تفسير الرازي - الرازي - ج ١٠ - الصفحة ١٥٧
السابق
القول معه، والآية أيضا كذلك، لأن أول الآية وآخرها في شرح قبائح المنافقين وفضائحهم وأنواع كيدهم ومكرهم، فان الآية أخبرت بأنه تعالى حكى عنهم في أول الآية أنهم يتحاكمون إلى الطاغوت مع أنهم أمروا بالكفر به، ويصدون عن الرسول مع أنهم أمروا بطاعته، فذكر بعد هذا ما يدل على شدة الأحوال عليهم بسبب هذه الأعمال السيئة في الدنيا والآخرة فقال: * (فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم) * أي فكيف حال تكل الشدة وحال تلك المصيبة، فهذا تقرير هذا القول، وهو قول الحسن البصري، واختيار الواحدي من المتأخرين.
الوجه الثاني: أنه كلام متصل بما قبله، وتقريره انه تعالى لما حكى عنهم في الآية المتقدمة أنهم يتحاكمون إلى الطاغوت، ويفرون من الرسول عليه الصلاة والسلام أشد الفرار دل ذلك على شدة نفرتهم من الحضور عند الرسول والقرب منه، فلما ذكر ذلك قال: * (فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم) * يعني إذا كانت نفرتهم من الحضور عند الرسول في أوقات السلامة هكذا، فكيف يكون حالهم في شدة الغم والحسرة إذا أتوا بجناية خافوا بسببها منك، ثم جاؤوك شاؤوا أم أبوا ويحلفون بالله على سبيل الكذب: انا ما أردنا بتلك الجناية إلا الخير والمصلحة، والغرض من هذا الكلام بيان ان ما في قلبهم من النفرة عن الرسول لا غاية له، سواء غابوا أم حضروا، وسواء بعدوا أم قربوا، ثم انه تعالى أكد هذا المعنى بقوله: * (أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم) * والمعنى أن من أراد المبالغة في شيء قال: هذا شيء لا يعلمه إلا الله، يعني انه لكثرته وقوته لا يقدر أحد على معرفته إلا الله تعالى، ثم لما عرف الرسول عليه الصلاة والسلام شدة بغضهم ونهاية عداوتهم ونفرتهم أعلمه انه كيف يعاملهم فقال: * (فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا) * وهذا الكلام على ما قررناه منتظم حسن الاتساق لا حاجة فيه إلى شيء من الحذف والإضمار، ومن طالع كتب التفسير علم أن المتقدمين والمتأخرين كيف اضطربوا فيه والله أعلم. المسألة الثانية: ذكروا في تفسير قوله: * (أصابتهم مصيبة) * وجوها: الأول: أن المراد منه قتل عمر صاحبهم الذي أقر أنه لا يرضى بحكم الرسول عليه السلام، فهم جاؤوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام فطالبوا عمر بدمه وحلفوا انهم ما أرادوا بالذهاب إلى غير الرسول إلا المصلحة، وهذا اختيار الزجاج. الثاني: قال أبو علي الجبائي: المراد من هذه المصيبة ما أمر الله تعالى الرسول عليه الصلاة والسلام من أنه لا يستصحبهم في الغزوات، وانه يخصهم بمزيد الاذلال والطرد عن حضرته وهو قوله تعالى: * (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم
(١٥٧)
التالي
الاولى ١
٢٤٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (إنما التوبة على الله) الآية 1
2 قوله تعالى (وليست التوبة للذين يعملون السيئات) 5
3 قوله تعالى (حتى إذا حضر أحدهم الموت) 6
4 قوله تعالى (ولا الذين يموتون وهم كفار) 7
5 قوله تعالى (أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما) 8
6 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم) الآية 9
7 قوله تعالى (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) 10
8 قوله تعالى (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) 11
9 قوله تعالى (وإن أردتم استبدال زوج) 12
10 قوله تعالى (أتأخذونه بهتانا) الآية 13
11 قوله تعالى (وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم) الآية 14
12 قوله تعالى (وأخذن منكم ميثاقا غليظا) 15
13 قوله تعالى (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم) 16
14 قوله تعالى (حرمت عليكم أمهاتكم) الآية 23
15 قوله تعالى (وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم) 28
16 قوله تعالى (وأمهات نسائكم) 30
17 قوله تعالى (وربائبكم اللاتي في حجوركم) 31
18 قوله تعالى (وحلائل أبنائكم) الآية 33
19 قوله تعالى (وأن تجمعوا بين الأختين) 34
20 قوله تعالى (والمحصنات من النساء) الآية 37
21 قوله تعالى (وأحل لكم ما وراء ذلكم) 41
22 قوله تعالى (أن تبتغوا بأموالكم محصنين) 44
23 قوله تعالى (فما استمتعتم به منهن) الآية 47
24 قوله تعالى (ولا جناح عليكم فيما تراضيتم) 53
25 قوله تعالى (ومن لم يستطع منكم طولا) 54
26 قوله تعالى (فمما ملكت أيمانكم) الآية 58
27 قوله تعالى (بعضكم من بعض) الآية 59
28 قوله تعالى (فانكحوهن باذن أهلهن) 60
29 قوله تعالى (وآتوهن أجورهن بالمعروف) 61
30 قوله تعالى (فإذا أحصن) الآية 62
31 قوله تعالى (يريد الله ليبين لكم) الآية 64
32 قوله تعالى (والله يريد أن يتوب عليكم) 66
33 قوله تعالى (يريد الله أن يخفف عنكم) 67
34 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) الآية 68
35 قوله تعالى (إلا أن تكون تجارة) الآية 69
36 قوله تعالى (ومن يفعل ذلك عدوانا) 71
37 قوله تعالى (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه 73 قوله تعالى (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم) 78
38 قوله تعالى (للرجال نصيب مما اكتسبوا) 81
39 قوله تعالى (ولكل جعلنا موالي) الآية 82
40 قوله تعالى (والذين عقدت أيمانكم 83
41 قوله تعالى (الرجال قوامون على النساء) 86
42 قوله تعالى (واللاتي تخافون نشوزهن) 88
