخذ مني الميثاق ".
وقال التقي السبكي: فإن قلت: النبوة وصف، لا بد أن يكون الموصوف به موجودا، وإنما يكون بعد أربعين سنة، فكيف يوصف به قبل وجوده وقبل إرساله؟ قلت: جاء أن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد، فقد تكون بقوله: " كنت نبيا "، إلى روحه الشريفة، أو حقيقته، والحقائق تقصر عقولنا عن معرفتها، وإنما يعرفها خالقها، ومن أمده بنور آلهي.
ونقل العلقمي عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده مرفوعا أنه قال: " كنت نورا بين يدي ربي عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام. (كشف الخفا ومزيل الإلتباس): 2 / 129، حديث رقم (2007).
(١١٩)
التالي
الاولى ١
٤٠٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر مجيء الملك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالات ربه تعالى 3
2 ذكر الاختلاف في أول سورة من القرآن أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم 3
3 ذكر الاختلاف في شق صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، متى كان وأين وقع؟ 29
4 ذكر مجيء جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الصورة التي خلقه الله عليها 36
5 ذكر كيفية إلقاء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 41
6 ذكر تعليم جبرئيل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء والصلاة 49
7 وأما إقامة جبريل عليه السلام أوقات الصلاة للنبي صلى الله عليه وسلم وأنه أمه فيها 56
8 ذكر الجهة التي كان صلى الله عليه وسلم يستقبلها في صلاته 72
9 ذكر من قرن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الملائكة 82
10 فصل في ذكر الفضائل التي خص الله تعالى بها نبيه ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وشرفه بها على جميع الأنبياء 83
11 فأما أنه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين 84
12 وأما مخاطبة الله له بالنبوة والرسالة، ومخاطبة من عداه من الأنبياء باسمه 92
13 وأما دفع الله عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما قرفه به المكذبون، ونهى الله تعالى العباد عن مخاطبته باسمه 95
14 وأما دفع الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما قرفه المكذبون له 98
15 وأما مغفرة ذنبه من غير ذكره تعالى له خطأ ولا زلة 99
16 وأما أخذ الله تعالى الميثاق على جميع الأنبياء أن يؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وينصروه إن أدركوه 103
17 وأما عموم رسالته إلى الناس جميعا وفرض الإيمان به على الكافة، وأنه لا ينجو أحد من النار حتى يؤمن به صلى الله عليه وسلم 109
18 وأما فرض طاعته، فإذا وجب الإيمان به وتصديقه بما جاء به وجبت طاعته لأن ذلك مما أتى به 118
19 وأما وجوب اتباعه وامتثال سنته والاقتداء بهديه صلى الله عليه وسلم 128
20 وأما أمر الكافة بالتأسي به قولا وفعلا 137
21 وأما اقتران اسم النبي صلى الله عليه وسلم باسم الله تعالى 150
22 وأما تقدم نبوته صلى الله عليه وسلم قبل تمام خلق آدم عليه السلام 152
23 ذكر التنويه بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من زمن آدم عليه السلام 165
24 وأما شرف أصله، وتكريم حسبه، وطيب مولده صلى الله عليه وسلم 177
25 وأما أن أسماءه خير الأسماء 189
26 وأما قسم الله تعالى بحياته صلى الله عليه وسلم 194
27 وأما تفرده بالسيادة يوم القيامة على جميع الأنبياء والرسل وأن آدم ومن دونه تحت لوائه صلى الله عليه وسلم 197
28 فصل في ذكر المفاضلة بين المصطفى وبين إبراهيم الخليل صلوات الله عليهما وسلامه 212
29 وأما اختصاصه صلى الله عليه وسلم بالشفاعة العظمى يوم الفزع الأكبر 234
30 ذكر المقام المحمود الذي وعد الله تعالى به الرسول صلى الله عليه وسلم 259
31 تنبيه وإرشاد 263
32 إيضاح وتبيان 266
33 وأما حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الكوثر 268
34 وأما كثرة أتباعه صلى الله عليه وسلم 280
35 وأما الخمس التي أعطيها صلى الله عليه وسلم 282
36 وأما أنه بعث بجوامع الكلم وأوتي مفاتيح خزان الأرض 286
37 وأما تأييده بقتال الملائكة معه 290
38 وأما أنه خاتم الأنبياء 305
39 وأما أن أمته خير الأمم 309
40 وأما ذكره صلى الله عليه وسلم في كتب الأنبياء وصحفهم وإخبار العلماء بظهوره حتى كانت الأمم تنتظر بعثته صلى الله عليه وسلم 316
41 ثم جاءني محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم 349
42 وأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 350
43 ومن إعلامه في التوراة 356
44 ومن إعلامه في التوراة أيضا 357
45 ومن ذكر شعيا له 358
46 ومن ذكر شعيا له 359
47 وفي حكاية يوحنا عن المسيح 361
48 وفي إنجيل متى 362
49 وذكر شعيا طريق مكة فقال: 365
50 وأما سماع الأخبار بنبوته من الجن وأجواف الأصنام ومن الكهان 367