تفسير الرازي - الرازي - ج ٣٢ - الصفحة ١٢٥
السابق
ولهذا قال: * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) * وهو شطر الإيمان بل هي كالغصن في معرفة الله تعالى، لأن معرفة النبوة لا بد وأن يتقدمها معرفة ذات الله وعلمه وقدرته وحكمته، ثم إذا حصلت معرفة النبوة فحينئذ يستفاد منها معرفة بقية الصفات كالسمع والبصر والصفات الخيرية والوجدانية على قول بعضهم، تم لرسولنا الحظ الأوفر من هذه المنقبة، لأنه الذكور قبل سائر الأنبياء والمبعوث بعدهم، ثم هو مبعوث إلى الثقلين، وهو الذي يحشر قبل كل الأنبياء، ولا يجوز ورود الشرع على نسخه وفضائله أكثر من أن تعد وتحصى.
ولنذكر ههنا قليلا منها، فنقول: إن كتاب آدم عليه السلام كان كلمات على ما قال تعالى: * (فتلقى آدم من ربه كلمات) * وكتاب إبراهيم أيضا كان كلمات على ما قال: * (وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات) * وكتاب موسى كان صحفا، كما قال: * (صحف إبراهيم وموسى) * أما كتاب محمد عليه السلام، فإنه هو الكتاب المهيمن على الكل، قال: * (ومهيمنا عليه) * وأيضا فإن آدم عليه السلام إنما تحدى بالأسماء المنثورة فقال: * (أنبئوني بأسماء هؤلاء) * ومحمد عليه الصلاة والسلام إنما تحدى بالمنظوم: * (قل لئن اجتمعت الإنس والجن) * وأما نوح عليه السلام، فإن الله أكرمه بأن أمسك سفينته على الماء، وفعل في محمد صلى الله عليه وسلم ما هو أعظم منه. روى أن النبي عليه الصلاة والسلام: " كان على شط ماء ومعه عكرمة بن أبي جهل، فقال: لئن كنت صادقا فادع ذلك الحجر الذي هو في الجانب الآخر فليسبح ولا يغرق، فأشار الرسول إليه، فانقلع الحجر الذي أشار إليه من مكانه، وسبح حتى صار بين يدي الرسول عليه السلام وسلم عليه، وشهد له بالرسالة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يكفيك هذا؟ قال: حتى يرجع إلى مكانه، فأمره النبي عليه الصلاة والسلام، فرجع إلى مكانه، وأكرم إبراهيم فجعل النار عليه بردا وسلاما، وفعل في حق محمد أعظم من ذلك.
عن محمد بن حاطب قال: " كنت طفلا فانصب القدر علي من النار، فاحترق جلدي كله فحملتني أمي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالت: هذا ابن حاطب احترق كما ترى فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم على جلدي ومسح بيده على المحترق منه، وقال: أذهب البأس، رب الناس، فصرت صحيحا لا بأس بي " وأكرم موسى ففلق له البحر في الأرض، وكرم محمدا ففلق له القمر في السماء، ثم أنظر إلى فرق ما بين السماء والأرض، وفجر له الماء من الحجر، وفجر لمحمد أصابعه عيونا، وأكرم موسى بأن ظلل عليه الغمام، وكذا أكرم محمدا بذلك فكان الغمام يظلله، وأكرم موسى باليد البيضاء، وأكرم محمدا بأعظم من ذلك وهو القرآن العظيم، الذي وصل نوره إلى الشرق والغرب، وقلب الله عصا موسى ثعبانا، ولما أراد أبو جهل أن يرميه بالحجر رأى على كتفيه ثعبانين، فانصرف مرعوبا، وسبحت الجبال مع داود وسبحت الأحجار في يده ويد أصحابه، وكان داود إذا مسك الحديد لان، وكان هو لما مسح الشاة الجرباء درت، وأكرم داود بالطير المحشورة ومحمدا بالبراق، وأكرم عيسى عليه السلام بإحياء الموتى، وأكرمه بجنس ذلك حين أضافه اليهود بالشاة المسمومة، فلما وضع اللقمة في فمه أخبرته، وأبرأ الأكمه والأبرص، روى
