تفسير الرازي - الرازي - ج ١٣ - الصفحة ١٥٠
السابق
يشهدوا بأنك رسول الله أو ابعث لنا بعض موتانا حتى نسألهم أحق ما تقوله أم باطل؟ أو ائتنا بالله والملائكة قبيلا أي كفيلا على ما تدعيه، فنزلت هذه الآية، وقد ذكرنا مرارا أنهم لما اتفقوا على أن هذه السورة نزلت دفعة واحدة كان القول بأن هذه الآية نزلت في الواقعة الفلانية مشكلا صعبا، فأما على الوجه الذي قررناه وهو أن المقصود منه جواب ما ذكره بعضهم وهو أنهم أقسموا بالله جهد أيمانهم لو جاءتهم آية لآمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام، فذكر الله تعالى هذا الكلام بيانا لكذبهم، وأنه لا فائدة في إنزال الآيات بعد الآيات وإظهار المعجزات بعد المعجزات، بل المعجزة الواحدة لا بد منها ليتميز الصادق عن الكاذب، فأما الزيادة عليها فتحكم محض ولا حاجة إليه وإلا فلهم أن يطلبوا بعد ظهور المعجزة الثانية ثالثة، وبعد الثالثة رابعة، ويلزم أن لا تستقر الحجة وأن لا ينتهي الأمر إلى مقطع ومفصل، وذلك يوجب سد باب النبوات.
المسألة الثانية: قرأ نافع وابن عامر * (قبلا) * ههنا وفي الكهف بكسر القاف وفتح الباء، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بالضم فيهما في السورتين، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ههنا وفي الكهف بالكسر، قال الواحدي: قال أبو زيد يقال لقيت فلانا قبلا ومقابلة وقبلا وقبلا وقبيلا كله واحد. وهو المواجهة. قال الواحدي: فعلى قول أبي زيد المعنى في القراءتين واحد وإن اختلف اللفظان، ومن الناس من أثبت بين اللفظين تفاوتا في المعنى، فقال أما من قرأ * (قبلا) * بكسر القاف وفتح الباء، فقال أبو عبيدة والفراء والزجاج: معناه عيانا، يقال لقيته قبلا أي معاينة، وروي عن أبي ذر قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: أكان آدم نبيا؟ قال: " نعم كان نبيا كلمه الله تعالى قبلا " وأما من قرأ * (قبلا) * فله ثلاثة أوجه. أحدها: أن يكون جمع قبيل الذي يراد به الكفيل، يقال قبلت بالرجل أقبل قبالة أي كلفت به. ويكون المعنى لو حشر عليهم كل شيء وكفلوا بصحة ما يقول لما آمنوا، وموضع الإعجاز فيه أن الأشياء المحشورة منها ما ينطق ومنها ما لا ينطق، فإذا أنطق الله الكل وأطبقوا على قبول هذه الكفالة كان ذلك من أعظم المعجزات. وثانيها: أن يكون * (قبلا) * جمع قبيل بمعنى الصنف والمعنى: وحشرنا عليهم كل شيء قبيلا قبيلا، وموضع الإعجاز فيه هو حشرها بعد موتها، ثم إنها على اختلاف طبائعها تكون مجتمعة في موقف واحد. وثالثها: أن يكون * (قبلا) * بمعنى قبلا أي مواجهة ومعاينة كما فسره أبو زيد.
