أمل الآمل - الحر العاملي - ج ١ - الصفحة ١٤
السابق
(ورابعها) إنها بلاد مباركة، كما يظهر من قوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) (1) وتلك البلاد متصلة ببلاد بيت المقدس.
(وخامسها) ما ورد في الروايات المعتبرة عنهم عليهم السلام: ان إبراهيم عليه السلام لما دعا ربه بقوله: (ربنا اني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات) (2) أمر الله جبرئيل فاقتطع قطعة من الأردن (3) - هي كورة من الشام - فطاف بها حول البيت سبعا فسميت الطائف.
ثم وضعها في مكانها المعروف الآن، فكانت الغلات (4) والثمرات تجلب منها إلى مكة وما حولها إلى الآن (5).

(1) سورة الإسراء آية 1.
(2) سورة إبراهيم آية 37.
(3) في النسخة المطبوعة (من الأرض).
(4) الغلات جمع الغلة - بفتح الغين وتشديد اللام -: كل شئ يحصل من ريع الأرض أو أجرتها أو نحو ذلك.
(5) في هامش ع: (روى الصدوق في كتاب العلل عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بإسناده قال: قال أبو الحسن عليه السلام في الطائف: أتدري لم سمي الطائف؟ قلت: لا. قال: إن إبراهيم عليه السلام دعا ربه أن يرزق أهله من كل الثمرات فقطع لهم قطعة من الأردن فأقبلت حتى طافت بالبيت سبعا ثم أقرها الله عز وجل في موضعها، فإنما سميت الطائف للطواف بالبيت. قال في القاموس: (أردن) بضمتين وتشديد النون: كورة بالشام - انتهى. وموضعها الآن معروف، وأثر اقتلاع تلك الأرض ظاهر في جبل عامل.
وعن علي بن حاتم قال: حدثنا محمد بن جعفر وعلي بن سليمان قالا: حدثنا أحمد
(١٤)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست