تفسير الرازي - الرازي - ج ١٠ - الصفحة ١٤٨
السابق
* (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) * (المائدة: 45) وإذا وجدنا عموم الكتاب حاصلا في الواقعة ثم انا لا نحكم به بل حكمنا بالقياس لزم الدخول تحت هذا العموم. السابع: قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) * (الجمرات: 1) فإذا كان عموم القرآن حاضر، ثم قدمنا القياس المخصص لزم التقديم بين يدي الله ورسوله. الثامن: قوله تعالى: * (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله) * (الأنعام: 148) إلى قوله: * (ان يتبعون إلى الظن) * (النجم: 23 - 28) جعل اتباع الظن من صفات الكفار، ومن الموجبات القوية في مذمتهم، فهذا يقتضي أن لا يجوز العمل بالقياس البتة ترك هذا النص لما بينا أنه يدل على جواز العمل بالقياس، لكنه إنما دل على ذلك عند فقدان النصوص، فوجب عند وجدانها أن يبقى على الأصل. التاسع: انه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا روي عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فان وافقه فاقبلوه وإلا ذروه " ولا شك ان الحديث أقوى من القياس، فإذا كان الحديث الذي لا يوافقه الكتاب مردودا فالقياس أولى به. العاشر: ان القرآن كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، والقياس يفرق عقل الانسان الضعيف، وكل من له عقل سليم علم أن الأول أقوى بالمتابعة وأحرى.
المسألة السادسة: هذه الآية دالة على أن ما سوى هذه الأصول الأربعة: أعني الكتاب والسنة والاجماع والقياس مردود باطل، وذلك لأنه تعالى جعل الوقائع قسمين: أحدهما: ما تكون أحكامها منصوصة عليها وأمر فيها بالطاعة وهو قوله: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * والثاني: ما لا تكون أحكامها منصوصة عليها وأمر فيها بالاجتهاد وهو قوله: * (فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) * فإذا كان لا مزيد على هذين القسمين وقد أمر الله تعالى في كل واحد منهما بتكليف خاص معين دل ذلك على أنه ليس للمكلف أن يتمسك بشيء سوى هذه الأصول الأربعة، وإذا ثبت هذا فنقول: القول بالاستحسان الذي يقول به أبو حنيفة رضي الله عنه، والقول بالاستصلاح الذي يقول به مالك رحمه الله إن كان المراد به أحد هذه الأمور الأربعة فهو تغيير عبارة ولا فائدة فيه، وإن كان مغايرا لهذه الأربعة كان القول به باطلا قطعا لدلالة هذه الآية على بطلانه كما ذكرنا.
المسألة السابعة: زعم كثير من الفقهاء أن قوله تعالى: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) * يدل على أن ظاهر الأمر للوجوب، واعترض المتكلمون عليه فقالوا: قوله: * (أطيعوا الله) * فهذا لا يدل على الايجاب إلا إذا ثبت أن الأمر للوجوب. وهذا يقتضي افتقار الدليل إلى المدلول وهو باطل، وللفقهاء أن يجيبوا عنه من وجهين: الأول: أن الأوامر الواردة في الوقائع المخصوصة دالة على
(١٤٨)
التالي
الاولى ١
٢٤٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (إنما التوبة على الله) الآية 1
2 قوله تعالى (وليست التوبة للذين يعملون السيئات) 5
3 قوله تعالى (حتى إذا حضر أحدهم الموت) 6
4 قوله تعالى (ولا الذين يموتون وهم كفار) 7
5 قوله تعالى (أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما) 8
6 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم) الآية 9
7 قوله تعالى (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) 10
8 قوله تعالى (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) 11
9 قوله تعالى (وإن أردتم استبدال زوج) 12
10 قوله تعالى (أتأخذونه بهتانا) الآية 13
11 قوله تعالى (وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم) الآية 14
12 قوله تعالى (وأخذن منكم ميثاقا غليظا) 15
13 قوله تعالى (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم) 16
14 قوله تعالى (حرمت عليكم أمهاتكم) الآية 23
15 قوله تعالى (وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم) 28
16 قوله تعالى (وأمهات نسائكم) 30
17 قوله تعالى (وربائبكم اللاتي في حجوركم) 31
18 قوله تعالى (وحلائل أبنائكم) الآية 33
19 قوله تعالى (وأن تجمعوا بين الأختين) 34
20 قوله تعالى (والمحصنات من النساء) الآية 37
21 قوله تعالى (وأحل لكم ما وراء ذلكم) 41
22 قوله تعالى (أن تبتغوا بأموالكم محصنين) 44
23 قوله تعالى (فما استمتعتم به منهن) الآية 47
24 قوله تعالى (ولا جناح عليكم فيما تراضيتم) 53
25 قوله تعالى (ومن لم يستطع منكم طولا) 54
26 قوله تعالى (فمما ملكت أيمانكم) الآية 58
27 قوله تعالى (بعضكم من بعض) الآية 59
28 قوله تعالى (فانكحوهن باذن أهلهن) 60
29 قوله تعالى (وآتوهن أجورهن بالمعروف) 61
30 قوله تعالى (فإذا أحصن) الآية 62
31 قوله تعالى (يريد الله ليبين لكم) الآية 64
32 قوله تعالى (والله يريد أن يتوب عليكم) 66
33 قوله تعالى (يريد الله أن يخفف عنكم) 67
34 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) الآية 68
35 قوله تعالى (إلا أن تكون تجارة) الآية 69
36 قوله تعالى (ومن يفعل ذلك عدوانا) 71
37 قوله تعالى (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه 73 قوله تعالى (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم) 78
38 قوله تعالى (للرجال نصيب مما اكتسبوا) 81
39 قوله تعالى (ولكل جعلنا موالي) الآية 82
40 قوله تعالى (والذين عقدت أيمانكم 83
41 قوله تعالى (الرجال قوامون على النساء) 86