(١٢٥)
التالي
الاولى ١
١٩٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (تفسير سورة ألم نشرح). 1
2 قوله تعالى (ألم نشرح لك صدرك). الكلام على حادثة شق الصدر. لم لم يقل ألم نشرح لك قلبك؟. 2
3 لم لم يقل ألم نشرح صدرك؟ لم لم يقل ألم أشرح؟ قوله تعالى (ووضعنا عنك وزرك) الاحتجاج بالآية على جواز وقوع المعصية من الأنبياء 3
4 قوله تعالى (ورفعنا لك ذكرك 4
5 تفصيل وبيان لوجوه رفع ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى (فإن مع العسر يسرا) 5
6 وجه تعلق الآية بما قبلها معنى اليسر والعسر وجه التنكير في اليسر قوله تعالى (فإذا فرغت فانصب) 6
7 وجه تعلق هذا بما قبله. قوله تعالى (وإلى ربك فارغب) (تفسير سورة التين) 7
8 قوله تعالى (والتين والزيتون) الآيات المراد التين والزيتون المعروفان. بيان مزاياها ليس المراد بهما هاتين الثمرتين؟ 8
9 ما المراد بالطور؟ 9
10 ما المراد بالبلد الأمين؟ 9
11 قوله تعالى (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) قوله تعالى (ثم رددناه أسفل سافلين) 10
12 قوله تعالى (إلا الذين آمنوا) الآية قوله تعالى (أليس الله بأحكم الحاكمين) 11
13 (تفسير سورة القلم) 12
14 قوله تعالى (اقرأ باسم ربك) 12
15 المراد (اقرأ القرآن) قوله تعالى (الذي خلق) 12
16 الكلام على لفظ الرب. 13
17 الحكمة في أنه أضاف ذاته إليه. وجوه تفسير الآيات الثلاثة 14
18 احتج الأصحاب على أنه لا خالق غير الله اتفق المتكلمون على أن أول الواجبات معرفة الله. لم قال (من علق) 15
19 قوله تعالى (اقرأ باسم ربك الأكرم) معنى الكرم. المناسبة بين الخلق والتعليم. المراد من القلم الكتابة مطلقا، أو الكتابة بالقلم. قوله تعالى (علم الإنسان ما لم يعلم). 16
20 قوله تعالى (كلا إن الإنسان ليطغى) 16
21 المراد إنسان واحد هو أبو جهل. 16
22 معاني (كلا) 17
23 ما سبب التأكيد باللام؟ قوله تعالى (أن رآه استغنى) 18
24 وجوه الاستغناء في الآية مدح للعلم وذم للمال. الالتفات في الآية. قوله تعالى (إن إلى ربك الرجعي) 18
25 قوله تعالى (أرأيت الذي ينهى) الآية 19
26 قوله تعالى (أرأيت إن كان على الهدى) الآية 20
27 قوله تعالى (أرأيت إن كذب وتولى) الآية 21
28 قوله تعالى (كلا لئن لم ينته لنسفعا) الآية 22
29 قوله تعالى (فليدع ناديه) الآية 24
30 قوله تعالى (كلا لا تطعه واسجد واقترب) 25
31 (تفسير سورة القدر 26
32 قوله تعالى (إنا أنزلنا في ليلة القدر) قوله تعالى (وما أدراك ما ليلة القدر) 29
33 قوله تعالى (ليلة القدر خير من ألف شهر) قوله تعالى (تنزل الملائكة والروح فيها) 31
34 قوله تعالى (بإذن ربهم) 33
35 قوله تعالى (من كل أمر) 34
36 قوله تعالى (سلام هي حتى مطلع الفجر) 35
37 (تفسير سورة البينة) 37
38 قوله تعالى (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب) الآية قوله تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) الآية 42
