منتقى الأصول - تقرير بحث الروحاني ، للحكيم - ج ٦ - الصفحة ٢٦٨
السابق
الاخر فيلحظ الحادث المعلوم مضافا إلى ذلك الزمان الواقعي، ويكون هذا الزمان جزأ للموضوع أو ظرفا لجزء الموضوع، بان يكون الجزء الاخر هو الحادث الاخر، فيكون الموضوع مركبا من ذاتي الحادثين أو من الحادث المعلوم والزمان الخاص، ولا اشكال في تحقق الشك في الحادث إلى هذا الزمان بشهادة الوجدان ولما كان هذا الزمان مسبوقا بأزمنة متسلسلة قد تحقق فيها العدم يستصحب العدم إلى هذا الزمان للشك فيه في هذا الزمان.
فالخصوصية لم تلحظ في جانب الحادث، وهو التقيد بزمان الاخر، كي يقال بعدم الحالة السابقة. كما لم يلحظ الحادث مضافا إلى ذات الزمان، كي يقال بعدم الشك فيه في زمان، بل لوحظت في ظرف الزمان، وحصل الشك وأمكن الاستصحاب.
فالمتحصل: ان حصر الترديد بين شقين لا وجه له، لامكان فرض شق ثالث يحصل فيه الشك ويكون موردا للاستصحاب.
ومن هنا تعرف الاشكال على المحقق الخراساني (قدس سره) في تقريبه، لأنه فيه قد وافق الشيخ، حيث حصر الترديد بين شقين أيضا وان خالفه في النتيجة - أعني: اجراء الاستصحاب - لما عرفت من تفصيله.
ومنه يظهر الاشكال (1) في نقض المحقق النائيني (قدس سره) المذكور، فإنه

(١) تحقيق الحال فيما أفاده المحقق النائيني: أن عدم جريان استصحاب عدم الكل في مورد استصحاب الجزء ليس لاجل الحكومة التي ذكرها وإلا أورد عليه بما ذكرناه في ذيل المبحث أن السببية والمسببية ليست شرعية بل عقلية وهي لا تصحح الحكومة كما لا يخفى. بل الوجه هو أن فرض الموضوع هو المركب راجع إلى فرض الموضوع ذوات الاجزاء المجتمعة بلا أخذ خصوصية زائدة.
وعليه فان أريد من استصحاب عدم الموضوع عدم الموضوع بوصف الموضوعية فهو راجع إلى استصحاب عدم الحكم لان موضوعية الموضوع عبارة أخرى عن ثبوت الحكم له، وإن أريد استصحاب عدم ذات الموضوع، فالمفروض أنه عبارة عن الاجزاء بذواتها، ولا شك فيها إلا في الجزء المفروض جريان الاستصحاب لاثباته لا لنفيه، فليس هناك شك في الكل وراء الشك في الجزء كي يتأتى حديث المعارضة أو الحكومة.
نعم هنا شك في لامر الانتزاعي وهو وصف مجموع الاجزاء لكنه ليس مورد الأثر نفيا أو إثباتا، فلا مجال لجريان الأصل في نفيه.
هذه خلاصة ما يقال في دفع الاشكال في موارد استصحاب جزء الموضوع لا ما أفاده من حديث الحكومة لما عرفت من عدم تماميته.
ثم إن ما نحن فيه ليس من هذا الباب، وذلك لان متعلق الشك في ما نحن فيه هو ثبوت عدم الحادث المعلوم في زمان الحادث الاخر الاجمالي، ومن الواضح أن تعلق الشك وتحققه لا يقبل الانكار وليس من قبيل تعلق الشك بوجود الكل الذي يرجع في الحقيقة إلى الشك بوجود جزئه، كما أن المشكوك هو مورد الأثر، وبعبارة أخرى: أن المشكوك فيما نحن فيه ليس هو الكل بل هو ثبوت الجزء في زمان الجزء الاخر فالاستصحاب يجري في الجزء لا في الكل، فلا يتأتى فيه ما ذكرناه في رد استصحاب عدم الكل.
ومن هنا يظهر أن الاشكال على المحقق النائيني من ناحيتين: إحداهما: تقريب تقديم استصحاب الجزء على استصحاب عدم الكل، والاخر: جعله ما نحن فيه من موارد الاستصحاب الجاري في الكل.
وكيف كان: فموضوع الاستصحاب فيما نحن فيه هو عدم الحادث المعلوم - ونفرضه الاسلام - في زمان الحادث الاخر - ونفرضه التقسيم -، وقد عرفت أن هذا المعنى متعلق للشك، وإن كان عدم الاسلام بلحاظ الأزمنة التفصيلية لا شك فيه أصلا.
