تفسير ابن كثير - ابن كثير - ج ١ - الصفحة ٥٦٤
السابق
فأتى صاحب الدرع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن طعمة بن أبيرق سرق درعي فلما رأى السارق ذلك عمد إليها فألقاها في بيت رجل برئ وقال لنفر من عشيرته إني غيبت الدرع وألقيتها في بيت فلان وستوجد عنده فانطلقوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ليلا فقالوا: يا نبي الله إن صاحبنا برئ وإن صاحب الدرع فلان وقد أحطنا بذلك علما فاعذر صاحبنا على رؤوس الناس وجادل عنه فإنه إن لم يعصمه الله بك يهلك فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأه وعذره على رؤس الناس فأنزل الله " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما * واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما * ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم " الآية ثم قال تعالى للذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفين بالكذب " يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله " الآيتين. يعني الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفين يجادلون عن الخائنين ثم قال عز وجل " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه " الآية يعني الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفين بالكذب ثم قال " ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا " يعني السارق والذين جادلوا عن السارق وهذا سياق غريب وقد ذكر مجاهد وعكرمة وقتادة والسدي وابن زيد وغيرهم في هذه الآية أنها نزلت في سارق بني أبيرق على اختلاف سياقاتهم وهي متقاربة وقد روى هذه القصة محمد بن إسحاق مطولة فقال أبو عيسى الترمذي عند تفسير هذه الآية من جامعه وابن جرير في تفسيره: حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب أبو مسلم الحراني حدثنا محمد بن سلمة الحراني حدثنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال: كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينحله لبعض العرب ثم يقول: قال فلان كذا وكذا وقال فلان كذا وكذا فإذا سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشعر قالوا: والله ما يقول هذا الشعر إلا هذا الرجل الخبيث أو كما قال الرجل وقالوا ابن الأبيرق قالها قالوا وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والاسلام وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام من الدرمك ابتاع الرجل منها فخص بها نفسه وأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير فقدمت ضافطة من الشام فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له وفي المشربة سلاح ودرع وسيف فعدى عليه من تحت البيت فنقبت المشربة وأخذ الطعام والسلاح فلما أصبح أتاني عمى رفاعة فقال: يا ابن أخي إنه قد عدى علينا في ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا فذهب بطعامنا وسلاحنا قال فتحسسنا في الدار وسألنا فقيل لنا قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم قال: وكان بنو أبيرق قالوا - ونحن نسأل في الدار - والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل رجلا منا له صلاح وإسلام فلما سمع لبيد اخترط سيفه وقال: أنا أسرق والله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة قالوا: إليك عنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها فقال لي عمي: يا ابن أخي لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال قتادة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا فأما الطعام فلا حاجة لنا فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم " سامر في ذلك " فلما سمع بذلك بنو أبيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسيد بن عروة فكلموه في ذلك فاجتمع في ذلك أناس من أهل الدار فقالوا: يا رسول الله إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت قال قتادة:
فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته فقال " عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة على غير ثبت ولا بينة " قال فرجعت ولوددت أني خرجت من بعض مالي ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فأتاني عمي رفاعة فقال: يا ابن أخي ما صنعت؟ فأخبرته بما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الله المستعان فلم نلبث أن نزل القرآن " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما " يعني بني أبيرق " واستغفر الله " أي مما قلت لقتادة " إن الله كان غفورا رحيما * ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم " - إلى قوله - " رحيما " أي لو استغفروا الله لغفر لهم " ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه - إلى قوله - إثما مبينا " قوله للبيد " ولولا فضل الله
