بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٣٨
السابق
استعمالها، حيث إن أسماء الإشارة وضعت ليشار بها إلى معانيها، وكذا بعض الضمائر، وبعضها ليخاطب بها المعنى. والإشارة والتخاطب يستدعيان التشخص، كما لا يخفى (1).
____________________
(1) لا يخفى انه وقع الخلاف في وضع أسماء الإشارة.
- فذهب المشهور، إلى انها موضوعة بالوضع العام والموضوع له الخاص.
- وذهب الماتن، إلى أنها موضوعة بالوضع العام والموضوع له العام.
وتوضيح المطلب، وبيان الحق فيه يتوقف على بيان احتمالات في المعنى الموضوع له أسماء الإشارة.
الأول: أن تكون موضوعة لمفهوم المشار اليه، ولازمه الترادف بين لفظ (هذا) ومفهوم المشار اليه، وهو واضح البطلان. أولا: لعدم الترادف بينهما وجدانا.
وثانيا: ان مفهوم المشار اليه وما هو معناه بالحمل الأولي ليس بمشار اليه، بل المشار اليه ما كان مشارا اليه بالحمل الشايع.
الثاني: أن تكون موضوعة لما هو بالحمل الشايع مشار اليه: أي ما هو مصداق المشار اليه، ولكن: بان تكون الإشارة اليه بنفس لفظ هذا. وهذا باطل أيضا، لان اللفظ حيث به يكون الاستعمال فهو متأخر ومتعلق بالمعنى، والمعنى بما هو معنى اللفظ متقدم عليه، فلا يعقل ان يكون كونه معنى اللفظ متوقفا على نفس اللفظ والمفروض ان كون المعنى مشارا اليه هو المستعمل فيه للفظ، وكونه مشارا اليه لا يكون إلا بنفس اللفظ. وهذا محال، كما تقدم مشروحا في أمثاله: من أن الاستعمال وشؤونه لا يعقل دخوله في المستعمل فيه، ولا يعقل ان يتوقف المستعمل فيه على الاستعمال وما هو من أطواره وشؤونه.
الثالث: ان يكون الموضوع له هو المفرد المذكر، ولكن الواضع اشترط ان لا يستعمل (هذا) في مفهوم المفرد المذكر إلا بعد أن يشار اليه بغير لفظ (هذا) بإشارة خارجية، - كيد وأمثالها -، أو إشارة ذهنية، فيكون الفرق بين المفهوم المفرد المذكر
(٣٨)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 8
2 تمايز العلوم 14
3 موضوع علم الأصول 16
4 تعريف علم الأصول 24
5 في الوضع 25
6 أقسام الوضع 27
7 تحقيق المعنى الحرفي 30
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 47
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 51
14 علامات الحقيقة والمجاز 53
15 التبادر 54
16 صحة السلب 55
17 الاطراد وعدمه 58
18 تعارض الأحوال 60
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 61
20 في الصحيح والأعم 71
21 وضع ألفاظ العبادات 90
22 في الاشتراك 117
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 121
24 في المشتق 128
25 اسم الزمان 137
26 الافعال والمصادر 139
27 دلالة الفعل على الزمان 140
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 146
29 اختلاف مبادئ المشتقات 150
30 المراد بالحال 152
31 تأسيس الأصل 157
32 الخلاف في المشتق 160
33 تبادر التلبس 162
34 المضاد دليل الاشتراط 163
35 اشكال على صحة السلب 172
36 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 174
37 مفهوم المشتق 186
38 الفرق بين المشتق والمبدأ 205
39 دفع اشتباه الفصول 210
40 كيفية جري الصفات على الله تعالى 212
41 كيفية قيام المبادئ بالذات 213
42 معاني لفظ الامر 219
43 اعتبار العلو في الامر 226
44 إفادة الامر الوجوب 228
45 الطلب والإرادة 235
46 معاني صيغة الامر 258
47 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 265
48 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 268
49 دلالة صيغة الامر على الوجوب 272
50 في التعبدي والتوصلي 275
51 مقتضى اطلاق الصيغة 299
52 الامر عقيب الحظر 300
53 في المرة والتكرار 303
54 المراد بالمرة والتكرار 309
55 فيما يحصل به الامتثال 314
56 في الفور والتراخي 318
57 الاتيان فورا ففورا 323
58 في الاجزاء 325