والذي نراه أنه لا مجال لاجراء الاستصحاب في المعلوم لان المتيقن أن فرض هو العدم السابق المتصل بزمان الحدوث كما لو كان زمان حدوث المعلوم أول الزوال فيفرض العدم في الآن السابق على الزوال المتصل به، فاستصحابه إلى زمان الحادث الاخر لا يحرز أنه إبقاء له لاحتمال أن يكون زمان الحادث الاخر سابقا على زمان اليقين، فاثبات العدم فيه لا يكون إبقاء للمتيقن بل هو أشبه بالاستصحاب القهقري. وإن فرض المتيقن هو العدم السابق على زماني الحادثين كالعدم أول النهار فإنه سابق على زمان الحادث الاخر جزما، فبقصد جره إلى زمان الحادث الاخر. ففيه ما تقدم من أن زمان الاخر مردد بين زمانين، أحدهما: متصل بزمان اليقين، والاخر: منفصل، فلا يجوز اتصال زمان الشك بزمان اليقين.
وبالبيان الثاني: لا يكون الشك في البقاء على كل تقدير بل الا امر ههنا أوضح لأنه على كلا التقديرين لا شك لديه لفرض العلم بلحاظ الأزمنة التفصيلية كلها على خلاف مورد الجهل بالتاريخ، فراجع تعرف.
(٢٦٨)
التالي
الاولى ١
٤٣٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاستصحاب تعريف الاستصحاب 6
2 مناقشة التعاريف 8
3 التعريف المختار 9
4 الاستصحاب مسألة أصولية أو لا؟ 11
5 الفرق بين الاستصحاب وقاعدتي اليقين، والمقتضي والمانع 12
6 تقسيمات الاستصحاب 13
7 نفي جريان الاستصحاب في الحكم الشرعي المستفاد من العقل 14
8 تصحيح الوجه الثالث وتعميمه للشبهة الموضوعية المصداقية 18
9 تعميم النفي للأحكام الوجودية والعدمية 20
10 الايراد على الشيخ والأصفهاني 21
11 تقريب جريان استصحاب العدم في مورد النسيان 22
12 اعتبار فعلية الشك والمناقشة فيه 24
13 أدلة الاستصحاب 30
14 الاستدلال بالأخبار 34
15 صحيحة زرارة الأولى 34
16 محتملات مفاد الصحيحة 35
17 في الاحتمال الأرجح 42
18 التفصيل بين الشك في المقتضي والرافع 47
19 معنى النقض 47
20 المختار في معنى النقض 50
21 مناقشتنا للكفاية في معنى النقض 54
22 امتناع تعلق النقض باليقين 55
23 امتناع تعلق النقض باليقين اثباتا 58
24 المجعول هو المتيقن لا اليقين 61
25 الاستصحاب في الشبهة الموضوعية 62
26 المختار في دفع الاشكال في جريان الاستصحاب المذكور 68
27 الاستصحاب في الأحكام الكلية 71
28 عدم الأثر لاستصحاب عدم الجعل 73
29 مناقشة كلام العراقي 75
30 عدم قابلية الجعل وعدمه للتعبد بهما 78
31 امتناع التعبد بعدم التكليف 80
32 هل الجعل يتبع المجعول سعة وضيقا 81
33 الاستصحاب في الأحكام الترخيصية والوضعية 87
34 صحيحة زرارة الثانية 87
35 الاستدلال بالفقرة الأولى 88
36 جعل الفقرة من التعليل بالصغرى 100
37 منع إفادة الفقرة لقاعدة اليقين 103
38 الاستدلال بالفقرة الثانية 104
39 صحيحة زرارة الثالثة 104
40 رواية الخصال 114
41 مكاتبة القاساني 117
42 رواية عمار 121
43 الأحكام الوضعية 130
44 الكلام في سبب التكليف وشرطه ونحوهما 131
45 منع جعل السببية استقلالا 131
46 الايراد على وجهي الكفاية 132
47 السببية منتزعة عن خصوصية واقعية 135
48 الكلام في جزء المأمور به وشرطه ونحوهما 138
49 استشكال العراقي الشرطية 139
50 في جريان الأصل في الجزئية وعدمه 140
51 الكلام في الحجية والملكية ونحوهما 143
52 الاشكال ثبوتا في جعل الملكية استقلالا 145
53 البحث عن مجعولية الصحة والطهارة ونحوهما 146
54 تنبيهات الاستصحاب التنبيه الأول: في جريان الاستصحاب في مودي الأمارات 148
55 التبيه الثاني: في استصحاب الكلي 156
