الفهرست
تفسير الرازي - الرازي - ج ١٠ - الصفحة ٩٠
السابق
ومقدمات هذه الأحوال توجب خوف النشوز. وأما النشوز فهو معصية الزوج والترفع عليه بالخلاف، وأصله من قولهم نشز الشيء إذا ارتفع، ومنه يقال للأرض المرتفعة: ونشز ونشر.
ثم قال تعالى: * (فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن) * وفيه مسائل: المسألة الأولى: قال الشافعي رضي الله عنه: أما الوعظ فإنه يقول لها: اتقي الله فان لي عليك حقا وارجعي عما أنت عليه، واعلمي أن طاعتي فرض عليك ونحو هذا، ولا يضربها في هذه الحالة لجواز أن يكون لها في ذلك كفاية، فان أصرت على ذلك النشوز فعند ذلك يهجرها في المضجع وفي ضمنه امتناعه من كلامها، وقال الشافعي رضي الله تعالى عنه: ولا يزيد في هجره الكلام ثلاثا، وأيضا فإذا هجرها في المضجع فان كانت تحب الزوج شق ذلك عليها فتترك النشوز، وان كانت تبغضه وافقها ذلك الهجران، فكان ذلك دليلا على كمال نشوزها، وفيهم من حمل ذلك على الهجران في المباشرة، لأن إضافة ذلك إلى المضاجع يفيد ذلك، ثم عند هذه الهجرة ان بقيت على النشوز ضربها. قال الشافعي رضي الله عنه: والضرب مباح وتركه أفضل. روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: كنا معاشر قريش تملك رجالنا نساءهم، فقدمنا المدينة فوجدنا نساءهم تملك رجالهم، فاختلطت نساؤنا بنسائهم فذئرن على أزواجهن، فأذن في ضربهن فطاف بحجر نساء النبي صلى الله عليه وسلم جمع من النسوان كلهن يشكون أزواجهن، فقال صلى الله عليه وسلم: " لقد أطاف الليلة بآل محمد سبعون امرأة كلهن يشكون أزواجهن ولا تجدون أولئك خياركم " ومعناه أن الذين ضربوا أزواجهم ليسوا خيرا ممن لم يضربوا. قال الشافعي رضي الله عنه: فدل هذا الحديث على أن الأولى ترك الضرب، فأما إذا ضربها وجب في ذلك الضرب أن يكون بحيث لا يكون مفضيا إلى الهلاك البتة، بأن يكون مفرقا على بدنها، ولا يوالي بها في موضع واحد ويتقي الوجه لأنه مجمع المحاسن، وأن يكون دون الأربعين. ومن أصحابنا من قال: لا يبلغ به عشرين لأنه حد كامل في حق العبد، ومنهم من قال: ينبغي أن يكون الضرب بمنديل ملفوف أو بيده، ولا يضربها بالسياط ولا بالعصا، وبالجملة فالتخفيف مراعى في هذا الباب على أبلغ الوجوه.
وأقول: الذي يدل عليه أنه تعالى ابتدأ بالوعظ، ثم ترقى منه إلى الهجران في المضاجع، ثم ترقى منه إلى الضرب، وذلك تنبيه يجري مجرى التصريح في أنه مهما حصل الغرض بالطريق الأخف وجب الاكتفاء به، ولم يجز الاقدام على الطريق الأشق والله أعلم.
المسألة الثانية: اختلف أصحابنا قال بعضهم: حكم هذه الآية مشروع على الترتيب، فان ظاهر
(٩٠)
التالي
الاولى ١
٢٤٠ الاخيرة
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (إنما التوبة على الله) الآية 1
2 قوله تعالى (وليست التوبة للذين يعملون السيئات) 5
3 قوله تعالى (حتى إذا حضر أحدهم الموت) 6
4 قوله تعالى (ولا الذين يموتون وهم كفار) 7
5 قوله تعالى (أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما) 8
6 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم) الآية 9
7 قوله تعالى (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) 10
8 قوله تعالى (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) 11
9 قوله تعالى (وإن أردتم استبدال زوج) 12
10 قوله تعالى (أتأخذونه بهتانا) الآية 13
11 قوله تعالى (وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم) الآية 14
12 قوله تعالى (وأخذن منكم ميثاقا غليظا) 15
13 قوله تعالى (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم) 16
14 قوله تعالى (حرمت عليكم أمهاتكم) الآية 23
15 قوله تعالى (وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم) 28
16 قوله تعالى (وأمهات نسائكم) 30
17 قوله تعالى (وربائبكم اللاتي في حجوركم) 31
18 قوله تعالى (وحلائل أبنائكم) الآية 33
19 قوله تعالى (وأن تجمعوا بين الأختين) 34
20 قوله تعالى (والمحصنات من النساء) الآية 37
21 قوله تعالى (وأحل لكم ما وراء ذلكم) 41
22 قوله تعالى (أن تبتغوا بأموالكم محصنين) 44
23 قوله تعالى (فما استمتعتم به منهن) الآية 47
24 قوله تعالى (ولا جناح عليكم فيما تراضيتم) 53
25 قوله تعالى (ومن لم يستطع منكم طولا) 54
26 قوله تعالى (فمما ملكت أيمانكم) الآية 58
27 قوله تعالى (بعضكم من بعض) الآية 59
28 قوله تعالى (فانكحوهن باذن أهلهن) 60
29 قوله تعالى (وآتوهن أجورهن بالمعروف) 61
30 قوله تعالى (فإذا أحصن) الآية 62
31 قوله تعالى (يريد الله ليبين لكم) الآية 64
32 قوله تعالى (والله يريد أن يتوب عليكم) 66
33 قوله تعالى (يريد الله أن يخفف عنكم) 67
34 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) الآية 68
35 قوله تعالى (إلا أن تكون تجارة) الآية 69
36 قوله تعالى (ومن يفعل ذلك عدوانا) 71
37 قوله تعالى (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه 73 قوله تعالى (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم) 78
38 قوله تعالى (للرجال نصيب مما اكتسبوا) 81
39 قوله تعالى (ولكل جعلنا موالي) الآية 82
40 قوله تعالى (والذين عقدت أيمانكم 83
41 قوله تعالى (الرجال قوامون على النساء) 86
42 قوله تعالى (واللاتي تخافون نشوزهن) 88
43 قوله تعالى (وإن خفتم شقاق بينهما) الآية 90
44 قوله تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به) 93
