البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٣ - الصفحة ١١٦
السابق
جاء يرد علي جواري. قال: صدق، قد وجدته وفيا كريم الجوار، ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله، فقد رددت عليه جواره. ثم انصرف عثمان رضي الله عنه ولبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر في مجلس من قريش ينشدهم، فجلس معهم عثمان، فقال لبيد:
ألا كل شئ ما خلا الله باطل فقال عثمان: صدقت. فقال لبيد:
وكل نعيم لا محالة زائل فقال عثمان: كذبت، نعيم الجنة لا يزول. فقال لبيد: يا معشر قريش، والله ما كان يؤذي جليسكم، فمتى حدث هذا فيكم؟ فقال رجل من القوم: إن هذا سفيه في سفهاء معه، قد فارقوا ديننا فلا تجدن في نفسك من قوله، فرد عليه عثمان حتى شري أمرهما، فقام إليه ذلك الرجل ولطم عينه فخضرها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ [من] عثمان. فقال: والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية، ولقد كنت في ذمة منيعة. قال يقول عثمان: بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله، وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس. فقال له الوليد: هلم يا ابن أخي إلى جوارك فعد. قال: لا!.
قال ابن إسحاق: وأما أبو سلمة بن عبد الأسد، فحدثني أبي إسحاق بن يسار، عن سلمة بن عبد الله [بن عمر] أبي سلمة أنه حدثه: أن أبا سلمة لما استجار بأبي طالب، مشى إليه رجال من بني مخزوم، فقالوا له: يا أبا طالب لقد (1) منعت منا ابن أخيك محمدا، فما لك ولصاحبنا تمنعه منا؟ قال إنه استجار بي، وهو ابن أختي وإن أنا لم أمنع ابن أختي لم أمنع ابن أخي. فقام أبو لهب. فقال: يا معشر قريش والله لقد أكثرتم على هذا الشيخ، ما تزالون تتواثبون عليه في جواره من بين قومه، والله لتنتهن أو لنقومن معه في كل ما قام فيه، حتى يبلغ ما أراد. قالوا بل ننصرف عما تكره يا أبا عتبة. وكان لهم وليا وناصرا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبقوا على ذلك فطمع فيه أبو طالب حين سمعه يقول ما يقول، ورجا أن يقوم معه في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو طالب يحرض أبا لهب على نصرته ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن امرءا أبو (2) عتيبة عمه * لفي روضة ما أن يسام المظالما أقول له، وأين منه نصيحتي * أبا معتب ثبت سوادك قائما (3)

(1) في الأصل، وفي بعض نسخ ابن هشام: هذا منعت.
(2) كذا في الأصل وابن هشام: أبا معتب، وكنيته: أبو عتبة.
والسواد: هنا: الشخص.
(3) كذا بالأصل: " أبا معتب ".
(١١٦)
التالي
الاولى ١
٤٢٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب كيفية بدء الوحي 3
2 ذكر عمره (ص) وقت بعثته وتاريخها 5
3 فصل 21
4 فصل 23
5 فصل في كيفية بدء إتيان الوحي إلى رسول الله (ص) 27
6 فصل 29
7 فصل 30
8 فصل أول من أسلم من متقدمي الإسلام والصحابة وغيرهم 32
9 إسلام حمزة بن عبد المطلب عم النبي (ص) 42
10 ذكر إسلام أبي ذر رضي الله عنه 43
11 ذكر إسلام ضماد 46
12 باب الأمر بإبلاغ الرسالة 48
13 قصة الأراشي 57
14 فصل 58
15 فصل 60
16 فصل في مبالغتهم في الأذية لآحاد المسلمين المستضعفين 62
17 فصل فيما اعترض به المشركون على رسول الله (ص)... إلخ 63
18 فصل 72
19 باب مجادلة المشركين رسول الله (ص) وإقامة الحجة الدامغة عليهم.. إلخ 76
20 باب هجرة أصحاب رسول الله من مكة إلى أرض الحبشة 82
21 فصل 102
22 فصل 103
23 عزم الصديق على الهجرة إلى الحبشة 115
24 فصل 117
25 نقض الصحيفة 117
26 فصل 121
27 قصة أعشى بن قيس 124
28 قصة مصارعة ركانة - وكيف أراه (ص) الشجرة التي دعاها فأقبلت 126
29 فصل 131
30 فصل 132
31 فصل الإسراء برسول الله (ص) من مكة إلى بيت المقدس 133
32 فصل 143
33 فصل إنشقاق القمر في زمان النبي (ص) 144
34 فصل وفاة أبي طالب عم رسول الله (ص) 149
