تفسير الرازي - الرازي - ج ١٦ - الصفحة ٤٤
السابق
فما ظنك بحال من سعى في أخذ مال غيره بالباطل والتزوير والمكر.
المسألة الثانية: أصل الكنز في كلام العرب هو الجمع، وكل شيء جمع بعضه إلى بعض فهو مكنوز، يقال: هذا جسم مكتنز الأجزاء إذا كان مجتمع الأجزاء، واختلف علماء الصحابة في المراد بهذا الكنز المذموم فقال الأكثرون: هو المال الذي لم تؤد زكاته، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أديت زكاته فليس بكنز. وقال ابن عمر: كل ما أديت زكاته فليس بكنز وإن كان تحت سبع أرضين، وكل ما لم تؤد زكاته فهو كنز وإن كان فوق الأرض، وقال جابر: إذا أخرجت الصدقة من تلك فقد أذهبت عنه شره وليس بكنز. وقال ابن عباس: في قوله: * (ولا ينفقونها في سبيل الله) * يريد الذين لا يؤدون زكاة أموالهم. قال القاضي: تخصيص هذا المعنى بمنع الزكاة لا سبيل إليه، بل الواجب أن يقال: الكنز هو المال الذي ما أخرج عنه ما وجب إخراجه عنه، ولا فرق بين الزكاة وبين ما يجب من الكفارات، وبين ما يلزم من نفقة الحج أو الجمعة، وبين ما يجب إخراجه في الدين والحقوق والإنفاق على الأهل أو العيال وضمان المتلفات وأروش الجنايات فيجب في كل هذه الأقسام أن يكون داخلا في الوعيد.
والقول الثاني: أن المال الكثير إذا جمع فهو الكنز المذموم، سواء أديت زكاته أو لم تؤد. واحتج الذاهبون إلى القول الأول على صحة قولهم بأمور: الأول: عموم قوله تعالى: * (لها ما كسبت) * فإن ذلك يدل على أن كل ما اكتسبه الإنسان فهو حقه. وكذا قوله تعالى: * (ولا يسألكم أموالكم) * (محمد: 36) وقوله عليه الصلاة والسلام: " نعم المال الصالح للرجل الصالح " وقوله عليه السلام: " كل امرئ أحق بكسبه " وقوله عليه السلام: " ما أدى زكاته فليس بكنز وإن كان باطنا، وما بلغ أن يزكى ولم يزك فهو كنز " وإن كان ظاهرا. الثاني: أنه كان في زمان الرسول عليه الصلاة والسلام جماعة كعثمان وعبد الرحمن بن عوف، وكان عليه السلام يعدهم من أكابر المؤمنين. الثالث: أنه عليه السلام ندب إلى إخراج الثلث أو أقل في المرض، ولو كان جمع المال محرما لكان عليه السلام أقر المريض بالتصدق بكله، بل كان يأمر الصحيح في حال صحته بذلك. واحتج الذاهبون إلى القول الثاني بوجوه: الأول: عموم هذه الآية، ولا شك أن ظاهرها دليل على المنع من جمع المال، فالمصير إلى أن الجمع مباح بعد إخراج الزكاة ترك لظاهر هذه الآية، فلا يصار إليه إلا بدليل منفصل. والثاني: ما روى سالم بن الجعد أنه لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تبا للذهب تبا للفضة، قالها ثلاثا، فقالوا له أي مال نتخذ؟ قال: لسانا ذاكرا، وقلبا خاشعا، وزوجة تعين أحدكم على دينه. وقال عليه السلام: " من برك صفراء أو بيضاء كوى بها، وتوفى رجل فوجد في مئزره دينار. فقال
(٤٤)
التالي
الاولى ١
٢٣٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم) 1
2 قوله تعالى (ويذهب غيظ قلوبهم) الآية 3
3 قوله تعالى (أم حسبتم أن تتركوا) الآية 4
4 قوله تعالى (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله) الآية 5
5 قوله تعالى (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الاخر) 8
6 قوله تعالى (أجعلتم سقاية الحاج) الآية 10
7 قوله تعالى (الذين آمنوا وهاجروا) الآية 12
8 قوله تعالى (يبشرهم ربهم برحمة منه) الآية 14
9 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء) الآية 16
10 قوله تعالى (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم) 17
11 قوله تعالى (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) الآية 19
12 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس) الآية 22
13 قوله تعالى (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) الآية 26
14 قوله تعالى (وقالت اليهود عزير ابن الله) 31
15 قوله تعالى (يريدون أن يطفئوا نور الله) 37
16 قوله تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق) 38
17 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان) الآية 40
18 قوله تعالى (يوم يحمى عليها في نار جهنم) 47
19 قوله تعالى (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا) الآية 48
20 قوله تعالى (إنما النسئ زيادة في الكفر) 54
21 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله) الآية 57
22 قوله تعالى (إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما) 59
23 قوله تعالى (إلا تنصروه فقد نصره الله) 61
24 قوله تعالى (انفروا خفافا وثقالا) الآية 68
25 قوله تعالى (لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك) الآية 70
26 قوله تعالى (عفا الله عنك لم أذنت لهم) 72
27 قوله تعالى (لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر) الآية 74
28 قوله تعالى (إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر) 75
29 قوله تعالى (ولو أرادوا الخروج) الآية 77
30 قوله تعالى (ولو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا) الآية 79
31 قوله تعالى (لقد ابتغوا الفتنة من قبل) 81
32 قوله تعالى (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) الآية 82
33 قوله تعالى (إن تصبك حسنة تسؤهم) 83