43 قوله تعالى (وإن خفتم شقاق بينهما) الآية 90
44 قوله تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به) 93
45 قوله تعالى (وبذي القربى) الآية 94
46 قوله تعالى (والصاحب بالجنب) الآية 95
47 قوله تعالى (وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) 96
48 قوله تعالى (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) الآية 97
49 قوله تعالى (والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس) 98
50 قوله تعالى (وماذا عليهم لو آمنوا بالله) 99
51 قوله تعالى (إن الله لا يظلم مثقال ذرة) 100
52 قوله تعالى (وإن تك حسنة يضاعفها) 102
53 قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل بشهيد) الآية 104
54 قوله تعالى (ولا يكتمون الله حديثا) 105
55 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) الآية 106
56 قوله تعالى (وإن كنتم مرضى أو على سفر) 110
57 قوله تعالى (أو لامستم النساء) الآية 111
58 قوله تعالى (فتيمموا صعيدا طيبا) الآية 112
59 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) الآية 113
60 قوله تعالى (من الذين هادوا يحرفون الكلم) 115
61 قوله تعالى (وراعنا ليا بألسنتهم) الآية 117
62 قوله تعالى (فلا يؤمنون إلا قليلا) 118
63 قوله تعالى (يا أيها الذين أوتوا الكتاب) 119
64 قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به) 122
65 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم) 125
66 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت) 126
67 قوله تعالى (أم لهم نصيب من الملك) 128
68 قوله تعالى (فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) 130
69 قوله تعالى (أم يحسدون الناس) الآية 131
70 قوله تعالى (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا) الآية 133
71 قوله تعالى (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات) الآية 135
72 قوله تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) الآية 136
73 قوله تعالى (وإذا حكمتم بين الناس) 139
74 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) الآية 141
75 قوله تعالى (فإن تنازعتم في شئ) الآية 145
76 قوله تعالى (ذلك خير وأحسن تأويلا) 151
77 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزعمون) 152
78 قوله تعالى (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله) الآية 154
79 قوله تعالى (فكيف إذا أصابتهم مصيبة) 155
80 قوله تعالى (فأعرض عنهم وعظهم) 157
81 قوله تعالى (وما أرسلناه من رسول إلا ليطاع باذن الله) الآية 158
82 قوله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) 160
83 قوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك) الآية 162
84 قوله تعالى (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا) 164
85 قوله تعالى (ولو أنا كتبنا عليهم) الآية 165
86 قوله تعالى (وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما) الآية 167
87 قوله تعالى (ومن يطع الله والرسول) 168
88 قوله تعالى (ذلك الفضل من الله) الآية 174
89 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) الآية 175
90 قوله تعالى (وإن منكم لمن ليبطئن) الآية 176
91 قوله تعالى (فإن أصابتكم مصيبة) الآية 178
92 قوله تعالى (ولئن أصابكم فضل من الله) 178
93 قوله تعالى (فليقاتل في سبيل الله) الآية 179
94 قوله تعالى (وما لكم لا تقاتلون) الآية 180
95 قوله تعالى (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله) الآية 182
96 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم) الآية 183
97 قوله تعالى (قل متاع الدنيا قليل) الآية 185
98 قوله تعالى (أينما تكونوا يدرككم الموت) 186
99 قوله تعالى (وإن تصبهم حسنة) 187
100 قوله تعالى (فما هؤلاء القوم) الآية 188
101 قوله تعالى (ما أصابكم في حسنة فمن الله) 189
102 قوله تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله) 192
103 قوله تعالى (ويقولون طاعة) الآية 193
104 قوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن) الآية 195
105 قوله تعالى (وإذا جاءهم أمر من الامن) 197
106 قوله تعالى (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) 199
107 قوله تعالى (ولو لا فضل الله عليكم) الآية 201
108 قوله تعالى (فقاتل في سبيل الله) الآية 202
109 قوله تعالى (عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا) الآية 203
110 قوله تعالى (من يشفع شفاعة حسنة 204
111 قوله تعالى (ومن يشفع شفاعة سيئة) 206
112 قوله تعالى (وإذا حييتم بتحية) الآية 207
113 قوله تعالى (إن الله كان على كل شئ حسيبا) 214
114 قوله تعالى (الله لا إله إلا هو ليجمعنكم) 215
115 قوله تعالى (فما لكم في المنافقين فئتين) 217
116 قوله تعالى (ودوا لو تكفرون) الآية 219
117 قوله تعالى (أو جاؤكم حصرت صدورهم) 222
118 قوله تعالى (ستجدون آخرين يريدون) 224
119 قوله تعالى (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا) 225
120 قوله تعالى (ومن قتل مؤمنا خطأ) الآية 228
121 قوله تعالى (فإن كان من قوم عدو لكم) 233
122 قوله تعالى (وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق) 234
123 قوله تعالى (فمن لم يجد فصيام شهرين) 235
124 قوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) 236