(٥٦٤)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمه تفسير ابن كثير 1
2 ترجمة ابن كثير 4
3 اسمه ونسبه 4
4 مولده ونشأته 5
5 عائلته 5
6 شيوخه 6
7 تلاميذه 6
8 أخلاقه ومكانته العلمية 7
9 مؤلفاته 8
10 وفاته 10
11 مصادر ترجمة ابن كثير 12
12 - علم التفسير 14
13 تعريف التفسير والتأويل 14
14 نشأة التفسير وتطوره 14
15 مصادر التفسير في عهد الصحابة 15
16 مدارس التفسير على عهد الصحابة 15
17 تدوين التفسير على عهد التابعين 16
18 أنواع التفاسير 16
19 التفسير بالمأثور 17
20 التفسير والإسرائيليات 17
21 الإسرائيليات واثرها في التفسير بالمأثور 18
22 أشهر كتب التفسير بالمأثور 18
23 - قيمة تفسير ابن كثير 20
24 توثيقه وتسميته 20
25 منهج تفسير ابن كثير وقيمته العلمية 21
26 مصادره 22
27 ابن كثير والإسرائيليات 22
28 ابن كثير والمسائل الفقهية 23
29 مخطوطات التفسير 23
30 طبعاته 23
31 تفسير ابن كثير خطبة الكتاب 25
32 مقدمة تذكر قبل الفاتحة 30
33 تفسير سورة الفاتحة ذكر ما ورد في فضل الفاتحة 32
34 تفسير الاستعاذة واحكامها 36
35 الكلام على البسملة 39
36 فصل في فضلها 40
37 ذكر أقوال السلف في الحمد 46
38 تفسير سورة البقرة ذكر ما ورد في فضلها مع آل عمران 57
39 ذكر ما ورد في فضل السبع الطوال 59
40 الكلام على فواتح السور 60
41 الكلام على قوله تعالى (الذين يؤمنون بالغيب) 65
42 الكلام على قوله تعالى (ويقيمون الصلاة) 66
43 الكلام على الايمان بالكتب 68
44 الكلام على المؤمنين الذين سبق ذكرهم 69
45 صفة الكافرين 69
46 صفة المنافقين 72
47 الامر بعبادة الله والتذكير بنعمه 82
48 خلق السماوات والأرضين 92
49 كلام الله عز وجل للملائكة 93
50 تعليم الله الأسماء لآدم 98
51 سجود الملائكة لآدم 100
52 سكن آدم وزوجته الجنة 104
53 الامر بإقامة الصلاة وايتاء الزكاة 110
54 تذكير بنى إسرائيل بنعم الله عليهم 114
55 تعنت بنى إسرائيل على سيدنا موسى 119
56 استسقاء موسى لقومه 126
57 ضرب الذلة والمسكنة على بني إسرائيل 128
58 رفع الطور فوقهم 130
59 اعتداء أصحاب السبت 131
60 أمر بني إسرائيل بذبح البقرة 133
61 ذكر بسط قصة البقرة 134
62 قسوة قلوبهم بعد ظهور الآيات 139
63 قصة هاروت وماروت 160
64 الكلام على السحر 168
65 أنواع السحر 172
66 نهى الله المؤمنين عن التشبه بالكافرين 175
67 تفسير قوله تعالى (ما ننسخ من آية) 176
68 تفسير قوله تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله) 182
69 تفسير قوله تعالى (ولله المشرق والمغرب) 184
70 تفسير قوله تعالى (إنا أرسلناك بالحق بشيرا) 189
71 تفسير قوله تعالى (وإذ ابتلى إبراهيم ربه) 190
72 تفسير قوله تعالى (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) 195
73 قصة أم إسماعيل عليهما السلام 203
74 بناء إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام البيت 204
75 ذكر بناء قريش الكعبة بعد إبراهيم 208
76 دعاء سيدنا إبراهيم لأهل الحرم 211
77 وصية سيدنا إبراهيم لبنيه 212
78 وصية سيدنا يعقوب لبنيه 213
79 الامر بالايمان بالله وكتبه ورسله 214
80 تفضيل الأمة المحمدية على سائر الأمم 216
81 الامر باستقبال الكعبة في الصلاة 220
82 الامر بالمسابقة إلى الخيرات 222
83 فضل الصابرين 225
84 السعي بين الصفا والمروة 226
85 وعيد من كتم العلم 228
86 الآيات الدالة على وحدانيته تعالى 229
87 الامر بالاكل من الحلال 231
88 الامر بشكر الاله 232
89 تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله 232
90 صفات المؤمنين الأبرار المتقين 235
91 الامر بالقصاص 237
92 الامر بالوصية 239
93 فرض الصيام 241
94 فضل شهر رمضان 243
95 يحرم أكل أموال الناس بالباطل 253
96 الكلام عن الأهلة 254
97 الجهاد في سبيل الله 255
98 الامر بالانفاق في سبيل الله 257
99 الامر بالحج والعمرة 258
100 أشهر الحج 264
101 الامر بالإفاضة 271
102 الامر بذكر الله بعد قضاء المناسك 272
