مصباح الأصول - تقرير بحث الخوئي ، للبهسودي - ج ٣ - الصفحة ١١
السابق
سائر الحيوانات على ذلك، فان الحيوان يمشي إلى المرتع السابق ويرجع إلى دار صاحبه عملا بالحالة السابقة.
والكلام في هذا الدليل يقع في مقامين: (الأول) في ثبوت هذه السيرة، و (الثاني) في حجيتها، أما الأول، فالتحقيق عدم ثبوت هذه السيرة من العقلاء، فان عملهم على طبق الحالة السابقة على أنحاء مختلفة: (فتارة) يكون عملهم لاطمينانهم بالبقاء كما يرسل تاجر أموالا إلى تاجر آخر في بلدة أخرى لاطمينانه بحياته، لا للاعتماد على مجرد الحالة السابقة، ولذا لو زال اطمينانه بحياته كما لو سمع - أنه مات جماعة من التجار في تلك البلدة - لم يرسل إليه الأموال قطعا، و (أخرى) يكون عملهم رجاء واحتياطا، كمن يرسل الدرهم والدينار إلى ابنه الذي في بلد آخر ليصرفهما في حوائجه، ثم لو شك في حياته فيرسل إليه أيضا للرجاء والاحتياط حذرا من وقوعه في المضيقة على تقدير حياته، و (ثالثة) يكون عملهم لغفلتهم عن البقاء وعدمه فليس لهم التفات حتى يحصل لهم الشك، فيعملون اعتمادا على الحالة السابقة، كمن يجئ إلى داره بلا التفات إلى بقاء الدار وعدمه، ومن هذا الباب جري الحيوانات على الحالة السابقة، فإنه بلا شعور والتفات إلى البقاء وعدمه، فلم يثبت استقرار سيرة العقلاء على العمل اعتمادا على الحالة السابقة.
ويدل على ما ذكرنا أن ارتكاز العقلاء ليس مبنيا على التعبد، بأن كان رئيسهم قد أمرهم بالعمل على طبق الحالة السابقة، بل هو مبني على منشأ عقلائي، كما أن جميع ارتكازيات العقلاء ناشئة من المبادي العقلائية، ولو كانت هنا جهة عقلائية تقتضي العمل على طبق الحالة السابقة، لفهمناها، فانا من جملتهم. وذكر المحقق النائيني (ره) أن عملهم على طبق الحالة السابقة انما هو بالهام إلهي حفظا للنظام. وفيه أن المنكرين لحجية الاستصحاب لم يختل النظام عليهم بعد، ولو كان حفظ النظام يقتضي ذلك، لاختل على المنكرين.
(وأما الكلأ) في المقام الثاني وهو حجية السيرة على تقدير ثبوتها، فالحق هو حجيتها، لان الشارع مع القدرة على الردع لم يردعهم عن ذلك. وعدم الردع - مع
(١١)
التالي
الاولى ١
٤٦٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخطبة 3
2 (الاستصحاب) هل الاستصحاب مسألة أصولية أو فقهية؟ 6
3 امتياز الاستصحاب عن غيره 8
4 ذكر التمسك بالسيرة 10
5 الاستدلال بصحيحة زرارة 12
6 الاحتمالات في تعيين مراد الشيخ (ره) 20
7 ميزان الشك في المقتضي و الرافع 22
8 تحقيق مراد الشيخ من المقتضي 24
9 المراد من لفظ اليقين نفسه أو المتقين 26
10 النقوض الواردة على تفصيل الشيخ (ره) 28
11 التفصيل الذي تفرد به الشيخ (ره) 30
12 توضيح مرام الشيخ (ره) 32
13 الاشكال على الشيخ (ر ه) 34
14 التفصيل الثالث في حجية الاستصحاب 36
15 رد الاعتراض على الفاضل النراقي 38
16 اعتراض المحقق النائيني (ره) وجوابه 40
17 جواب الاشكال الثاني 42
18 الاشكال الثالث 44
19 جريان الاستصحاب في الشبهات الحكمية الالزامية 46
20 الصحيحة الثانية لزرارة 48
21 الكلام في فقه الصحيحة 50
22 وجه الاستدلال بالصحيحة 52
23 عدم الفرق بين شرطية الطهارة ومانعية النجاسة 54
24 وجه تطبيق التعليل في الصحيحة على المورد 56
25 الاستدلال بالصحيحة الثالثة لزرارة 58
26 ما ذكره بعض الأعاظم 60
27 كيفية الاستدلال بالصحيحة الثالثة لزرارة 62
28 الاستدلال برواية الخصال 64
29 الاستدلال بمكاتبة علي بن محمد القاساني 66
30 الاحتمالات المنصورة في روايات الحل والطهارة 68
31 اشكالات المحقق النائيني على صاحب الكفاية (ر ه) 70
