تفسير الرازي - الرازي - ج ١٣ - الصفحة ٣٧
السابق
وسائر الكواكب آلهة لهذا العالم مدبرة له.
الوجه الثاني: في شرح حقيقة مذهب عبدة الأصنام ما ذكره أبو معشر جعفر بن محمد المنجم البلخي رحمه الله فقال في بعض كتبه: إن كثيرا من أهل الصين والهند كانوا يثبتون الإله والملائكة إلا أنهم يعتقدون أنه تعالى جسم وذو صورة كأحسن ما يكون من الصور وللملائكة أيضا صور حسنة إلا أنهم كلهم محتجبون عنا بالسموات، فلا جرم اتخذوا صورا وتماثيل أنيقة المنظر حسنة الرؤيا والهيكل فيتخذون صورة في غاية الحسن ويقولون إنها هيكل الإله، وصورة أخرى دون الصورة الأولى ويجعلونها على صورة الملائكة، ثم يواظبون على عبادتها قاصدين بتلك العبادة طلب الزلفى من الله تعالى ومن الملائكة، فإن صح ما ذكره أبو معشر فالسبب في عبادة الأوثان اعتقاد أن الله تعالى جسم وفي مكان.
الوجه الثالث: في هذا الباب أن القوم يعتقدون أن الله تعالى فوض تدبير كل واحد من الأقاليم إلى ملك بعينه. وفوض تدبير كل قسم من أقسام ملك العالم إلى روح سماوي بعينه فيقولون مدبر البحار ملك، ومدبر الجبال ملك آخر، ومدبر الغيوم والأمطار ملك، ومدبر الأرزاق ملك، ومدبر الحروب والمقاتلات ملك آخر، فلما اعتقدوا ذلك اتخذوا لكل واحد من أولئك الملائكة صنما مخصوصا وهيكلا مخصوصا ويطلبون من كل صنم ما يليق بذلك الروح الفلكي من الآثار والتدبيرات، وللقوم تأويلات أخرى سوى هذه الثلاثة ذكرناها في أول سورة البقرة، ولنكتف ههنا بهذا القدر من البيان والله أعلم.
المسألة الثالثة: ظاهر هذه الآية يدل على أن اسم والد إبراهيم هو آزر، ومنهم من قال اسمه تارح. قال الزجاج: لا خلاف بين النسابين أن اسمه تارح، ومن الملحدة من جعل هذا طعنا في القرآن. وقال هذا النسب خطأ وليس بصواب، وللعلماء ههنا مقامان:
المقام الأول: أن اسم والد إبراهيم عليه السلام هو آزر، وأما قولهم أجمع النسابون على أن اسمه كان تارح. فنقول هذا ضعيف لأن ذلك الإجماع إنما حصل لأن بعضهم يقلد بعضا، وبالآخرة يرجع ذلك الإجماع إلى قول الواحد والاثنين مثل قول وهب وكعب وغيرهما، وربما تعلقوا بما يجدونه من أخبار اليهود والنصارى، ولا عبرة بذلك في مقابلة صريح القرآن.
