قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٣٧٤
السابق
الصوم في باب نادر، وقد جرى على العقد للنوادر الكافي والفقيه، وبدلها التهذيب بأبواب الزيادات، تبعا لشيخه المفيد في مقنعته في التعبير بالزيادات.
لكن التحقيق الفرق بين قولهم: " باب نادر " وهو الذي لا يعمل به ويذكرونه في المطاوي أيضا، فالكافي لما لم يعمل بأخبار عدم نقص شهر رمضان قال في السابع من أبواب صومه: " باب نادر " ونقل أخباره، وبين قولهم: " باب النوادر " ويعملون بأخباره كباقي الأبواب ويذكرونه في آخر الكتاب، ولذا ذكر الصدوق أخبار عدم نقص شهر رمضان في باب النوادر في آخر صيامه لأنه كان مصرا بالعمل بها، حتى قال: من أنكرها من الخاصة أتقيه كما أتقي من العامة (1). و " النوادر " فيه جمع النادرة بمعنى الطريفة لا " النادر " بمعنى الشاذ.
ومما ذكرنا انقدح أنه كان على المفيد أن يقول في رد الصدوق: إن أخبار عدم النقص يذكرونها في الأبواب النادرة التي لا عمل بها كما عرفته من الكافي، لا " أبواب النوادر " والمراد بالزيادات استدراك ما فات.
وجعل الحلي له في نقل قول الشيخ " ليس للأعراب من الغنيمة " (2) مثل النادر، غلط.
ويشهد لما قلنا أيضا من أن النوادر أخبارها معتبرة كباقي الأخبار وإنما هي بمعنى الطرائف: أن الكافي في آخر دياته قال: " باب النوادر " وروى كثيرا من قضايا أمير المؤمنين (عليه السلام) العجيبة، ولجعفر بن علي بن أحمد القمي كتاب مترجم ب‍ " نوادر الأثر في علي خير البشر " وروى الكافي أيضا كثيرا من قضاياه (عليه السلام) الغريبة في نوادر آخر كتاب قضاه.
ثم الظاهر أن الباب المجرد مثل " الباب النادر " في عدم العمل به، فالكافي بعد ذاك الباب النادر الذي نقل فيها أخبار عدم نقص شهر رمضان قال: " باب " ونقل أخبارا أن في يوم الشك في أول الشهر يصام اليوم الخامس من السنة الماضية.

(١) الفقيه: ٢ / 171.
(2) لم نقف عليه.
(٣٧٤)
التالي
الاولى ١
٥٢٨ الاخيرة
الفهرست