عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٥٩
السابق
والعلوم الضرورية على ضربين: {1} ضرب منهما: يحصل {2} في العاقل ابتداءا، وهو مثل العلم بان الموجود لا يخلو من أن يكون قديما أو غير قديم، وان الجسم الواحد لا يخلو من أن يكون في مكان أو لا يكون فيه، وان الذات لا بد من أن يكون على صفة أو لا يكون عليها،]
____________________
المصنف هنا. وهو فيما إذا كان المكتسب كثير المقدمات والترتيب. كما في القياسات المركبة الطويلة، فإنه قد يتوسط شك في أثناء النظر فيها، في حصول بعض اجزائه السابق، أو شبهة نعتقد معها عدم حصوله. فيتم جميع أجزائه في النظر الصحيح، ولا يحصل العلم لعدم تذكره بعض اجزائه حين تمامه، وهو شرط في توليده العلم.
{1} قوله: (والعلوم الضرورية على ضربين) ذكر هذا التقسيم هنا، لبيان معنى عدم امكان الدفع وتفصيله.
{2} قوله (يحصل في العاقل ابتداءا) المراد بحصوله ابتداءا أن لا يتوقف على الادراك بقرينة المقابلة، ولا ينافي ذلك توقفه على تصور النسبة، أو عليه وعلى الواسطة اللازمة على القول بضرورية المتوقف عليها.
والمراد (بالادراك) ادراك الحواس الظاهرة، والباطنة. فيدخل فيه البديهات والفطريات عند القائل بضروريتها، والوجدانيات من الغير، المتوقفة على ادراك الحواس الباطنة. وهي ما نجده لا بالآلات البدنية، كشعورنا بذواتنا وأحوالنا، كالعلم بالعلم وغيره.
وهذا وظاهر عبارة شارح المطالع (3) وغيره ان الوجدانيات مطلقا، متوقفة

(3) مطالع الأنوار: للقاضي سراج الدين، محمود بن أبى بكر الأرموي، المتوفى سنة 689 ه‍.
شرحه قطب الدين، محمد بن محمد الرازي التحتاني، المتوفى سنة 766 ه‍.
أسماه (لوامع الاسرار):
(٥٩)
التالي
الاولى ١
٣٨٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 2
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 14
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 39
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 109
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 123
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 158
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 183
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 212
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 221
10 في كيفية حصول العلم 224
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 257
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 267
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 287
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 316
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 346