هداية المسترشدين - الشيخ محمد تقي الرازي - ج ٣ - الصفحة ٧١٨
السابق
فلا يتم الجواب المذكور على إطلاقه. وإن كان مترددا في الحكم فإن لاحظ فيه جانب الاحتياط وأتى به كذلك كان ما أتى به صحيحا، لما عرفت من كون الاحتياط أيضا طريقا وإن كان ذلك بتكرار العمل. ولو بنى على التكرار ثم علم بعد الإتيان بأحد وجهين أو الوجوه أنه هو الصحيح فلا حاجة إلى الإتيان بالآخر.
والإتيان به أولا على وجه احتمال مصادفته الواقع لا ينافي الحكم بصحته بعد العلم بالحال. وإن حصل عنه غفلة في معرفة الاحتياط فقطع بكونه احتياطا ثم ظهر له بعد العمل خلافه جرى فيه ما ذكر من التفصيل في الحكم بصحة عمل الغافل وعدمه، إذ هو أيضا من مورد القطع بالصحة مع ظهور فساد قطعه. هذا إذا علم كونه موردا للاحتياط بحيث لو رجع فيه إلى الفقيه حكم فيه بالاحتياط. وأما إذا أراد بالاحتياط إحراز الواقع من غير علم بكونه من مورد الإشكال والاحتياط.
فهناك وجوه أربعة:
أحدها: أن يتعين عنده نفس العمل تفصيلا من واجباته ومندوباته، لكن يتعلق الجهل بموانعه وما يقضي بفساده. وحينئذ لا إشكال ظاهرا في الصحة بعد تركه جميع ما يحتمل كونه مانعا، لقطعه حينئذ بأدائه مطلوب الشارع. وعدم تعين المانع في نظره تفصيلا لا يمنع من الصحة بعد علمه إجمالا بخلو ما أتى به من العبادة عن جميع الموانع قطعا وإتيانه بما أمر به يقينا. والظاهر أنه يجري ذلك بالنسبة إلى الشرائط أيضا، فإذا أتى بكل ما يحتمل الشرطية حينئذ كان كافيا في الحكم بالصحة إلا أن يكون هناك مانع آخر.
ثانيها: أن يتبين عنده أجزاء العبادة تفصيلا ويتميز له من غيرها، لكن لا يتميز عنده الواجب من الأجزاء عن ندبها. فإن اعتبرنا نية الوجه ثم اعتبرناها بالنسبة إلى الأجزاء أيضا تعين عليه التميز ولم يصح العبادة من دونها مع إمكانها في شأنه، إلا أن القول باعتبار نية الوجه ضعيف، وأضعف منه اعتبارها في الأجزاء، فلا مانع إذن من الصحة مع الجهل المذكور أيضا إذا أتى بالجميع، لعلمه حينئذ بأداء الواجب. نعم إذا أراد ترك شئ منها لم يجز له ذلك إلا بعد الرجوع والاستعلام.
ثالثها: أن لا يتميز عنده أجزاء العبادة من غيرها إلا أنه ينحصر عنده في
(٧١٨)
التالي
الاولى ١
٧٢٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 النواهي متن المعالم 2
2 صيغة النهي 3
3 متن المعالم 14
4 المطلوب بالنهي ما هو؟ 16
5 متن المعالم 22
6 هل في النهي دلالة على المرة أو التكرار؟ 24
7 هل يدل النهي على الفور أم لا؟ 39
8 متن المعالم 41
9 اجتماع الأمر والنهي بيان محل النزاع 44
10 حجة المانعين 53
11 حجة المجوزين 69
12 العبادات المكروهة 91
13 تنبيهات اجتماع الأمر والنهي 100
14 متن المعالم 113
15 هل يدل النهي على فساد المنهي أم لا؟ 117
16 تتميم 134
17 متن المعالم 139
18 العام والخاص تعريف العام 142
19 أقسام العام 149
20 هل العموم من عوارض الألفاظ خاصة أو المعاني أيضا؟ 151
21 ألفاظ العموم 153
22 متن المعالم 155
23 الجمع المعرف بالأداة 157
24 بيان الجنس واسم الجنس وعلم الجنس... 158
25 بيان معنى اللام 165
26 في بيان مفاد الجمع المعرف باللام 187
27 تتميم الكلام برسم أمور 193
28 في بيان الحال في المفرد المعرف 203
29 فائدة مهمة 216
30 الجمع المضاف والمفرد المضاف 218
31 هل ينصرف المطلق إلى الفرد الشائع أم لا؟ 219
32 دوران الأمر في المفرد المعرف بين العهد أو الجنس أو العموم 225
33 النكرة في سياق النفي 230
34 اختلاف الحال في النكرات 236
35 النكرة الواقعة في سياق النهي 238
36 النكرة الواقعة في سياق الاستفهام 238
37 النكرة الواقعة في سياق الشرط 238
38 النكرة الواقعة في سياق الأمر 239
39 النكرة في مقام الإثبات 241
40 الفعل الواقع في سياق النفي أو النهي 242
41 الجمع المنكر في سياق النفي 244
42 جملة من مباحث التخصيص: متن المعالم 248
43 تعريف التخصيص وأقسامه 252
44 منتهى التخصيص إلى كم هو؟ 253
45 متن المعالم 259
46 هل التخصيص في العام يوجب المجازية أم لا؟ 263
47 متن المعالم 290
48 هل العام المخصص حجة في الباقي أم لا؟ 292
49 متن المعالم 297
50 الاستثناء المتعقب للجمل 298
51 مباحث الحجة أقسام الدليل 308
52 المدار في حجية الأدلة الشرعية حصول العلم منها 314
53 هل المناط في وجوب الأخذ بالعلم هو اليقين بالواقع أو اليقين بالوظيفة؟ 318
54 هل الحجة في زمن الغيبة هو الظن المطلق أو الظن الخاص؟ 321
55 أدلة المانعين عن العمل بالظن وأجوبتها 329
56 وجوه تصحيح القول بحجية الظنون الخاصة 344
57 حجة القول بحجية مطلق الظن 381
58 حجية الشهرة 433
59 التسامح في أدلة السنن والآداب 457
60 النسخ 475
61 الأدلة العقلية 489
62 في التحسين والتقبيح العقليين 497
63 في حجية العقل 532
64 أصالة النفي 536
65 الشك في التكليف، أدلة القائلين بالبراءة 538
66 الشك في المكلف به 552
67 الأقل والأكثر غير الارتباطيين 553
68 الأقل والأكثر الإرتباطيان 555
69 الشك في الشرائط والموانع 581
70 الشبهة الموضوعية 584
71 المراد بغير المحصور 591
72 الاجتهاد تعريف الاجتهاد 607
73 التجزي في الاجتهاد 618
74 حجة القول بقبول الاجتهاد للتجزي 624
75 حجة القول بالمنع من التجزي 643
76 وجوه الاحتياط المتصورة للمتجزئ 656
77 التجزي في الاجتهاد 658
78 في شرعية الاجتهاد 666
79 أدلة الأخباريين على عدم مشروعية الاجتهاد 672
80 هل يجب تجديد النظر على المجتهد عند تجدد الواقعة أم لا؟ 691
81 في عدول المجتهد عن رأيه 698
82 الجاهل بالحكم 706
83 الجاهل بالموضوع 715