عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ١٩١
السابق
[لا يجوز أن تفعل للمصلحة دون التصديق {1}، لان ذلك يؤدى إلى انسداد الطريق علينا من الفرق بين الصادق والكاذب، ولاجل ذلك {1} قلنا:
أنه لا يجوز فعل المعجز الا للتصديق {3} فكذلك القول في الخطاب:
انه لا يجوز أن يصدر منه الا للإفادة.]
____________________
{1} قوله (في انه لا يجوز أن تفعل للمصلحة دون التصديق) ينبغي أن يقرأ تفعل مبينا للمجهول، والمراد ان العقل يحكم باتباع صدور المعجز عن الله لا للتصديق بل لمصلحة أخرى، وهذا العلم اما ضروري للمكلف، كالعلم بأنه يمتنع صدور خرق العادة عن غير الله تعالى، أو كسبي يلهم الله المكلف النظر في دليله، وهو انه قبيح في نفسه، ويمتنع اضطراره تعالى إلى القبيح في نفسه للمصلحة كما مر.
{2} قوله (ولاجل ذلك) إشارة إلى ما يفهم من قوله (لا يجوز أن تفعل للمصلحة دون التصديق) من انه يمتنع صدور القبيح في نفسه عن الله تعالى اضطرار إليه للمصلحة فإنه دليل لمي عليه، والأنسب بقوله (لان ذلك يؤدي الخ) أن يشار به إلى التأدية، أي الانسداد. فإنه دليل آني عليه بعد اثبات النبوات.
{3} قوله (لا يجوز فعل المعجز الا للتصديق) فيه رد على من زعم ان العيان أو البرهان إذا دل على شئ، جاز فعل المعجز على طبق دعوى خلافه، اعتمادا على العلم. ولعله ربما تمسك في ذلك، باحتياج نبينا صلى الله عليه واله إلى التحدي والتمسك بعد امكان المعارضة، وهذا لا يتوجه على مذهب من قال: ان اعجاز القرآن للصرفة، فان خارق العادة على مذهبه هو نفس عجزهم عن المعارضة، لا أنه تتميم لدلالة خارق العادة على الصدق. أو بقوله تعالى في سورة طه:
(١٩١)
التالي
الاولى ١
٣٨٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 2
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 14
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 39
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 109
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 123
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 158
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 183
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 212
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 221
10 في كيفية حصول العلم 224
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 257
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 267
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 287
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 316
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 346