32 الرد على صاحب الكفاية (ره) 72
33 عدم دلالة الخبر الوارد في طهارة الماء على الاستصحاب 74
34 بيان الفرق بين الحكم التكليفي والوضعي 76
35 الفرق بين الأمور الاعتبارية والانتزاعية 78
36 التحقيق في الاحكام الوضعية 80
37 الطهارة والنجاسة من الاحكام الوضعية 84
38 عدم كون العزيمة والرخصة من الاحكام الوضعية 86
39 التنبيه الأول 88
40 التنبيه الثاني 90
41 التنبيه الثالث 94
42 التنبيه الرابع 100
43 اقسام استصحاب الكلي 102
44 القسم الثاني من استصحاب الكلي 104
45 الاشكال على الجواب الثالث 106
46 بيان الشبهة العبائية 108
47 جواب المحقق النائيني (ره) عن الشبهة العبائية 110
48 الجواب عن الشبهة العبائية 112
49 عدم جريان الاستصحاب في القسم الثالث 114
50 رد جواب الشيخ عن كلام الفاضل التوني (ره) 116
51 جريان الاستصحاب في القسم الرابع 118
52 جريان الاستصحاب في الزمان 122
53 جريان الاستصحاب في التدريجيات 126
54 عدم الفرق بين ظرفية الزمان و قيديته 130
55 عدم جريان الاستصحاب مع الشك في الغاية 132
56 التنبيه السادس 134
57 الاستصحاب التعليقي 136
58 الجواب عن معارضة التعليقي والتنجيزي 140
59 عدم جريان الاستصحاب التعليقي في الموضوعات 142
60 استصحاب عدم النسخ 146
61 الاشكال على استصحاب عدم النسخ 148
62 البحث عن الأصل المثبت 150
63 الاخبار من العناوين القصدية 152
64 عدم الفرق بين الامارات والاستصحاب 154
65 ابتلاء الأصل المثبت بالمعارض و عدمه 156
66 عدم جواز الأخذ بالمسامحة العرفية 158
67 فروع تمسك فيها بالأصل المثبت 160
68 الرد على صاحب الكفاية (ره) 170
69 عدم ورود اشكال صاحب الكفاية على الشيخ (ره) 174
70 التنبيه العاشر 176
71 جريان الاستصحاب في الموضوع المركب 178
72 الشك في تقدم حادث على الآخر 180
73 عدم جريان الاستصحاب في العدم المحمولي 182
74 رد كلام صاحب الكفاية (ره) 184
75 رد توجيه كلام صاحب الكفاية (ره) 186
76 ما ذكره المحقق النائيني ردا على صاحب العروة (ره) 188
77 الرد على ما ذكره المحقق النائيني (ره) 190
78 نقل كلام صاحب الكفاية (ره) 192
79 حكم الشك في تقدم الكرية على الملاقاة 194
80 بيان أصل أسسه المحقق النائيني (ره) 196
81 الرد على ما ذكره المحقق النائيني (ره) 198
82 جريان الاستصحاب في الشك في التاريخ 200
83 جريان الاستصحاب في حادثين شك في تاريخهما 202
84 الشك في حادثين قيد أحدهما بعنوان خاص 204
85 جريان الاستصحاب في مجهولي التاريخ وسقوط بالمعارضة 206
86 استصحاب الصحة عند الشك في المانع 210
87 الاستصحاب في الأمور الاعتقادية 212
88 التمسك بالاستصحاب العموم الأزماني 216
89 نقض وإبرام 218
90 نقل كلام المحقق النائيني (ره) 220
91 الرد على المحقق النائيني (ره) 222
92 التنبيه الرابع عشر 224
93 التنبيه الخامس عشر 226
94 اعتبار اتحاد القضيتين موضوعا و محمولا 228
95 جريان الاستصحاب في الشبهات الحكمية 230
96 تفصيل الشك في الحكم الكلي 232
97 توقف جريان الاستصحاب على عدم مقومية القيد للموضوع 234
98 الفرق بين المانع و الرافع 236
99 الفرق بين أخذ الموضوع من العرف و من الشرع 238
100 البحث عن قاعدة المقتضي والمانع 240
101 عدم شمول أدلة الاستصحاب لقاعدة اليقين 242
102 النظر في ما افاده المحقق النائيني (ره) 244
103 وجه تقديم الامارة على الاستصحاب 246
104 الفرق بين الورود و الحكومة 250
105 تعارض الاستصحاب مع غير 252
106 تعارض الاستصحابين 254
107 عدم جريان الاستصحاب في أطراف العلم الاجمالي 256
108 نفل كلام الشيخ (ره) 258
109 رد ما ذكره الشيخ (ره) 260
