تفسير الرازي - الرازي - ج ١٦ - الصفحة ٧٧
السابق
ثم لما كان عدم الإيمان قد يكون بسبب الشك فيه، وقد يكون بسبب الجزم والقطع بعدمه، بين تعالى أن عدم إيمان هؤلاء إنما كان بسبب الشك والريب، وهذا يدل على أن الشاك المرتاب غير مؤمن بالله. وههنا سؤالان:
السؤال الأول: أن العلم إذا كان استدلاليا كان وقوع الشك في الدليل يوجب وقوع الشك في المدلول، ووقع الشك في مقدمة واحدة من مقدمات الدليل يكفي في حصول الشك في صحة الدليل، فهذا يقتضي أن الرجل المؤمن إذا وقع له سؤال وإشكال في مقدمة من مقدمات دليله أن يصير شاكا في المدلول، وهذا يقتضي أن يخرج المؤمن عن إيمانه في كل لحظة، بسبب أنه خطر بباله سؤال وإشكال، ومعلوم أن ذلك باطل، فثبت أن بناء الإيمان ليس على الدليل بل على التقليد. فصارت هذه الآية دالة على أن الأصل في الإيمان هو التقليد من هذا الوجه.
والجواب: أن المسلم وإن عرض له الشك في صحة بعض مقدمات دليل واحد إلا أن سائر الدلائل سليمة عنده من الطعن، فلهذا السبب بقي إيمانه دائما مستمرا.
السؤال الثاني: أليس أن أصحابكم يقولون: أنا مؤمن إن شاء الله تعالى، وذلك يقتضي حصول الشك؟
والجواب: أنا استقصينا في تحقيق هذه المسألة في سورة الأنفال، في تفسير قوله: * (أولئك هم المؤمنون حقا) * (الأنفال: 74).
المسألة الثانية: قالت الكرامية: الإيمان هو مجرد الإقرار مع أنه تعالى شهد عليهم في هذه الآية بأنهم ليسوا مؤمنين.
المسألة الثالثة: قوله: * (وارتابت قلوبهم) * يدل على أن محل الريب هو القلب فقط، ومتى كان محل الريب هو القلب كان محل المعرفة، والإيمان أيضا هو القلب، لأن محل أحد الضدين يجب أن يكون هو محلا للضد الآخر، ولهذا السبب قال تعالى: * (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان) * (المجادلة: 22) وإذا كان محل المعرفة والكفر القلب، كان المثاب والمعاقب في الحقيقة هو القلب والبواقي تكون تبعا له.
المسألة الرابعة: قوله: * (فهم في ريبهم يترددون) * معناه أن الشاك المرتاب يبقى مترددا بين النفي والإثبات، غير حاكم بأحد القسمين ولا جازم بأحد النقيضين. وتقريره: أن الاعتقاد إما أن يكون جازما أو لا يكون، فالجازم إن كان غير مطابق فهو الجهل وإن كان مطابقا، فإن كان غير يقين فهو العلم، وإلا فهو اعتقاد المقلد. وإن كان غير جازم، فإن كان أحد الطرفين راجحا فالراجح هو الظن والمرجوح هو الوهم. وإن اعتدل الطرفان فهو الريب والشك، وحينئذ يبقى الإنسان مترددا بين الطرفين.