أما قوله تعالى: * (ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله) * ففيه مسألتان:
المسألة الأولى: المراد من الآية أنه تعالى لو أظهر جميع تلك الأشياء العجيبة الغريبة لهؤلاء الكفار فإنهم لا يؤمنون إلا أن يشاء الله إيمانهم. قال أصحابنا: فلما لم يؤمنوا دل ذلك الدليل على
(١٥٠)
التالي
الاولى ١
٢٣٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا) الآية 1
2 قوله تعالى (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) الآية 5
3 قوله تعالى (قل لو أن عندي ما تستعجلون به) الآية 7
4 قوله تعالى (وعنده مفاتح الغيب) الآية 8
5 قوله تعالى (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار) الآية 11
6 قوله تعالى (وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة) الآية 12
7 قوله تعالى (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) 16
8 قوله تعالى (قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر) الآية 19
9 قوله تعالى (قل هو القادر أن يبعث عليكم عذابا) الآية 21
10 قوله تعالى (وكذب به قومك وهو الحق) 22
11 قوله تعالى (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا) الآية 23
12 قوله تعالى (وما على الذين ينفقون من حسابهم من شئ) الآية 25
13 قوله تعالى (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا) الآية 26
14 قوله تعالى (قل اندعوا من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا) الآية 27
15 قوله تعالى (وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق) الآية 30
16 قوله تعالى (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر) 33
17 قوله تعالى (وكذلك نرى إبراهيم) 40
18 قوله تعالى (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا 45
19 قوله تعالى (فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي) الآية 55
20 قوله تعالى (إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) الآية 56
21 قوله تعالى (وحاجة قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان) الآية 57
22 قوله تعالى (وكيف أخاف ما أشركتم) 59
23 قوله تعالى (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه) الآية 60
24 قوله تعالى (ووهبنا له اسحق ويعقوب كلا هدينا) الآية 61
25 قوله تعالى (ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم) الآية 65
26 قوله تعالى (أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة) الآية 66
27 قوله تعالى (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) الآية 68
28 قوله تعالى (وما قدروا الله حق قدره) 71
29 قوله تعالى (وهذا كتاب أنزلناه مبارك ومصدق الذي بين يديه) الآية 79
30 قوله تعالى (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا) الآية 82
31 قوله تعالى (لقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة) 85
32 قوله تعالى (إن الله فالق الحب والنوى) 88
33 قوله تعالى (فالق الاصباح وجعل الليل سكنا) الآية 93
34 قوله تعالى (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها) الآية 99
35 قوله تعالى (وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة) الآية 101
36 قوله تعالى (وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به) الآية 104
37 قوله تعالى (وجعلوا لله شركاء الجن) 111
38 قوله تعالى (بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد) الآية 116
39 قوله تعالى (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ) الآية 119
40 قوله تعالى (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار) الآية 123
41 قوله تعالى (قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه) الآية 132
42 قوله تعالى (وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست) الآية 133
43 قوله تعالى (اتبع ما أوحى إليك من ربك) 136
44 قوله تعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله) الآية 138
45 قوله تعالى (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جائتهم آية ليؤمنن بها) 141
46 قوله تعالى (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) الآية 145
47 قوله تعالى (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى) الآية 148
48 قوله تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن) 151
49 قوله تعالى (ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة) الآية 155
50 قوله تعالى (أفغير الله ابتغى حكما) الآية 157
51 قوله تعالى (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا) 159
52 قوله تعالى (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) الآية 161
53 قوله تعالى (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين) 163
54 قوله تعالى (وما لكم ألا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) 164
55 قوله تعالى (وذروا ظاهر الاثم وباطنه) 166
56 قوله تعالى (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) 167
57 قوله تعالى (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا) الآية 169
58 قوله تعالى (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها) الآية 172
59 قوله تعالى (وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتي مثل ما أوتى رسل الله) 174
60 قوله تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) الآية 176
61 قوله تعالى (وهذا صراط ربك مستقيما) 186
62 قوله تعالى (لهم دار السلام عند ربهم 187
63 قوله تعالى (ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن) الآية 189
64 قوله تعالى (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) 192
65 قوله تعالى (يا معشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم) الآية 193
66 قوله تعالى (ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى) 195
67 قوله تعالى (ولكل درجات مما عملوا) 196
68 قوله تعالى (وربك الغنى ذو الرحمة) الآية 197
69 قوله تعالى (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل) الآية 201
70 قوله تعالى (وجعلوا لله ما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا) الآية 203
71 قوله تعالى (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم) الآية 204
72 قوله تعالى (وقالوا هذه الانعام وحرث حجر) الآية 206
73 قوله تعالى (وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا) الآية 207
74 قوله تعالى (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم) الآية 208
75 قوله تعالى (وهو الذي أنشأ جنات معروشات) الآية 209
76 قوله تعالى (ومن الانعام حمولة وفرشا) 214
77 قوله تعالى (ثمانية أزواج من الضأن اثنين) الآية 215
78 قوله تعالى (قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما) 217
79 قوله تعالى (وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر) الآية 222
80 قوله تعالى (فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة) الآية 223
81 قوله تعالى (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا) الآية 224
82 قوله تعالى (قل هل شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا) 229
83 قوله تعالى (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) الآية 230
84 قوله تعالى (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) الآية 232