39 قوله تعالى (إن الذين كفروا من أهل الكتاب) الآية 48
40 قوله تعالى (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات) الآية 50
41 قوله تعالى (جزاؤهم عند ربهم جنات عدن) الآية 51
42 (تفسير سورة الزلزلة) 56
43 قوله تعالى (إذا زلزلت الأرض) قوله تعالى (وأخرجت الأرض أثقالها) 57
44 قوله تعالى (وقال الإنسان مالها) 58
45 قوله تعالى (يومئذ تحدث أخبارها) قوله تعالى (بأن ربك أوحى لها) 59
46 قوله تعالى (يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم) قوله تعالى (فمن يعلم مثقال ذرة) الآيات 60
47 (تفسير سورة العاديات) 62
48 قوله تعالى (والعاديات ضبحا) قوله تعالى (فالموريات قدحا) 63
49 قوله تعالى (فالمغيرات صبحا) 64
50 قوله تعالى (فأثرن به نقعا) قوله تعالى (فوسطن به جمعا) 65
51 قوله تعالى (إن الإنسان لربه لكنود) 66
52 قوله تعالى (وإنه على ذلك لشهيد) قوله تعالى (وإنه لحب الخير لشديد) قوله تعالى (أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور) 67
53 قوله تعالى (وحصل ما في الصدور) قوله تعالى (إن ربهم بهم يومئذ لخبير) في التي بعدها 68
54 (تفسير سورة القارعة) 69
55 قوله تعالى (القارعة، ما القارعة) قوله تعالى (وما أدراك ما القارعة) قوله تعالى (يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) 70
56 قوله تعالى (وتكون الجبال كالعهن المنقوش) قوله تعالى (فأما من ثقلت موازينه) 72
57 قوله تعالى (فهو في عيشه راضية) قوله تعالى (وأما من خفت موازينه) قوله تعالى (فأمه هاوية، وما أدريك ماهية) الآية 73
58 (تفسير سورة التكاثر) 74
59 قوله تعالى (ألهيكم التكاثر حتى زرتم المقابر) قوله تعالى (كلا سوف تعلمون) الآيات 77
60 قوله تعالى (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) 79
61 (تفسير سورة العصر) 83
62 قوله تعالى (والعصر) قوله تعالى (إن الإنسان لفي خسر) 85
63 قوله تعالى (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) 87
64 قوله تعالى (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) 88
65 (تفسير سورة الهمزة) 90
66 قوله تعالى (ويل لكل همزة لمزة) قوله تعالى (الذي جمع مالا وعدده) 91
67 قوله تعالى (يحسب أن ماله أخلده) الآيات 92
68 قوله تعالى (وما أدريك ما الحطمة) الآيات 93
69 قوله تعالى (في عمد ممددة) 94
70 (تفسير سورة الفيل) 95
71 قوله تعالى (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) قوله تعالى (ألم يجعل كيدهم في تضليل) 98
72 قوله تعالى (وأرسل عليهم طيرا أبابيل) قوله تعالى (ترميهم بحجارة من سجيل) 99
73 قوله تعالى (فجعلهم كعصف مأكول) 100
74 (تفسير سورة قريش) 102
75 قوله تعالى (لإيلاف قريش إيلافهم) قوله تعالى (رحلة الشتاء والصيف) 105
76 قوله تعالى (فليعبدوا رب هذا البيت) 106
77 قوله تعالى (الذي أطعمهم من جوع) 107
78 قوله تعالى (وآمنهم من خوف) 108
79 (تفسير سورة أرأيت) 110
80 قوله تعالى (أرأيت الذي يكذب بالدين) 110
81 قوله تعالى (فذلك الذي يدع اليتيم) 111
82 قوله تعالى (ولا يحض على طعام المسكين) قوله تعالى (فويل للمصلين) 112