المقام الثاني: سلمنا أن اسمه كان تارح ثم لنا ههنا وجوه:
الوجه الأول: لعل والد إبراهيم كان مسمى بهذين الاسمين، فيحتمل أن يقال إن اسمه الأصلي كان آزر وجعل تارح لقباله، فاشتهر هذا اللقب وخفي الاسم. فالله تعالى ذكره بالاسم،
(٣٧)
التالي
الاولى ١
٢٣٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا) الآية 1
2 قوله تعالى (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) الآية 5
3 قوله تعالى (قل لو أن عندي ما تستعجلون به) الآية 7
4 قوله تعالى (وعنده مفاتح الغيب) الآية 8
5 قوله تعالى (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار) الآية 11
6 قوله تعالى (وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة) الآية 12
7 قوله تعالى (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) 16
8 قوله تعالى (قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر) الآية 19
9 قوله تعالى (قل هو القادر أن يبعث عليكم عذابا) الآية 21
10 قوله تعالى (وكذب به قومك وهو الحق) 22
11 قوله تعالى (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا) الآية 23
12 قوله تعالى (وما على الذين ينفقون من حسابهم من شئ) الآية 25
13 قوله تعالى (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا) الآية 26
14 قوله تعالى (قل اندعوا من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا) الآية 27
15 قوله تعالى (وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق) الآية 30
16 قوله تعالى (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر) 33
17 قوله تعالى (وكذلك نرى إبراهيم) 40
18 قوله تعالى (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا 45
19 قوله تعالى (فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي) الآية 55
20 قوله تعالى (إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) الآية 56
21 قوله تعالى (وحاجة قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان) الآية 57
22 قوله تعالى (وكيف أخاف ما أشركتم) 59
23 قوله تعالى (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه) الآية 60
24 قوله تعالى (ووهبنا له اسحق ويعقوب كلا هدينا) الآية 61
25 قوله تعالى (ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم) الآية 65
26 قوله تعالى (أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة) الآية 66
27 قوله تعالى (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) الآية 68
28 قوله تعالى (وما قدروا الله حق قدره) 71
29 قوله تعالى (وهذا كتاب أنزلناه مبارك ومصدق الذي بين يديه) الآية 79
30 قوله تعالى (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا) الآية 82
31 قوله تعالى (لقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة) 85
32 قوله تعالى (إن الله فالق الحب والنوى) 88
33 قوله تعالى (فالق الاصباح وجعل الليل سكنا) الآية 93
34 قوله تعالى (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها) الآية 99
35 قوله تعالى (وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة) الآية 101
36 قوله تعالى (وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به) الآية 104
37 قوله تعالى (وجعلوا لله شركاء الجن) 111
38 قوله تعالى (بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد) الآية 116
39 قوله تعالى (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ) الآية 119
40 قوله تعالى (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار) الآية 123
41 قوله تعالى (قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه) الآية 132
42 قوله تعالى (وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست) الآية 133
43 قوله تعالى (اتبع ما أوحى إليك من ربك) 136
44 قوله تعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله) الآية 138
45 قوله تعالى (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جائتهم آية ليؤمنن بها) 141
46 قوله تعالى (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) الآية 145
47 قوله تعالى (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى) الآية 148
48 قوله تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن) 151
49 قوله تعالى (ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة) الآية 155
50 قوله تعالى (أفغير الله ابتغى حكما) الآية 157
51 قوله تعالى (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا) 159
52 قوله تعالى (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) الآية 161
53 قوله تعالى (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين) 163
54 قوله تعالى (وما لكم ألا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) 164
55 قوله تعالى (وذروا ظاهر الاثم وباطنه) 166
56 قوله تعالى (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) 167
57 قوله تعالى (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا) الآية 169
58 قوله تعالى (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها) الآية 172
59 قوله تعالى (وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتي مثل ما أوتى رسل الله) 174
60 قوله تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) الآية 176
61 قوله تعالى (وهذا صراط ربك مستقيما) 186
62 قوله تعالى (لهم دار السلام عند ربهم 187
63 قوله تعالى (ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن) الآية 189
64 قوله تعالى (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) 192
65 قوله تعالى (يا معشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم) الآية 193
66 قوله تعالى (ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى) 195
67 قوله تعالى (ولكل درجات مما عملوا) 196
68 قوله تعالى (وربك الغنى ذو الرحمة) الآية 197
69 قوله تعالى (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل) الآية 201
70 قوله تعالى (وجعلوا لله ما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا) الآية 203
71 قوله تعالى (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم) الآية 204
72 قوله تعالى (وقالوا هذه الانعام وحرث حجر) الآية 206
73 قوله تعالى (وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا) الآية 207
74 قوله تعالى (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم) الآية 208
75 قوله تعالى (وهو الذي أنشأ جنات معروشات) الآية 209
76 قوله تعالى (ومن الانعام حمولة وفرشا) 214
77 قوله تعالى (ثمانية أزواج من الضأن اثنين) الآية 215
78 قوله تعالى (قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما) 217
79 قوله تعالى (وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر) الآية 222
80 قوله تعالى (فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة) الآية 223
81 قوله تعالى (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا) الآية 224
82 قوله تعالى (قل هل شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا) 229
83 قوله تعالى (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) الآية 230
84 قوله تعالى (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) الآية 232