103 الامر بذكر الله في الأيام المعدودات والمعلومات. 274
104 الامر بتقوى الله عز وجل 275
105 المر بالدخول في الاسلام 277
106 فضل المؤمنين 278
107 الانفاق على الوالدين والأقربين 281
108 الامر بقتال الكفار 281
109 تحريم القتال في الأشهر الحرم 281
110 تفسير قوله تعالى (ويسألونك عن الخمر) 284
111 الامر باصلاح شأن اليتامى 284
112 تحريم النكاح المشركات وانكاح المشركين 286
113 الامر باعتزال النساء في أيام الحيض 287
114 الكلام على قوله تعالى (نساءكم حرث لكم). 288
115 الكلام على قوله تعالى (فاتوهن من حيث أمركم الله) 289
116 النهي عن الاكثار من الحلف بالله 295
117 عدة المطلقة 298
118 عدد الطلاق الشرعي 300
119 النهي عن تعدي حدود الله 306
120 مدة الرضاعة 312
121 عدة المتوفى عنها زوجها 313
122 الامر بالمحافظة على الصلوات 319
123 نصر المؤمنين مع قلتهم على الكافرين مع كثرتهم 331
124 تفضيل سيدنا محمد على سائر الرسل 333
125 فضل آية الكرسي 334
126 الكلام على الكرسي 338
127 قصة إبراهيم عليه السلام مع النمرود 342
128 قصة عزير عليه السلام 343
129 إحياء الموتى لسيدنا إبراهيم 344
130 فضل الانفاق في سبيل الله 346
131 الحث على الانفاق 349
132 النهي عن أكل الربا 356
133 الامر بكتابة الدين 363
134 الامر بأداء الأمانة وعدم كتمان الشهادة 367
135 الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله 370
136 تفسير سورة آل عمران الكلام على قوله تعالى (هو الذي يصوركم) 374
137 الكلام على المحكم والمتشابه 374
138 ما أعده الله للمتقين 381
139 صفة المتقين 383
140 تفسير قوله تعالى (إن الدين عند الله الاسلام) 383
141 من ادعى محبة الله فليتبع رسوله صلى الله عليه وسلم 388
142 ذكر من اصطفاهم الله من عباده 388
143 دعاء زكريا عليه السلام 390
144 بشارة السيدة مريم بعيسى عليه السلام 394
145 معجزات سيدنا عيسى عليه السلام 394
146 أنصار سيدنا عيسى عليه السلام 395
147 رفع سيدنا عيسى عليه السلام 396
148 مثل عيسى كمثل آدم عليه السلام 397
149 أولى الناس بإبراهيم المؤمنون 402
150 أخذ العهد على الأنبياء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم 407
151 لا يقبل الله دينا غير الاسلام 408
152 الامر بالانفاق من أحب شيء إلى المنفق 411
153 الكعبة هي أول بيت وضع للناس 413
154 الامر بالتمسك بالكتاب والسنة 417
155 الحث على الامر بالمعرف والنهي عن المنكر 420
156 نصر الله للمؤمنين في غزوة بدر 430
157 امتنان الله المؤمنين بارسال الرسول 451
158 حياة الشهداء 457
159 التنفير من البخل والوعيد عليه 463
160 معاهدة الله لأهل العلم ببيانه وعدم كتمانه عن خلق الله 467
161 الآيات الدالة على عظمة الله سبحانه وتعالى 469
162 سورة النساء جواز نكاح الرجل أربع من النساء مع القدرة والعدل بينهن 481
163 وعيد من أكل مال اليتيم 487
164 تفسير آية الميراث 489
165 الحث على التوبة 495
166 بيان من يحرم على الرجل نكاحهن 502
167 تفضيل الرجال على النساء 525
168 الامر بعبادة الله وحده والاحسان إلى الوالدين 527
169 الكلام على قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد) الآية 531
170 مشروعية التيمم عند فقد الماء 533
171 سبب مشروعية التيمم 540
172 أمر أهل الكتاب بالايمان بالقرآن 542
173 جواز مغفرة جميع الذنوب ما عدا الاشراك بالله 542
174 ذكر نعم الله على آل إبراهيم 547
175 أمر الحاكم بإقامة العدل بين الناس 549
176 الامر بإطاعة الله والرسول وأولي الامر 551
177 الامر بالرجوع إلى كتاب الله وسنة الرسول عند التنازع 551
178 لا يكون الرجل مؤمنا حتى يرضى بما حكم به رسول الله 554
179 منزلة من يطع الله والرسول 556
180 كيفية رد السلام 565
181 من أركان الايمان: الايمان بالبعث 565
182 وعيد من قتل مؤمنا متعمدا 569
183 مشروعية قصر الصلاة في السفر 579
184 مشروعية صلاة الخوف 581
185 الامر بذكر الله عقب الصلاة 584
186 الحث على التوبة 587
187 فضل الاسلام مع العمل الصالح 592
188 لا يقبل الله عملا إلا إذا خلا من الرياء والبدعة 594
189 الامر بتأدية الشهادة بالحق ولو على النفس 600
190 من لم يزل المنكر فليزل عنه 601
191 بعض صفات المنافقين 602
192 كفر من فرق بين الله ورسله في الايمان 607
193 ما قتل المسيح وما صلب بل رفع إلى السماء حيا 608
194 ذكر الأحاديث الواردة في نزول عيسى 613
195 صفة عيسى عليه السلام 618