تفسير الرازي - الرازي - ج ١٢ - الصفحة ١٤٣
السابق
النعمة إليه، فيكون الاخلاص أكمل، واستغراق القلب في مشاهدة نور الحق أتم، وانقطاعه عما سوى الحق أقوى وأثبت.
المسألة الثانية: الحمد: لفظ مفرد محلى بالألف واللام فيفيد أصل الماهية. إذا ثبت هذا فنقول: قوله * (الحمد لله) * يفيد أن هذه الماهية لله، وذلك يمنع من ثبوت الحمد لغير الله، فهذا يقتضي أن جميع أقسام الحمد والثناء والتعظيم ليس إلا لله سبحانه. فإن قيل: إن شكر المنعم واجب، مثل شكر الأستاذ على تعليمه، وشكر السلطان على عدله، وشكر المحسن على إحسانه، كما قال عليه الصلاة والسلام: " من لم يشكر الناس لم يشكر الله ". قلنا: المحمود والمشكور في الحقيقة ليس إلا الله، وبيانه من وجوه: الأول: صدور الاحسان من العبد يتوقف على حصول داعية الاحسان في قلب العبد، وحصول تلك الداعية في القلب ليس من العبد، وإلا لافتقر في حصولها إلى داعية أخرى ولزم التسلسل، بل حصولها ليس إلا من الله سبحانه فتلك الداعية عند حصولها يجب الفعل، وعند زوالها يمتنع الفعل فيكون المحسن في الحقيقة ليس إلا الله، فيكون المستحق لكل حمد في الحقيقة هو الله تعالى. وثانيها: أن كل من أحسن من المخلوقين إلى الغير، فإنه إنما يقدم على ذلك الإحسان إما لجلب منفعة أو دفع مضرة، أما جلب المنفعة: فإنه يطمع بواسطة ذلك الإحسان بما يصير سببا لحصول السرور في قلبه أو مكافأة بقليل أو كثير في الدنيا أو وجدان ثواب في الآخرة. وأما دفع المضرة، فهو أن الإنسان إذا رأى حيوانا في ضر أو بلية فإنه يرق قلبه عليه، وتلك الرقة ألم مخصوص يحصل في القلب عند مشاهدة وقوع ذلك الحيوان في تلك المضرة فإذا حاول إنقاذ ذلك الحيوان من تلك المضرة زالت تلك الرقة عن القلب وصار فارغ القلب طيب الوقت، فذلك الإحسان كأنه سبب أفاد تخليص القلب عن ألم الرقة الحسية، فثبت أن كل ما سوى الحق فإنه يستفيد بفعل الإحسان إما جلب منفعة أو دفع مضرة، أما الحق سبحانه وتعالى، فإنه يحسن ولا يستفيد منه جلب منفعة ولا دفع مضرة، وكان المحسن الحقيقي ليس إلا الله تعالى، فبهذا السبب كان المستحق لكل أقسام الحمد هو الله، فقال: * (الحمد لله) * وثالثها: أن كل إحسان يقدم عليه أحد من الخلق فالانتفاع به لا يكمل إلا بواسطة إحسان الله، ألا ترى أنه لولا أن الله تعالى خلق أنواع النعمة وإلا لم يقدر الإنسان على إيصال تلك الحنطة والفواكه إلى الغير، وأيضا فلولا أنه سبحانه أعطى الإنسان الحواس الخمس التي بها يمكنه الانتفاع بتلك النعم وإلا لعجز عن الانتفاع بها. ولولا أنه سبحانه أعطاه المزاج الصحي والبنية السليمة وإلا لما أمكنه الانتفاع بها، فثبت أن كل إحسان يصدر عن محسن سوى الله
(١٤٣)
التالي
الاولى ١
٢٣٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور) 1
2 قوله تعالى (فلا تخشوا الناس واخشون) 3
3 قوله تعالى (وكتبنا عليهم فيها) الآية 5
4 قوله تعالى (فمن تصدق به فهو كفارة له) 6
5 قوله تعالى (وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم) 7
6 قوله تعالى (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه) 8
7 قوله تعالى (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق) 9
8 قوله تعالى (فاحكم بينهم بما أنزل الله) 10
9 قوله تعالى (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) 12
10 قوله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون) الآية 13
11 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) 14
12 قوله تعالى (فترى الذين في قلوبهم مرض) 15
13 قوله تعالى (ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا) الآية 16
14 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه) الآية 17
15 قوله تعالى (إنما وليكم الله ورسوله) 24
16 قوله تعالى (ومن يتول الله ورسوله) 30
17 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا) 31
18 قوله تعالى (وإذا ناديتم إلى الصلاة) 32
19 قوله تعالى (قل هل أنبئكم بشر من ذلك) 34
20 قوله تعالى (وإذا جاؤكم قالوا آمنا) الآية 37
21 قوله تعالى (وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم والعدوان) الآية 38
22 قوله تعالى (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم) الآية 39
23 قوله تعالى (ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم) 45
24 قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية 47
25 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لستم على شئ) 49
26 قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون) الآية 50
27 قوله تعالى (لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل) 53
28 قوله تعالى (وحسبوا أن لا تكون فتنة) 55
29 قوله تعالى (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم) الآية 58
30 قوله تعالى (أفلا يتوبون إلى الله) الآية 59
31 قوله تعالى (أنظر كيف نبين لهم الآيات) 60
32 قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم) الآية 61
33 قوله تعالى (لعن الذين كفروا) الآية 62
34 قوله تعالى (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) 63
35 قوله تعالى (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود) الآية 64
36 قوله تعالى (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول) الآية 66
37 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) الآية 68
38 قوله تعالى (وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا) الآية 71
39 قوله تعالى (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم) الآية 72
40 قوله تعالى (فكفارته إطعام عشرة مساكين) الآية 73
41 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر) الآية 78