(٧٧)
التالي
الاولى ١
٢٣٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم) 1
2 قوله تعالى (ويذهب غيظ قلوبهم) الآية 3
3 قوله تعالى (أم حسبتم أن تتركوا) الآية 4
4 قوله تعالى (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله) الآية 5
5 قوله تعالى (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الاخر) 8
6 قوله تعالى (أجعلتم سقاية الحاج) الآية 10
7 قوله تعالى (الذين آمنوا وهاجروا) الآية 12
8 قوله تعالى (يبشرهم ربهم برحمة منه) الآية 14
9 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء) الآية 16
10 قوله تعالى (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم) 17
11 قوله تعالى (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) الآية 19
12 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس) الآية 22
13 قوله تعالى (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) الآية 26
14 قوله تعالى (وقالت اليهود عزير ابن الله) 31
15 قوله تعالى (يريدون أن يطفئوا نور الله) 37
16 قوله تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق) 38
17 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان) الآية 40
18 قوله تعالى (يوم يحمى عليها في نار جهنم) 47
19 قوله تعالى (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا) الآية 48
20 قوله تعالى (إنما النسئ زيادة في الكفر) 54
21 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله) الآية 57
22 قوله تعالى (إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما) 59
23 قوله تعالى (إلا تنصروه فقد نصره الله) 61
24 قوله تعالى (انفروا خفافا وثقالا) الآية 68
25 قوله تعالى (لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك) الآية 70
26 قوله تعالى (عفا الله عنك لم أذنت لهم) 72
27 قوله تعالى (لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر) الآية 74
28 قوله تعالى (إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر) 75
29 قوله تعالى (ولو أرادوا الخروج) الآية 77
30 قوله تعالى (ولو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا) الآية 79
31 قوله تعالى (لقد ابتغوا الفتنة من قبل) 81
32 قوله تعالى (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) الآية 82
33 قوله تعالى (إن تصبك حسنة تسؤهم) 83
34 قوله تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) الآية 84
35 قوله تعالى (قل هل تربصون بنا) الآية 85
36 قوله تعالى (قل أنفقوا طوعا أو كرها) 86
37 قوله تعالى (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم) الآية 88
38 قوله تعالى (فلا تعجبك أموالهم) الآية 90
39 قوله تعالى (ويحلفون بالله إنهم لمنكم) الآية 94
40 قوله تعالى (ومنهم من يلمزك في الصدقات) 96
41 قوله تعالى (ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله) 98
42 قوله تعالى (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) الآية 99
43 قوله تعالى (ومنهم الذين يؤذون النبي) 114
44 قوله تعالى (يحلفون بالله لكم ليرضوكم) 117
45 قوله تعالى (ألم يعلموا أنه من يحادد الله) الآية 118
46 قوله تعالى (يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة) الآية 119
47 قوله تعالى (ولئن سألتهم ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب) الآية 120
48 قوله تعالى (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) الآية 122
49 قوله تعالى (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض) الآية 122
50 قوله تعالى (وعد الله المنافقين والمنافقات) 126
51 قوله تعالى (ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم) 128
52 قوله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) الآية 129
53 قوله تعالى (وعد الله المؤمنين والمؤمنات) 131
54 قوله تعالى (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين) الآية 133
55 قوله تعالى (يحلفون بالله ما قالوا) الآية 134
56 قوله تعالى (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله) الآية 136
57 قوله تعالى (فلما آتاهم من فضله بخلوا به) 140
58 قوله تعالى (فأعقبهم نفاقا في قلوبهم 141
59 قوله تعالى (الذين يلمزون المطوعين) الآية 143
60 قوله تعالى (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم) 145
61 قوله تعالى (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله) الآية 147
62 قوله تعالى (فان رجعك الله إلى طائفة منهم) 149
63 قوله تعالى (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا) الآية 150
64 قوله تعالى (ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم) الآية 153
65 قوله تعالى (وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله) 154
66 قوله تعالى (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم) الآية 155
67 قوله تعالى (لكن الرسول والذين آمنوا معه) الآية 156
68 قوله تعالى (وجاء المعذرون من الأعراب) 157
69 قوله تعالى (ليس على الضعفاء ولا على المرضى) الآية 158
70 قوله تعالى (إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء) الآية 161
71 قوله تعالى (سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم) الآية 162
72 قوله تعالى (الاعراب أشد كفرا ونفاقا) 163
73 قوله تعالى (ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما) الآية 164
74 قوله تعالى (ومن الاعراب من يؤمن بالله) 166
75 قوله تعالى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) الآية 167
76 قوله تعالى (وممن حولكم من الاعراب منافقون) الآية 171
77 قوله تعالى (وآخرون اعترفوا بذنوبهم) 173
78 قوله تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم) الآية 176
79 قوله تعالى (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده) 183
80 قوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله) الآية 186
81 قوله تعالى (وآخرون مرجون لأمر الله) 189
82 قوله تعالى (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا) الآية 191
83 قوله تعالى (لا تقم فيه أبدا) الآية 193
84 قوله تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم) الآية 197
85 قوله تعالى (التائبون العابدون) الآية 201
86 قوله تعالى (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) الآية 207
87 قوله تعالى (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه) الآية 209
88 قوله تعالى (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم) الآية 211
89 قوله تعالى (لقد تاب الله على النبي) الآية 212
90 قوله تعالى (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) 215
91 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) 219
92 قوله تعالى (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب) الآية 222
93 قوله تعالى (ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة) الآية 223
94 قوله تعالى (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) الآية 224
95 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم) الآية 227
96 قوله تعالى (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا 229
97 قوله تعالى (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة) الآية 231
98 قوله تعالى (وإذا ما أنزلت سورة نظر بعض إلى بعض) الآية 232
99 قوله تعالى (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) 234
100 قوله تعالى (فإن تولوا فقل حسبي الله) 236