56 استصحاب الفرد المردد 157
57 القسم الأول من استصحاب الكلي 163
58 القسم الثاني من استصحاب الكلي 163
59 استصحاب الكلي في الأحكام 168
60 الشبهة العبائية 171
61 تحقيق الحق في الشبهة 173
62 القسم الثالث من استصحاب الكلي 176
63 القسم الرابع من استصحاب الكلي 177
64 التنبيه الثالث: في استصحاب الأمور التدريجية 179
65 استصحاب الزمان وجهات الاشكال فيه 179
66 استصحاب الحكم في الفعل المقيد بالزمان 188
67 التنبيه الرابع: في استصحاب الأمور التعليقية 191
68 معارضة الاستصحاب التنجيزي للتعليقي 201
69 المختار في دفع اشكال المعارضة 205
70 الاستصحاب التعليقي في الموضوعات 207
71 التنبيه الخامس: في استصحاب عدم النسخ 208
72 التنبيه السادس: في الأصل المثبت 208
73 الأصل المثبت مع خفاء الواسطة 213
74 المناقشة في استثناء صورة وضوح الملازمة 215
75 الشك في أول الشهر وجريان الأصل فيه 218
76 الحكم بتضمين اليد المشكوك ضمانيتها 221
77 الامارات المثبتة 223
78 التنبيه السابع: جهات تتعلق بالأصل المثبت 226
79 الأثر المترتب على الأمر الانتزاعي 227
80 المنع في استصحاب عدم التكليف 229
81 التنبيه الثامن: حكم ما إذا كان اللازم لازما للأعم من الوجود الواقعي والظاهري 231
82 التبيه التاسع: اعتبار كون المستصحب مجعولا في مرحلة البقاء فقط لا الحدوث 232
83 التبيه العاشر: أصالة تأخر الحادث - مجهولي التاريخ 233
84 في اعتبار اتصال زمان الشك بزمان اليقين 240
85 المحاذير المختارة لعدم جريان الاستصحاب 253
86 جهالة تاريخ أحد الحادثين 260
87 تعاقب الحادثين المتضادين 267
88 جهالة تاريخ أحد الحادثين المتضادين 271
89 كلام للمحقق النائيني في المقام 272
90 التنبيه الحادي عشر: استصحاب الأمور الاعتقادية 279
91 استصحاب النبوة والإمامة 287
92 الايراد على تشبث الكتابي باستصحاب نبوة نبيه 288
93 التنبيه الثاني عشر: في استصحاب حكم المخصص 290
94 حول صورة لحاظ الزمان ظرفا 291
95 تلخيص كلام المحقق الأصفهاني 293
96 مناقشة مع المحقق الأصفهاني 296
97 التبيه الثالث عشر: في بيان المراد من الشك في الأخبار 303
98 استصحاب الصحة 304
99 استصحاب الهيئة الاتصالية 316
100 القاطع والمانع هل يختلفان أثرا؟ 319
101 هل الناقض قسم آخر غير المانع والقاطع 322
102 استصحاب الوجوب مع تعذر بعض أجزاء المركب 324
103 التفصيل بين تعذر الجزء قبل تنجيز التكليف وبعده 325
104 خاتمة: في شروط الاستصحاب اعتبار بقاء الموضوع وتفسير مفرداته 329
105 المختار في تفسير كلام الشيخ قدس سره 339
106 المختار في حكم الفرض المذكور 340
107 عدم جريان الاستصحاب في الموضوع 343
108 التفصيل في جريان الاستصحاب في الحكم 346
109 ما اختير من الطرق في تعيين الموضوع 354
110 هل يفرق في الاستحالة بين نجس العين وبين المتنجس 360
111 هل تستفاد قاعدة اليقين من أخبار الاستصحاب 364
112 الوجوه المختارة في امتناع استفادة القاعدة 371
113 الثالث من شروط الاستصحاب: أن يكون البقاء مشكوكا 375
114 الحكومة ضابطها وتعريفها 377
115 المراد من النظر ومن التفرع 383
116 وجه تقديم الحاكم على المحكوم وكذا أخواته 386
117 الوجه المختار في التقديم 393
118 تقديم الامارة على الاستصحاب بملاك الورود 398
119 دعوى التقديم بملاك الحكومة 403
120 تذييل: الالتزام بالورود انما يلتزم به في صورة قيام الامارة على الخلاف 416
121 ثمرة التذييل 418