35 فصل موت خديجة بنت خويلد 154
36 فصل في تزويجه (ص) بعد خديجة بعائشة ثم سودة 158
37 فصل 162
38 فصل في ذهابه (ص) إلى الطائف يدعوهم إلى دين الله 164
39 فصل 166
40 فصل في عرض رسول الله (ص) نفسه الكريمة على أحياء العرب 167
41 فصل قدوم وفد الأنصار عاما بعد عام حتى بايعوا رسول الله (ص) بيعة بعد بيعة ثم بعد ذلك تحول إليهم رسول الله (ص) إلى المدينة 177
42 إسلام إياس بن معاذ 178
43 باب بدء إسلام الأنصار رضي الله عنهم 179
44 قصة بيعة العقبة الثانية 190
45 فصل 201
46 باب الهجرة من مكة إلى المدينة 204
47 فصل في سبب هجرة رسول الله (ص) بنفسه الكريمة 212
48 باب هجرة رسول الله (ص) بنفسه الكريمة من مكة إلى المدينة ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه 215
49 فصل في دخوله (ع) المدينة وأين استقر منزله 238
50 فصل 247
51 وقائع السنة الأولى من الهجرة 249
52 فصل 252
53 فصل في إسلام عبد الله بن سلام 253
54 فصل 256
55 ذكر خطبة رسول الله (ص) يومئذ 257
56 فصل في بناء مسجده الشريف ومقامه بدار أبي أيوب 259
57 تنبيه على فضل هذا المسجد الشريف 264
58 فصل 265
59 فصل فيما أصاب المهاجرين من حمى المدينة 266
60 فصل في عقده (ع) الألفة بين المهاجرين والأنصار بالكتاب الذي أمر به فكتب بينهم، والمؤاخاة التي أمرهم بها وقررها عليهم وموادعته اليهود الذين كانوا بالمدينة 270
61 فصل في مؤاخاة النبي (ص) بين المهاجرين والأنصار 275
62 فصل 278
63 فصل في ميلاد عبد الله بن الزبير في شوال سنة الهجرة 280
64 فصل وبنى رسول الله (ص) بعائشة في شوال من هذه السنة 280
65 فصل 281
66 فصل في الأذان ومشروعيته 282
67 فصل في سرية حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه 284
68 فصل في سرية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب 285
69 فصل 285
70 فصل 286
71 ذكر ما وقع في السنة الثانية من الهجرة 287
72 كتاب المغازي 287
73 فصل 289
74 فصل 292
75 فصل أول المغازي وهي غزوة الأبواء أو غزوة ودان 293
76 غزوة بواط من ناحية رضوى 299
77 غزوة بدر الأولى 301
78 باب سرية عبد الله بن جحش 302
79 فصل في تحويل القبلة في سنة ثنتين من الهجرة قبل وقعة بدر 306
80 فصل في فريضة شهر رمضان سنة ثنتين قبل وقعة بدر 309
81 غزوة بدر العظمى يوم الفرقان يوم التقى الجمعان 311
82 مقتل أبي البختري بن هشام 346
83 فصل في مقتل أمية بن خلف 347
84 مقتل أبي جهل لعنه الله 348
85 رده (ع) عين قتادة 353
86 فصل قصة أخرى شبيهة بها 354
87 طرح رؤوس الكفر في بئر يوم بدر 355
88 فصل 359
89 فصل 363
90 فصل 365
91 فصل 367
92 مقتل النضر بن الحارث وعقبة بن أبي لعنهما الله 370
93 ذكر فرح النجاشي بوقعة بدر 372
94 وصول خبر مصاب أهل بدر إلى أهاليهم بمكة 373
95 بعث قريش إلى رسول الله (ص) فداء أسراهم 375
96 فصل 380
97 فصل 381
98 أسماء أهل بدر مرتبة على حروف المعجم - 381
99 حرف الألف 381
100 حرف الباء 382
101 حرف التاء 382
102 حرف الثاء 382
103 حرف الجيم 383
104 حرف الحاء 383
105 حرف الخاء 384
106 حرف الذال 384
107 حرف الراء 385
108 حرف الزاي 385
109 حرف السين 385
110 حرف الشين 386
111 حرف الصاد 386
112 حرف الضاد 386
113 حرف الطاء 387
114 حرف الظاء 387
115 حرف العين 387
116 حرف الغين 389
117 حرف الفاء 389
118 حرف القاف 390
119 حرف الكاف 390
120 حرف الميم 390
121 حرف النون 391
122 حرف الهاء 391
123 حرف الواو 391
124 حرف الياء 392
125 باب الكنى 392
126 فصل 392
127 فصل في فضل من شهد بدرا من المسلمين 396
128 قدوم زينب بنت الرسول (ص) من مكة إلى المدينة 397
129 ما قيل من الأشعار في بدر العظمى 401
130 فصل 409
131 فصل في غزوة بني سليم سنة ثنتين من الهجرة 413
132 فصل جمل من الحوادث سنة ثنتين من الهجرة 417