الاولى ١
٢٣٦ الاخيرة
تفسير الرازي - الرازي - ج ١٥ - الصفحة ١٩٨
السابق
أنه صلى الله عليه وسلم قال: " لا تخرجوا أحدا منهم إلا بفداء أو بضرب العنق " فقال ابن مسعود: إلا سهيل بن بيضاء، فإني سمعته يذكر الإسلام. فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد خوفي. ثم قال من بعد: " إلا سهيل بن بيضاء " وعن عبيدة السلماني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للقوم: " إن شئتم قتلتموهم، وإن شئتم فاديتموهم واستشهد منكم بعدتهم " فقالوا: بل نأخذ الفداء فاستشهدوا بأحد. وكان فداء الأسارى عشرين أوقية وفداء العباس أربعين أوقية، وعن محمد بن سيرين كان فداؤهم مائة أوقية والأوقية أربعون درهما أو ستة دنانير. وروي أنهم أخذوا الفداء نزلت هذه الآية فدخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو وأبو بكر يبكيان فقال: يا رسول الله أخبرني فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت، فقال أبكي على أصحابك في أخذهم الفداء، ولقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة - لشجرة قريبة منه - ولو نزل عذاب من السماء لما نجا منه غير عمر وسعد بن معاذ. هذا هو الكلام في سبب نزول هذه الآية.
المسألة الثالثة: تمسك الطاعنون في عصمة الأنبياء عليهم السلام بهذه الآية من وجوه:
الوجه الأول: أن قوله تعالى: * (ما كان لنبي أن يكون له أسرى) * صريح في أن هذا المعنى منهي عنه، وممنوع من قبل الله تعالى. ثم إن هذا المعنى قد حصل، ويدل عليه وجهان: الأول: قوله تعالى بعد هذه الآية: * (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى) * (الأنفال: 70) الثاني: أن الرواية التي ذكرناها قد دلت على أنه عليه الصلاة والسلام ما قتل أولئك الكفار، بل أسرهم، فكان الذنب لازما من هذا الوجه.
الوجه الثاني: أنه تعالى أمر النبي عليه الصلاة والسلام وجميع قومه يوم بدر بقتل الكفار وهو قوله: * (فاضربوا فوق الإعناق واضربوا منهم كل بنان) * (الأنفال: 12) وظاهر الأمر للوجوب، فلما لم يقتلوا بل أسروا كان الأسر معصية.
الوجه الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم حكم بأخذ الفداء، وكان أخذ الفداء معصية، ويدل عليه وجهان: الأول: قوله تعالى: * (تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة) * وأجمع المفسرون على أن المراد من عرض الدنيا ههنا هو أخذ الفداء. والثاني: قوله تعالى: * (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) * وأجمعوا على أن المراد بقوله: * (أخذتم) * ذلك الفداء.
الوجه الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر بكيا، وصرح الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إنما بكى لأجل أنه حكم بأخذ الفداء، وذلك يدل على أنه ذنب.
الوجه الخامس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن العذاب قرب نزوله ولو نزل لما نجا منه إلا عمر " وذلك يدل على الذنب، فهذه جملة وجوه تمسك القوم بهذه الآية.
(١٩٨)
التالي
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض) الآية 1
2 قوله تعالى (والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة) الآية 3
3 قوله تعالى (واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم) الآية 4
4 قوله تعالى (ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا) الآية 7
5 قوله تعالى (ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا) الآية 8
6 قوله تعالى (إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم) الآية 11
7 قوله تعالى (والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا) الآية 12
8 قوله تعالى (ولما سكت عن موسى الغضب) الآية 13
9 قوله تعالى (واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا) الآية 14
10 قوله تعالى (واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة) الآية 19
11 قوله تعالى (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) الآية 21
12 قوله تعالى (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) الآية 25
13 قوله تعالى (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق) الآية 30
14 قوله تعالى (وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما) الآية 31
15 قوله تعالى (وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية) الآية 33
16 قوله تعالى (واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر) الآية 35
17 قوله تعالى (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما) الآية 36
18 قوله تعالى (قلما نسوا ما ذكروا به) الآية 38
19 قوله تعالى (فلما عتوا عما نهوا عنه) الآية 39
20 قوله تعالى (وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم) 40
21 قوله تعالى (وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون) الآية 41
22 قوله تعالى (فخلف من بعدهم خلف) الآية 42
23 قوله تعالى (والذين يمسكون بالكتاب) 43
24 قوله تعالى (وإذ نتقنا الجبل فوقهم) الآية 44
25 قوله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم) 45
26 قوله تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) الآية 52
27 قوله تعالى (ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض) الآية 54
28 قوله تعالى (ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا) الآية 56
29 قوله تعالى (من يهد الله فهو المهتدي) 57
30 قوله تعالى (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس) الآية 59
31 قوله تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) الآية 64
32 قوله تعالى (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق) قوله تعالى (والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم) الآية 72
33 قوله تعالى (وأملى لهم إن كيدي متين) 73
34 قوله تعالى (أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة) الآية 74
35 قوله تعالى (أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض) الآية 75
36 قوله تعالى (ومن يضلل الله فلا هادي له) 78
37 قوله تعالى (يسألونك عن الساعة أيان مرساها) الآية 79