83 قوله تعالى (الذين هم عن صلاتهم ساهون) قوله تعالى (الذين هم يراءون) 114
84 قوله تعالى (ويمنعون الماعون) (تفسير سورة الكوثر) 116
85 قوله تعالى (إنا أعطيناك الكوثر) قوله تعالى (فصل لربك والنحر) 127
86 قوله تعالى (إن شانئك هو الأبتر) 131
87 (تفسير سورة الكافرون) 135
88 قوله تعالى (قل يا أيها الكافرون) 135
89 قوله تعالى (لا أعبد ما تعبدون) 143
90 قوله تعالى (ولا أنتم عابدون ما عبدتم) قوله تعالى (ولا أنا عابد ما أعبد) 144
91 قوله تعالى (لكم دينكم ولي دين) (تفسير سورة النصر) 148
92 قوله تعالى (إذا جاء نصر الله) قوله تعالى (والفتح) 152
93 قوله تعالى (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا) 154
94 قوله تعالى (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) 157
95 (تفسير سورة أبي لهب) 164
96 مقدمة في السورة قوله تعالى (تبت يدا أبي لهب) 165
97 قوله تعالى (وتب) 166
98 وجه إسكان الهاء من أبي لهب في قراءة ابن كثير. 168
99 قوله تعالى (ما أغنى ماله وما كسب) الفرق بين (ما أغنى عنه ماله وما كسب) 169
100 و (إذا تردى) قوله تعالى (سيصلي نارا ذات لهب) ما في هذه الآيات من الإخبار بالمغيبات. احتجاج أهل السنة بهذه الآيات على وقوع تكليف ما لا يطاق. 170
101 قوله تعالى (وامرأته حمالة الحطب) اسم المرأة أم جميل. بيان الأعمال التي كانت تعملها. 170
102 رجز أم جميل في الرسول عليه الصلاة والسلام. 171
103 كيف جاز أن ترى أم جميل أبا بكر ولا ترى الرسول وهو معه؟ وجه الوصف بأنها حمالة الحطب. 172
104 قوله تعالى (في جيدها حبل من مسد) (سورة الإخلاص) 173
105 قوله تعالى (قل هو الله أحد) فضل الدعاء بالسورة سبب نزولها 174
106 ألقاب السورة وأسماؤها. فضائل قراءة هذه السورة. 175
107 ما في الآية من المسائل. 176
108 بيان أن معرفة الله جنة حاضرة. إعراب الآية. 177
109 ما في (أحد) من الوجوه. وجوه القراءة في قوله تعالى (أحد، الله الصمد) بالوقف والتنوين إلخ. 178
110 بيان ما في الآية من مقامات. تقسيم صفات الله إلى إضافية وسلبية. 179
111 قوله تعالى (الله الصمد) 180
112 معاني الصمد وجه التنكير في (أحد) والتعريف في (الصمد) 181
113 فائدة تكرير لفظة (الله) 182
114 قوله تعالى (لم يلد ولم يولد) نفى كونه تعالى والدا. نفى كونه تعالى مولودا 182
115 المعاني الزائدة على ذلك في الآية إلى ما بعدها 183
116 مقدمة سورة الفلق 185
117 شرح مراتب المخلوقات. 185
118 سبب نزول المعوذتين. 186
119 قوله تعالى (قل أعوذ برب الفلق) ما في قوله (قل) من الفوائد. الاستعانة بالرقى. الاستعاذة. 189
120 التأويل في الفلق. 190
121 قوله تعالى (من شر ما خلق) 192
122 هل المراد إبليس خاصة؟ 192
123 هل المستعاذ منه واقع بقضاء الله تعالى أو غير واقع؟ 193
124 قوله تعالى (ومن شر غاسق إذا وقب) قوله تعالى (ومن شر النفاثات في العقد) 194
125 قوله تعالى (ومن شر حاسد إذا حسد) 195
126 (تفسير سورة الناس) 196
127 قوله تعالى (قل أعوذ برب الناس) الآيات 196
128 قوله تعالى (من شر الوسواس) الآيات 197