أمل الآمل - الحر العاملي - ج ١ - الصفحة ٦١
السابق
لا زلت محفوظا لنا باقيا * مر الليالي أو يشيب الغراب قال فكتبت إليه في الجواب:
يا من أياديه لها في الورى * فيض تضاهي فيه ودق السحاب ويا وحيد الدهر أنت الذي * تكشف عن وجه المعاني النقاب من ذا يجاريك بنيل العلى * وقد علا كعبك فوق الرقاب ها خلك الداعي له مهجة * فيها لنار الشوق أي التهاب ينهي إليك العذر أن لم تكن * تحوي يداه الآن ذاك الكتاب لا زلت في ظل ظليل ولا * أفلح من عاداك يوما وخاب وله قصيدة في الحكم والموعظة منها:
تحققت ما الدنيا عليك تحاوله * فخذ حذرا من يدري من (1) هو قاتله ودع عنك آمالا طوى الموت نشرها * لمن أنت في معنى الحياة تماثله ولاتك ممن لا يزال مفكرا * مخافة فوت الرزق والله كافله ولا تكترث من نقص حظك عاجلا * فما الحظ ما تعنيه (2) بل هو آجله وحسبك حظا مهلة العمر أن تكن * فرائضه قد تممتها نوافله فكم من معافى مبتلى في يقينه * بداء دوي ما طبيب يزاوله وكم من قوي غادرته خديعة * ضعيف القوى قد بان فيه تخاذله وكم من سليم في الرجال ورأيه * بسهم غرور قد أصيبت مقاتله وكم في الورى من ناقص العلم قاصر * ويصعد في مرقاه من هو كامله فيغري ويغوي وهي شر بلية * يشاركه فيهن حتى يشاكله (3) وله قصيدة في مدح الأئمة عليهم السلام جيدة، وشعره الجيد كثير

(1) في الأعيان (بمن).
(2) في الأعيان (تبغيه).
(3) في الأعيان (عني يشاكله).
(٦١)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست