بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ٥ - الصفحة ١٨٤
السابق
أنهما ليسا بمثلين أو ضدين، لان أحدهما طريقي عن مصلحة في نفسه موجبة لانشائه الموجب للتنجز، أو لصحة الاعتذار بمجرده (1) من دون إرادة
____________________
الوضعية، فالمجعول في المقام هو الحكم الظاهري الطريقي على طبق مؤدى الطريق، والحجية منتزعة منه كانتزاع الجزئية من الحكم باتيان الجزء في ضمن الكل، وكانتزاع الشرطية من الحكم باتيان المشروط مقيدا بشرطه، فالمجعول أولا وبالذات هو الحكم الطريقي، والحجية مجعولة بتبع منشأ انتزاعها وهو الحكم الطريقي، ولذا قال المصنف ((أو بأنه لا معنى لجعلها الا جعل تلك الأحكام )).
(1) هذا هو الجواب عن محذوري اجتماع المثلين أو الضدين وطلب الضدين بناءا على كلا النحوين في الحكم الظاهري الطريقي.
وتوضيحه: ان امتناع اجتماع الحكمين المتماثلين أو المتضادين انما هو فيما إذا كان كل واحد من الحكمين فعليا حتميا، أما إذا كان أحدهما انشائيا لا فعلية فيه أو كان أحدهما فعليا تعليقيا والآخر فعليا حتميا فلا مانع من اجتماع الحكمين كذلك، لبداهة ان الممتنع في المتماثلين هو فعلية بعثين أو زجرين كل منهما محركا بنفسه مستقلا، لامتناع اجتماع علتين مستقلتين على معلول واحد، وفي المتضادين انما هو لامتناع فعلية التحريك نحو وجود شيء وفعلية التحريك نحو عدمه.
ومن الواضح ان الحكم الانشائي لا تحريك فعلي فيه، فالحكمان الإنشائيان لا تماثل فيهما ولا تضاد، والحكمان اللذان أحدهما فعلي حتمي والآخر انشائي لا تضاد فيهما ولا تماثل، وكذلك الحكمان اللذان أحدهما فعلي تعليقي والآخر فعلي حتمي أيضا لا تماثل فيهما ولا تضاد، لأنهما وان كانا معا فعليين الا ان أحدهما لما كان فعليا تعليقيا فلا تحريك له بالفعل، والتحريك بالفعل للفعلي الحتمي لأنه هو المنجز، والفعلي التعليقي غير منجز فلا تحريك له، فان ما له التحريك بالفعل هو المنجز، والتنجيز انما هو للفعلية الحتمية، اما الفعلي الذي لو علم به أو قامت الحجة عليه لتنجز فلا تنجيز له ما دام معلقا فلا تحريك له، وحيث كان لا تحريك له بالفعل
(١٨٤)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقصد السادس: في بيان الامارات المعتبرة شرعا أو عقلا 5
2 إرادة خصوص المجتهد من المكلف 7
3 الفرق بين قسمة المصنف (قده) وقسمة الشيخ (قده) 9
4 الأمر الأول: لزوم العمل بالقطع عقلا 11
5 مراتب الحكم وترتب استحقاق العقوبة على مخالفة الحكم الفعلي 12
6 الأمر الثاني: التجري والانقياد 15
7 دلالة الآيات والروايات على استحقاق المتجري للعقاب 27
8 كلام صاحب الفصول في تداخل العقابين والايراد عليه 32
9 منشأ توهم صاحب الفصول 33
10 الأمر الثالث: اقسام القطع 34
11 القطع الموضوعي وأقسامه الأربعة 35
12 قيام الامارة مقام القطع الطريقي 39
13 عدم قيام الأمارة مقام القطع الموضوعي مطلقا 41
14 كلام الشيخ الأعظم (قده) والنظر فيه 42
15 امتناع اجتماع اللحاظين الآلي والاستقلالي 43
16 عدم قيام غير الاستصحاب من الأصول مقام القطع الطريقي 47
17 عدم قيام الاستصحاب مقام القطع الموضوعي 50
18 كلام المصنف في حاشية الرسائل 51
19 الأمر الرابع: اخذ القطع بحكم في موضوع نفسه أو مثله أو ضده 53
20 أخذ الظن بحكم في موضوع نفسه أو مثله أو ضده 56
21 الأمر الخامس: الموافقة الإلتزامية وعدم وجوبها 61
22 جريان الأصول في أطراف العلم الاجمالي 66
23 الأمر السادس: قطع القطاع 71
24 تبعية القطع الموضوعي لدليل الاعتبار 72
25 حجية القطع الطريقي مطلقا 73
26 الأمر السابع: العلم الإجمالي 77
27 اقتضاء العلم الإجمالي للحجية 81
28 الامتثال العلمي الإجمالي 85
29 إجزاء الاحتياط المستلزم للتكرار 91
30 الامتثال الظني التفصيلي 93
31 الأمارات المعتبرة شرعا أو عقلا 96
32 إمكان التعبد بالأمارة غير العلمية شرعا 100
33 محاذير التعبد بالأمارة غير العلمية 107
34 المحذور الأول 109
35 المحذور الثاني 111
36 المحذور الثالث 112
37 الجمع بين الحكم الواقعي والظاهري بتعدد الرتبة 132
38 تأسيس الأصل في الشك في الحجية 133
39 حجية ظواهر الألفاظ 138
40 عدم تقييد الظواهر بالظن الفعلي 139
41 عدم تقييد الظواهر بالظن بالخلاف 140
42 عدم اختصاص حجية الظهور بمن قصد افهامه 141
43 أدلة المحدثين على عدم حجية ظواهر الكتاب 142
44 في تضعيف أدلة المحدثين 147
45 اسقاط العلم الاجمالي بالتحريف لحجية الظواهر 156
46 إخلال القرينة المتصلة بالظهور 160
47 إختلاف القراءات 161
48 الشك في الظهور لاحتمال وجود القرينة 164
49 الشك في الظهور لاحتمال قرينية الموجود 167
50 حجية قول اللغوي 168
51 الاجماع المنقول 174
52 اختلاف الألفاظ الحاكية للإجماع 181
53 حجية الإجماع المنقول الكاشف عن رأي المعصوم 182
54 بطلان الطرق المعهودة لاستكشاف رأي المعصوم 193
55 تعارض الاجماعات المنقولة 196
56 نقل التواتر بالخبر الواحد 199
57 الشهرة في الفتوى 202
58 حجية خبر الواحد 210
59 أدلة المنكرين لحجية خبر الواحد 216
60 الجواب عن الآيات والروايات 218
61 التواتر الاجمالي 222
62 المناقشة في دعوى الإجماع 223
63 الآيات المستدل بها على حجية خبر الواحد: منها آية النبأ 224
64 الإشكالات على دلالة آية النبأ 227
65 تقرير إشكال اخبار الوسائط 233
66 حل الاشكال بجعل القضية طبيعية 237
67 الاستدلال بآية النفر بوجوه ثلاثة 242
68 الإستدلال بآية الكتمان 252
69 الإستدلال بآية السؤال 256
70 الإستدلال بآية الأذن 260