42 قوله تعالى (واللاتي تخافون نشوزهن) 88
43 قوله تعالى (وإن خفتم شقاق بينهما) الآية 90
44 قوله تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به) 93
45 قوله تعالى (وبذي القربى) الآية 94
46 قوله تعالى (والصاحب بالجنب) الآية 95
47 قوله تعالى (وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) 96
48 قوله تعالى (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) الآية 97
49 قوله تعالى (والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس) 98
50 قوله تعالى (وماذا عليهم لو آمنوا بالله) 99
51 قوله تعالى (إن الله لا يظلم مثقال ذرة) 100
52 قوله تعالى (وإن تك حسنة يضاعفها) 102
53 قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل بشهيد) الآية 104
54 قوله تعالى (ولا يكتمون الله حديثا) 105
55 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) الآية 106
56 قوله تعالى (وإن كنتم مرضى أو على سفر) 110
57 قوله تعالى (أو لامستم النساء) الآية 111
58 قوله تعالى (فتيمموا صعيدا طيبا) الآية 112
59 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) الآية 113
60 قوله تعالى (من الذين هادوا يحرفون الكلم) 115
61 قوله تعالى (وراعنا ليا بألسنتهم) الآية 117
62 قوله تعالى (فلا يؤمنون إلا قليلا) 118
63 قوله تعالى (يا أيها الذين أوتوا الكتاب) 119
64 قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به) 122
65 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم) 125
66 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت) 126
67 قوله تعالى (أم لهم نصيب من الملك) 128
68 قوله تعالى (فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) 130
69 قوله تعالى (أم يحسدون الناس) الآية 131
70 قوله تعالى (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا) الآية 133
71 قوله تعالى (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات) الآية 135
72 قوله تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) الآية 136
73 قوله تعالى (وإذا حكمتم بين الناس) 139
74 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) الآية 141
75 قوله تعالى (فإن تنازعتم في شئ) الآية 145
76 قوله تعالى (ذلك خير وأحسن تأويلا) 151
77 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزعمون) 152
78 قوله تعالى (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله) الآية 154
79 قوله تعالى (فكيف إذا أصابتهم مصيبة) 155
80 قوله تعالى (فأعرض عنهم وعظهم) 157
81 قوله تعالى (وما أرسلناه من رسول إلا ليطاع باذن الله) الآية 158
82 قوله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) 160
83 قوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك) الآية 162
84 قوله تعالى (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا) 164
85 قوله تعالى (ولو أنا كتبنا عليهم) الآية 165
86 قوله تعالى (وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما) الآية 167
87 قوله تعالى (ومن يطع الله والرسول) 168
88 قوله تعالى (ذلك الفضل من الله) الآية 174
89 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) الآية 175
90 قوله تعالى (وإن منكم لمن ليبطئن) الآية 176
91 قوله تعالى (فإن أصابتكم مصيبة) الآية 178
92 قوله تعالى (ولئن أصابكم فضل من الله) 178
93 قوله تعالى (فليقاتل في سبيل الله) الآية 179
94 قوله تعالى (وما لكم لا تقاتلون) الآية 180
95 قوله تعالى (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله) الآية 182
96 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم) الآية 183
97 قوله تعالى (قل متاع الدنيا قليل) الآية 185
98 قوله تعالى (أينما تكونوا يدرككم الموت) 186
99 قوله تعالى (وإن تصبهم حسنة) 187
100 قوله تعالى (فما هؤلاء القوم) الآية 188
101 قوله تعالى (ما أصابكم في حسنة فمن الله) 189
102 قوله تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله) 192
103 قوله تعالى (ويقولون طاعة) الآية 193
104 قوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن) الآية 195
105 قوله تعالى (وإذا جاءهم أمر من الامن) 197
106 قوله تعالى (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) 199
107 قوله تعالى (ولو لا فضل الله عليكم) الآية 201
108 قوله تعالى (فقاتل في سبيل الله) الآية 202
109 قوله تعالى (عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا) الآية 203
110 قوله تعالى (من يشفع شفاعة حسنة 204
111 قوله تعالى (ومن يشفع شفاعة سيئة) 206
112 قوله تعالى (وإذا حييتم بتحية) الآية 207
113 قوله تعالى (إن الله كان على كل شئ حسيبا) 214
114 قوله تعالى (الله لا إله إلا هو ليجمعنكم) 215
115 قوله تعالى (فما لكم في المنافقين فئتين) 217
116 قوله تعالى (ودوا لو تكفرون) الآية 219
117 قوله تعالى (أو جاؤكم حصرت صدورهم) 222
118 قوله تعالى (ستجدون آخرين يريدون) 224
119 قوله تعالى (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا) 225
120 قوله تعالى (ومن قتل مؤمنا خطأ) الآية 228
121 قوله تعالى (فإن كان من قوم عدو لكم) 233
122 قوله تعالى (وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق) 234
123 قوله تعالى (فمن لم يجد فصيام شهرين) 235
124 قوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) 236