42 قوله تعالى (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء) الآية 79
43 قوله تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) الآية 81
44 قوله تعالى (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) 82
45 قوله تعالى (ليبلونكم الله بشئ من الصيد) 84
46 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم) الآية 85
47 قوله تعالى (أحل لكم صيد البحر وطعامه) 96
48 قوله تعالى (جعل الله الكعبة البيت الحرام) الآية 98
49 قوله تعالى (اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم) الآية 101
50 قوله تعالى (ما على الرسول إلا البلاغ 102
51 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) 103
52 قوله تعالى (ما جعل الله من بحيرة) 107
53 قوله تعالى (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول) الآية 109
54 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) الآية 110
55 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) 112
56 قوله تعالى (اثنان ذوا عدل منكم) الآية 113
57 قوله تعالى (فان عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما) 118
58 قوله تعالى (يوم يجمع الله الرسل) الآية 120
59 قوله تعالى (قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب) 121
60 قوله تعالى (إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أذكر نعمتي عليك) الآية 123
61 قوله تعالى (وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني) 125
62 قوله تعالى (وإذ كففت بني إسرائيل عنك) الآية 126
63 قوله تعالى (إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم) 127
64 قوله تعالى (قالوا نريد أن نأكل منها) 129
65 قوله تعالى (قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء) 130
66 قوله تعالى (قال الله اني منزلها عليكم) 131
67 قوله تعالى (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني) 132
68 قوله تعالى (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به) 134
69 قوله تعالى (إن تعذبهم فإنهم عبادك) 135
70 قوله تعالى (قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) الآية 136
71 قوله تعالى (لله ملك السماوات والأرض) 138
72 سورة الانعام 140
73 قوله تعالى (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض) الآية 140
74 قوله تعالى (هو الذي خلقكم من طين) 151
75 قوله تعالى (وهو الله في السماوات وفي الأرض) الآية 153
76 قوله تعالى (وما تأتيهم من آية من آيات ربهم) الآية 156
77 قوله تعالى (ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن) الآية 157
78 قوله تعالى (ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس) الآية 159
79 قوله تعالى (وقالوا لولا أنزل عليه ملك) 160
80 قوله تعالى (ولقد استهزئ برسل من قبلك) 161
81 قوله تعالى (قل سيروا في الأرض) الآية 162
82 قوله تعالى (قل لمن ما في السماوات والأرض) الآية 163
83 قوله تعالى (وله ما سكن في الليل والنهار) 166
84 قوله تعالى (قل أغير الله أتخذ وليا) الآية 167
85 قوله تعالى (من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه) الآية 169
86 قوله تعالى (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو) الآية 170
87 قوله تعالى (وهو القاهر فوق عباده) 172
88 قوله تعالى (قل أي شئ أكبر شهادة قل الله) الآية 174
89 قوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم 178
90 قوله تعالى (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا) الآية 179
91 قوله تعالى (ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا) 181
92 قوله تعالى (ومنهم من يستمع إليك) 184
93 قوله تعالى (وهم ينهون عنه وينأون عنه) 188
94 قوله تعالى (ولو ترى إذ وقفوا على النار) 189
95 قوله تعالى (بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل) الآية 192
96 قوله تعالى (وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين) الآية 194
97 قوله تعالى ((قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله) 195
98 قوله تعالى (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو) الآية 199
99 قوله تعالى ((قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون) الآية 202
100 قوله تعالى (ولقد كذبت رسل من قبلك) الآية 205
101 قوله تعالى (وإن كان كبر عليك إعراضهم) الآية 206
102 قوله تعالى (إنما يستجيب الذين يسمعون) الآية 208
103 قوله تعالى (وما من دابة في الأرض ولا طائر) الآية 210
104 قوله تعالى (والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات) الآية 219
105 قوله تعالى (قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله) 221
106 قوله تعالى (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك) 223
107 قوله تعالى (فلما نسوا ما ذكروا به) الآية 224
108 قوله تعالى (فقطع دابر القوم الذين ظلموا) 225
109 قوله تعالى (قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم) الآية 226
110 قوله تعالى (قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة) الآية 227
111 قوله تعالى (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين) الآية 228
112 قوله تعالى (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله) الآية 229
113 قوله تعالى (وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم) 231
114 قوله تعالى (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) الآية 232
115 قوله تعالى (وكذلك فتنا بعضهم ببعض) 236