34 قوله تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) الآية 84
35 قوله تعالى (قل هل تربصون بنا) الآية 85
36 قوله تعالى (قل أنفقوا طوعا أو كرها) 86
37 قوله تعالى (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم) الآية 88
38 قوله تعالى (فلا تعجبك أموالهم) الآية 90
39 قوله تعالى (ويحلفون بالله إنهم لمنكم) الآية 94
40 قوله تعالى (ومنهم من يلمزك في الصدقات) 96
41 قوله تعالى (ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله) 98
42 قوله تعالى (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) الآية 99
43 قوله تعالى (ومنهم الذين يؤذون النبي) 114
44 قوله تعالى (يحلفون بالله لكم ليرضوكم) 117
45 قوله تعالى (ألم يعلموا أنه من يحادد الله) الآية 118
46 قوله تعالى (يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة) الآية 119
47 قوله تعالى (ولئن سألتهم ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب) الآية 120
48 قوله تعالى (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) الآية 122
49 قوله تعالى (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض) الآية 122
50 قوله تعالى (وعد الله المنافقين والمنافقات) 126
51 قوله تعالى (ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم) 128
52 قوله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) الآية 129
53 قوله تعالى (وعد الله المؤمنين والمؤمنات) 131
54 قوله تعالى (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين) الآية 133
55 قوله تعالى (يحلفون بالله ما قالوا) الآية 134
56 قوله تعالى (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله) الآية 136
57 قوله تعالى (فلما آتاهم من فضله بخلوا به) 140
58 قوله تعالى (فأعقبهم نفاقا في قلوبهم 141
59 قوله تعالى (الذين يلمزون المطوعين) الآية 143
60 قوله تعالى (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم) 145
61 قوله تعالى (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله) الآية 147
62 قوله تعالى (فان رجعك الله إلى طائفة منهم) 149
63 قوله تعالى (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا) الآية 150
64 قوله تعالى (ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم) الآية 153
65 قوله تعالى (وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله) 154
66 قوله تعالى (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم) الآية 155
67 قوله تعالى (لكن الرسول والذين آمنوا معه) الآية 156
68 قوله تعالى (وجاء المعذرون من الأعراب) 157
69 قوله تعالى (ليس على الضعفاء ولا على المرضى) الآية 158
70 قوله تعالى (إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء) الآية 161
71 قوله تعالى (سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم) الآية 162
72 قوله تعالى (الاعراب أشد كفرا ونفاقا) 163
73 قوله تعالى (ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما) الآية 164
74 قوله تعالى (ومن الاعراب من يؤمن بالله) 166
75 قوله تعالى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) الآية 167
76 قوله تعالى (وممن حولكم من الاعراب منافقون) الآية 171
77 قوله تعالى (وآخرون اعترفوا بذنوبهم) 173
78 قوله تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم) الآية 176
79 قوله تعالى (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده) 183
80 قوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله) الآية 186
81 قوله تعالى (وآخرون مرجون لأمر الله) 189
82 قوله تعالى (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا) الآية 191
83 قوله تعالى (لا تقم فيه أبدا) الآية 193
84 قوله تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم) الآية 197
85 قوله تعالى (التائبون العابدون) الآية 201
86 قوله تعالى (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) الآية 207
87 قوله تعالى (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه) الآية 209
88 قوله تعالى (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم) الآية 211
89 قوله تعالى (لقد تاب الله على النبي) الآية 212
90 قوله تعالى (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) 215
91 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) 219
92 قوله تعالى (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب) الآية 222
93 قوله تعالى (ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة) الآية 223
94 قوله تعالى (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) الآية 224
95 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم) الآية 227
96 قوله تعالى (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا 229
97 قوله تعالى (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة) الآية 231
98 قوله تعالى (وإذا ما أنزلت سورة نظر بعض إلى بعض) الآية 232
99 قوله تعالى (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) 234
100 قوله تعالى (فإن تولوا فقل حسبي الله) 236