38 قوله تعالى (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا) الآية 82
39 قوله تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها) 84
40 قوله تعالى (أيشركون مالا يخلق شيئا) 89
41 قوله تعالى (وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم) الآية 90
42 قوله تعالى (ألهم أرجل يمشون بها) الآية 91
43 قوله تعالى (إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين) 93
44 قوله تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف) 94
45 قوله تعالى (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) الآية 96
46 قوله تعالى (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان) الآية 97
47 قوله تعالى (وإخوانهم يمدونهم في الغي) 99
48 قوله تعالى (وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها) الآية 100
49 قوله تعالى (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له) 101
50 قوله تعالى (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة) الآية 104
51 قوله تعالى (إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته) 109
52 سورة الأنفال 112
53 قوله تعالى (يسألونك عن الأنفال) 112
54 قوله تعالى (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) 116
55 قوله تعالى (الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) الآية 119
56 قوله تعالى (أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم) الآية 120
57 قوله تعالى (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) الآية 124
58 قوله تعالى (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم) الآية 126
59 قوله تعالى (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم) الآية 128
60 قوله تعالى (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه) 130
61 قوله تعالى (ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار) الآية 135
62 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا) الآية 136
63 قوله تعالى (ومن يولهم يومئذ دبره) الآية 137
64 قوله تعالى (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم) 138
65 قوله تعالى (ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين) 140
66 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله) الآية 142
67 قوله تعالى (ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم) الآية 143
68 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول) الآية 144
69 قوله تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) الآية 148
70 قوله تعالى (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض) 149
71 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول) الآية 150
72 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) الآية 152
73 قوله تعالى (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك) الآية 153
74 قوله تعالى (وإذ تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا) الآية 155
75 قوله تعالى (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك) الآية 156
76 قوله تعالى (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) الآية 158
77 قوله تعالى (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله) 159
78 قوله تعالى (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) الآية 160
79 قوله تعالى (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) 162
80 قوله تعالى (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول) الآية 163
81 قوله تعالى (إذ أنتم بالعدوة الدنيا) الآية 166
82 قوله تعالى (إذ يريكهم الله في منامك قليلا) 168
83 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا) الآية 169
84 قوله تعالى (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا) الآية 170
85 قوله تعالى (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا) الآية 171
86 قوله تعالى (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم) 173
87 قوله تعالى (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض) الآية 175
88 قوله تعالى (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة) الآية 176
89 قوله تعالى (ذلك بما قدمت أيديكم) الآية 177
90 قوله تعالى (كدأب آل فرعون) الآية 179
91 قوله تعالى (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم) الآية 180
92 قوله تعالى (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا) الآية 181
93 قوله تعالى (ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا) الآية 182
94 قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) 184
95 قوله تعالى (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) 186
96 قوله تعالى (وإن يريدوا أن يخدعوك) 187
97 قوله تعالى (وألف بين قلوبهم) الآية 188
98 قوله تعالى (يا أيها النبي حسبك الله) 190
99 قوله تعالى (الآن خفف الله عنكم) 193
100 قوله تعالى (ما كان لنبي أن يكون له أسرى) 195
101 قوله تعالى (لولا كتاب من الله سبق) 201
102 قوله تعالى (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الاسرى) الآية 202
103 قوله تعالى (إن الذين آمنوا وهاجروا) 205
104 قوله تعالى (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله) 211
105 سورة التوبة 214
106 قوله تعالى (براءة من الله ورسوله) 214
107 قوله تعالى (فسيحوا في الأرض) الآية 218
108 قوله تعالى (وأذن من الله ورسوله) الآية 219
109 قوله تعالى (إلا الذين عاهدتم من المشركين) الآية 222
110 قوله تعالى (فإذا انسلخ الأشهر الحرم) 223
111 قوله تعالى (وإن أحد من المشركين استجارك) الآية 225
112 قوله تعالى (كيف وإن يظهروا عليكم) 229
113 قوله تعالى (اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا) 230
114 قوله تعالى (فإن تابوا وأقاموا الصلاة) 231
115 قوله تعالى (ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم) الآية 233