110 امارية قاعدة الفراغ 262
111 وجه تقدم القاعدة على الاستصحاب 264
112 قاعدة الفراغ مسألة فقهية 266
113 وجه استقلال كل من قاعدتي الفراغ والتجاوز 268
114 رد الاستدلال على استقلال القاعدتين 270
115 عدم اختصاص قاعدة الفراغ بالشك في صحة الكل 272
116 امكان ارجاع قاعدة الفراغ إلى قاعدة التجاوز 274
117 الرد على المحقق النائيني (ره) 276
118 تغاير القاعدتين ملاكا 278
119 عدم منع وجود القدر المتيقن من التمسك بالاطلاق 280
120 اطلاق أدلة قاعدة الفراغ و عدمه 282
121 الاستدلال بموثقة ابن أبي يعفور 284
122 الاستدلال بصحيحة زرارة 286
123 الجواب عما ذكره الشيخ (ره) 288
124 الاستدلال بموثقة ابن أبي يعفور 290
125 صور الشك في الجزء الأخير 292
126 الجواب عما ذكره المحقق النائيني (ره) 294
127 تحقيق معنى الغير عند الشك في غير الجزء الأخير 296
128 ما اختاره المحقق النائيني (ره) و رده 298
129 اطلاق الجزء على الأمور المستحبة مسامحة 300
130 عدم جريان القاعدة عند الدخول في المقدمات 302
131 فرع فقهي 304
132 اشتراط جريان القاعدتين بعدم العلم بالغفلة حين العمل 306
133 صور الشك في صحة العمل بعد الفراغ منه 308
134 جريان قاعدة الفراغ عند الشك في الشرط 310
135 بيان أقسام الشك في الشرط 312
136 عدم جريان قاعدة التجاوز عند الشك في الطهارة أثناء الصلاة 314
137 عدم جريان القاعدة عند الشك في الظهر بعد العصر 316
138 عدم جريان قاعدة الفراغ عند الشك في قصد العنوان 318
139 الكلام في أصالة الصحة 320
140 مدرك أصالة الصحة 322
141 صور الحمل على الصحة 324
142 اعتبار قابلية الفاعل و المورد في أصالة الصحة 326
143 جريان أصالة الصحة في الايجاب لا يثبت وجود القبول 328
144 اعتبار احراز أصل العمل في جريان أصالة الصحة 330
145 عدم ثبوت قصد النيابة بأصالة الصحة 332
146 عدم ثبوت اللوازم بأصالة الصحة 334
147 حكم معارضة أصالة الصحة مع الاستصحاب 336
148 تعارض الاستصحاب مع قاعدة اليد 338
149 تعارض الاستصحاب مع القرعة 340
150 اختصاص القرعة بالشبهات الموضوعية 342
151 (التعادل و الترجيح) خروج موارد التخصيص والورود عن التعارض 346
152 خروج موارد الحكومة عن التعارض 348
153 وجه خروج موارد التخصيص عن التعارض 350
154 الفرق بين التعارض و التزاحم 352
155 مرجحات باب التزاحم 356
156 تأسيس الأصل في باب التعارض 364
157 نفي الحكم الثالث بالمتعارضين 366
158 القول بالسببية لا يوجب دخول التعارض في التزاحم 370
159 تقديم العموم على الاطلاق 376
160 تقديم الاطلاق الشمولي على البدلي 378
161 تقديم التخصيص على النسخ 380
162 بيان انقلاب النسبة 386
163 الجمع بين الأدلة الواردة في ضمان العارية 396
164 صور التعارض بين أكثر من دليلين 398
165 علاج التعارض 402
166 الجواب عما ذكر في الكفاية 408
167 بيان المرجحات المنصوصة و ترتيبها 412
168 مخالفة العامة و الموافقة الكتاب مرجحين مستقلين 414
169 عدم مرجحية تأخر الصدور 416
170 لزوم رعاية الترتيب بين المرجحات و عدمه 418
171 رد وجوه التعدي عن المرجحات المنصوصة 420
172 الاخبار المستدل بها على التخيير 422
173 التعارض بين العامين من وجه 426
174 تعارض الخبر مع الكتاب و السنة 430
175 (الاجتهاد و التقليد) الأمور المترتبة على الاجتهاد 433
176 الكلام في التجزي 439
177 ما يتوقف عليه الاجتهاد 441
178 التخطئة والتصويب 443
179 تعريف التقليد 445
180 احكام التقليد 447
181 اشتراط الحياة في المفتي 455
182 اعتبار العمل في جواز البقاء على التقليد وعدمه 463
183 شكر وتقدير 464