تفسير الرازي - الرازي - ج ١٣ - الصفحة ١٣٨
السابق
اعلم أن هذا الكلام أيضا متعلق بقولهم للرسول عليه السلام إنما جمعت هذا القرآن من مدارسة الناس ومذاكرتهم، فكأنه تعالى يقول له لا تلتفت إلى سفاهات هؤلاء الكفار، ولا يثقلن عليك كفرهم، فإني لو أردت إزالة الكفر عنهم لقدرت، ولكني تركتهم مع كفرهم، فلا ينبغي أن تشغل قلبك بكلماتهم.
واعلم أن أصحابنا تمسكوا بقوله تعالى: * (ولو شاء الله ما أشركوا) * والمعنى: ولو شاء الله أن لا يشركوا ما أشركوا، وحيث لم يحصل الجزاء علمنا أنه لم يحصل الشرط، فعلمنا أن مشيئة الله تعالى بعدم إشراكهم غير حاصلة. قالت المعتزلة: ثبت بالدليل أنه تعالى أراد من الكل الإيمان، وما شاء من أحد الكفر والشرك، وهذه الآية تقتضي أنه تعالى ما شاء من الكل الإيمان، فوجب التوفيق بين الدليلين فيحمل مشيئة الله تعالى لإيمانهم على مشيئة الإيمان الاختياري الموجب للثواب والثناء ويحمل عدم مشيئته لإيمانهم على الإيمان الحاصل بالقهر والجبر وللإلجاء. يعني أنه تعالى ما شاء منهم أن يحملهم على الإيمان على سبيل القهر والإلجاء، لأن ذلك يبطل التكليف ويخرج الإنسان عن استحقاق الثواب. هذا ما عول القوم عليه في هذا الباب، وهو في غاية الضعف ويدل عليه وجوه: الأول: لا شك أنه تعالى هو الذي أقدر الكافر على الكفر فقدرة الكفر إن لم تصلح للإيمان فخالق تلك القدرة لا شك أنه كان مريدا للكفر، وإن كانت صالحة للإيمان لم يترجح جانب الكفر على جانب الإيمان إلا عند حصول داع يدعوه إلى الإيمان، وإلا لزم رجحان أحد طرفي الممكن على الآخر لا لمرجح وهو محال، ومجموع القدرة مع الداعي إلى الكفر يوجب الكفر، وإذا كان خالق القدرة والداعي هو الله تعالى، وثبت أن مجموعهما يوجب الكفر. ثبت أنه تعالى قد أراد الكفر من الكافر. الثاني: في تقرير هذا الكلام أن نقول: إنه تعالى كان عالما بعدم الإيمان من الكافر، ووجود الإيمان مع العلم بعدم الإيمان متضادان ومع وجود أحد الضدين كان حصول الضد الثاني محالا، والمحال مع العلم بكونه محالا غير مراد، فامتنع أن يقال إنه تعالى يريد الإيمان من الكافر. الثالث: هب أن الإيمان الاختياري أفضل وأنفع من الإيمان الحاصل بالجبر والقهر إلا أنه تعالى لما علم أن ذلك الأنفع لا يحصل البتة، فقد كان يجب في حكمته ورحمته أن يحلق فيه الإيمان على سبيل الإلجاء، لأن هذا الإيمان وإن كان لا يوجب الثواب العظيم، فأقل ما فيه أن يخلصه من العقاب العظيم، فترك إيجاد هذا الإيمان فيه على سبيل الإلجاء يوجب وقوعه في أشد العذاب، وذلك لا يليق بالرحمة والإحسان ومثاله أن من كان له ولد عزيز وكان هذا الأب في غاية الشفقة وكان هذا الولد واقفا على طرف البحر فيقول الوالد له: غص في
(١٣٨)
التالي
الاولى ١
٢٣٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا) الآية 1
2 قوله تعالى (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) الآية 5
3 قوله تعالى (قل لو أن عندي ما تستعجلون به) الآية 7
4 قوله تعالى (وعنده مفاتح الغيب) الآية 8
5 قوله تعالى (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار) الآية 11
6 قوله تعالى (وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة) الآية 12
7 قوله تعالى (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) 16
8 قوله تعالى (قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر) الآية 19
9 قوله تعالى (قل هو القادر أن يبعث عليكم عذابا) الآية 21
10 قوله تعالى (وكذب به قومك وهو الحق) 22
11 قوله تعالى (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا) الآية 23
12 قوله تعالى (وما على الذين ينفقون من حسابهم من شئ) الآية 25
13 قوله تعالى (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا) الآية 26
14 قوله تعالى (قل اندعوا من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا) الآية 27
15 قوله تعالى (وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق) الآية 30
16 قوله تعالى (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر) 33
17 قوله تعالى (وكذلك نرى إبراهيم) 40
18 قوله تعالى (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا 45
19 قوله تعالى (فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي) الآية 55
20 قوله تعالى (إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) الآية 56
21 قوله تعالى (وحاجة قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان) الآية 57
22 قوله تعالى (وكيف أخاف ما أشركتم) 59
23 قوله تعالى (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه) الآية 60
24 قوله تعالى (ووهبنا له اسحق ويعقوب كلا هدينا) الآية 61
25 قوله تعالى (ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم) الآية 65
26 قوله تعالى (أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة) الآية 66
27 قوله تعالى (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) الآية 68