45 قوله تعالى (وبذي القربى) الآية 94
46 قوله تعالى (والصاحب بالجنب) الآية 95
47 قوله تعالى (وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) 96
48 قوله تعالى (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) الآية 97
49 قوله تعالى (والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس) 98
50 قوله تعالى (وماذا عليهم لو آمنوا بالله) 99
51 قوله تعالى (إن الله لا يظلم مثقال ذرة) 100
52 قوله تعالى (وإن تك حسنة يضاعفها) 102
53 قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل بشهيد) الآية 104
54 قوله تعالى (ولا يكتمون الله حديثا) 105
55 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) الآية 106
56 قوله تعالى (وإن كنتم مرضى أو على سفر) 110
57 قوله تعالى (أو لامستم النساء) الآية 111
58 قوله تعالى (فتيمموا صعيدا طيبا) الآية 112
59 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) الآية 113
60 قوله تعالى (من الذين هادوا يحرفون الكلم) 115
61 قوله تعالى (وراعنا ليا بألسنتهم) الآية 117
62 قوله تعالى (فلا يؤمنون إلا قليلا) 118
63 قوله تعالى (يا أيها الذين أوتوا الكتاب) 119
64 قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به) 122
65 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم) 125
66 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت) 126
67 قوله تعالى (أم لهم نصيب من الملك) 128
68 قوله تعالى (فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) 130
69 قوله تعالى (أم يحسدون الناس) الآية 131
70 قوله تعالى (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا) الآية 133
71 قوله تعالى (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات) الآية 135
72 قوله تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) الآية 136
73 قوله تعالى (وإذا حكمتم بين الناس) 139
74 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) الآية 141
75 قوله تعالى (فإن تنازعتم في شئ) الآية 145
76 قوله تعالى (ذلك خير وأحسن تأويلا) 151
77 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزعمون) 152
78 قوله تعالى (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله) الآية 154
79 قوله تعالى (فكيف إذا أصابتهم مصيبة) 155
80 قوله تعالى (فأعرض عنهم وعظهم) 157
81 قوله تعالى (وما أرسلناه من رسول إلا ليطاع باذن الله) الآية 158
82 قوله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) 160
83 قوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك) الآية 162
84 قوله تعالى (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا) 164
85 قوله تعالى (ولو أنا كتبنا عليهم) الآية 165
86 قوله تعالى (وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما) الآية 167
87 قوله تعالى (ومن يطع الله والرسول) 168
88 قوله تعالى (ذلك الفضل من الله) الآية 174
89 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) الآية 175
90 قوله تعالى (وإن منكم لمن ليبطئن) الآية 176
91 قوله تعالى (فإن أصابتكم مصيبة) الآية 178
92 قوله تعالى (ولئن أصابكم فضل من الله) 178
93 قوله تعالى (فليقاتل في سبيل الله) الآية 179
94 قوله تعالى (وما لكم لا تقاتلون) الآية 180
95 قوله تعالى (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله) الآية 182
96 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم) الآية 183
97 قوله تعالى (قل متاع الدنيا قليل) الآية 185
98 قوله تعالى (أينما تكونوا يدرككم الموت) 186
99 قوله تعالى (وإن تصبهم حسنة) 187
100 قوله تعالى (فما هؤلاء القوم) الآية 188
101 قوله تعالى (ما أصابكم في حسنة فمن الله) 189
102 قوله تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله) 192
103 قوله تعالى (ويقولون طاعة) الآية 193
104 قوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن) الآية 195
105 قوله تعالى (وإذا جاءهم أمر من الامن) 197
106 قوله تعالى (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) 199
107 قوله تعالى (ولو لا فضل الله عليكم) الآية 201
108 قوله تعالى (فقاتل في سبيل الله) الآية 202
109 قوله تعالى (عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا) الآية 203
110 قوله تعالى (من يشفع شفاعة حسنة 204
111 قوله تعالى (ومن يشفع شفاعة سيئة) 206
112 قوله تعالى (وإذا حييتم بتحية) الآية 207
113 قوله تعالى (إن الله كان على كل شئ حسيبا) 214
114 قوله تعالى (الله لا إله إلا هو ليجمعنكم) 215
115 قوله تعالى (فما لكم في المنافقين فئتين) 217
116 قوله تعالى (ودوا لو تكفرون) الآية 219
117 قوله تعالى (أو جاؤكم حصرت صدورهم) 222
118 قوله تعالى (ستجدون آخرين يريدون) 224
119 قوله تعالى (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا) 225
120 قوله تعالى (ومن قتل مؤمنا خطأ) الآية 228
121 قوله تعالى (فإن كان من قوم عدو لكم) 233
122 قوله تعالى (وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق) 234
123 قوله تعالى (فمن لم يجد فصيام شهرين) 235
124 قوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) 236