28 قوله تعالى (وما قدروا الله حق قدره) 71
29 قوله تعالى (وهذا كتاب أنزلناه مبارك ومصدق الذي بين يديه) الآية 79
30 قوله تعالى (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا) الآية 82
31 قوله تعالى (لقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة) 85
32 قوله تعالى (إن الله فالق الحب والنوى) 88
33 قوله تعالى (فالق الاصباح وجعل الليل سكنا) الآية 93
34 قوله تعالى (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها) الآية 99
35 قوله تعالى (وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة) الآية 101
36 قوله تعالى (وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به) الآية 104
37 قوله تعالى (وجعلوا لله شركاء الجن) 111
38 قوله تعالى (بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد) الآية 116
39 قوله تعالى (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ) الآية 119
40 قوله تعالى (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار) الآية 123
41 قوله تعالى (قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه) الآية 132
42 قوله تعالى (وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست) الآية 133
43 قوله تعالى (اتبع ما أوحى إليك من ربك) 136
44 قوله تعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله) الآية 138
45 قوله تعالى (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جائتهم آية ليؤمنن بها) 141
46 قوله تعالى (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) الآية 145
47 قوله تعالى (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى) الآية 148
48 قوله تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن) 151
49 قوله تعالى (ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة) الآية 155
50 قوله تعالى (أفغير الله ابتغى حكما) الآية 157
51 قوله تعالى (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا) 159
52 قوله تعالى (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) الآية 161
53 قوله تعالى (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين) 163
54 قوله تعالى (وما لكم ألا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) 164
55 قوله تعالى (وذروا ظاهر الاثم وباطنه) 166
56 قوله تعالى (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) 167
57 قوله تعالى (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا) الآية 169
58 قوله تعالى (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها) الآية 172
59 قوله تعالى (وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتي مثل ما أوتى رسل الله) 174
60 قوله تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) الآية 176
61 قوله تعالى (وهذا صراط ربك مستقيما) 186
62 قوله تعالى (لهم دار السلام عند ربهم 187
63 قوله تعالى (ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن) الآية 189
64 قوله تعالى (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) 192
65 قوله تعالى (يا معشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم) الآية 193
66 قوله تعالى (ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى) 195
67 قوله تعالى (ولكل درجات مما عملوا) 196
68 قوله تعالى (وربك الغنى ذو الرحمة) الآية 197
69 قوله تعالى (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل) الآية 201
70 قوله تعالى (وجعلوا لله ما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا) الآية 203
71 قوله تعالى (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم) الآية 204
72 قوله تعالى (وقالوا هذه الانعام وحرث حجر) الآية 206
73 قوله تعالى (وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا) الآية 207
74 قوله تعالى (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم) الآية 208
75 قوله تعالى (وهو الذي أنشأ جنات معروشات) الآية 209
76 قوله تعالى (ومن الانعام حمولة وفرشا) 214
77 قوله تعالى (ثمانية أزواج من الضأن اثنين) الآية 215
78 قوله تعالى (قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما) 217
79 قوله تعالى (وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر) الآية 222
80 قوله تعالى (فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة) الآية 223
81 قوله تعالى (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا) الآية 224
82 قوله تعالى (قل هل شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا) 229
83 قوله تعالى (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) الآية 230
84 قوله تعالى (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) الآية 232