تفسير الرازي - الرازي - ج ٨ - الصفحة ٣٣
السابق
اعترض أبو علي الجبائي وقال: لم لا يجوز أن يقال إن تلك الخوارق كانت من معجزات زكريا عليه السلام، وبيانه من وجهين الأول: أن زكريا عليه السلام دعا لها على الإجمال أن يوصل الله إليها رزقا، وأنه ربما كان غافلا عن تفاصيل ما يأتيها من الأرزاق من عند الله تعالى، فإذا رأى شيئا بعينه في وقت معين قال لها * (أنى لك هذا قالت هو من عند الله) * فعند ذلك يعلم أن الله تعالى أظهر بدعائه تلك المعجزة والثاني: يحتمل أن يكون زكريا يشاهد عند مريم رزقا معتادا إلا أنه كان يأتيها من السماء، وكان زكريا يسألها عن ذلك حذرا من أن يكون يأتيها من عند إنسان يبعثه إليها، فقالت هو من عند الله لا من عند غيره.
المقام الثاني: أنا لا نسلم أنه كان قد ظهر على مريم شيء من خوارق العادات، بل معنى الآية أن الله تعالى كان قد سبب لها رزقا على أيدي المؤمنين الذين كانوا يرغبون في الإنفاق على الزاهدات العابدات، فكان زكريا عليه السلام إذا رأى شيئا من ذلك خاف أنه ربما أتاها ذلك الرزق من وجه لا ينبغي، فكان يسألها عن كيفية الحال، هذا مجموع ما قاله الجبائي في " تفسيره " وهو في غاية الضعف، لأنه لو كان ذلك معجزا لزكريا عليه السلام كان مأذونا له من عند الله تعالى في طلب ذلك، ومتى كان مأذونا في ذلك الطلب كان عالما قطعا بأن يحصل، وإذا علم ذلك امتنع أن يطلب منها كيفية الحال، ولم يبق أيضا لقوله * (هنالك دعا زكريا ربه) * فائدة، وهذا هو الجواب بعينه عن الوجه الثاني.
وأما سؤاله الثالث ففي غاية الركاكة لأن هذا التقدير لا يبقى فيه وجه اختصاص لمريم بمثل هذه الواقعة، وأيضا فإن كان في قلبه احتمال أنه ربما أتاها هذا الرزق من الوجه الذي لا ينبغي فبمجرد إخبارها كيف يعقل زوال تلك التهمة فعلمنا سقوط هذه الأسئلة وبالله التوفيق.
أما المعتزلة فقد احتجوا على امتناع الكرامات بأنها دلالات صدق الأنبياء، ودليل النبوة لا يوجد مع غير الأنبياء، كما أن الفعل المحكم لما كان دليلا على العلم لا جرم لا يوجد في حق غير العالم.
والجواب من وجوه الأول: وهو أن ظهور الفعل الخارق للعادة دليل على صدق المدعي، فإن ادعى صاحبه النبوة فذاك الفعل الخارق للعادة يدل على كونه نبيا، وإن ادعى الولاية فذلك يدل على كونه وليا والثاني: قال بعضهم: الأنبياء مأمورون بإظهارها، والأولياء مأمورون بإخفائها والثالث: وهو أن النبي يدعي المعجز ويقطع به، والولي لا يمكنه أن يقطع به والرابع: أن المعجزة يجب انفكاكها عن المعارضة، والكرامة لا يجب انفكاكها عن المعارضة، فهذا جملة
(٣٣)
التالي
الاولى ١
٢٣٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (قل اللهم مالك الملك) 1
2 قوله تعالى (وتعز من تشاء وتذل من تشاء) 6
3 قوله تعالى (بيدك الخير إنك على كل شئ قدير) 8
4 قوله تعالى (وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي) 9
5 قوله تعالى (لا يتخذ المؤمنون الكافرين) 10
6 قوله تعالى (ألا أن تتقوا منهم تقاة) 12
7 قوله تعالى (ويحذركم الله نفسه) 13
8 قوله تعالى (قل ان تخفوا ما في صدوركم) 14
9 قوله تعالى (يوم تجد كل نفس ما عملت) 15
10 قوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله) 17
11 قوله تعالى (قل أطيعوا الله والرسول) 19
12 قوله تعالى (إن الله اصطفى آدم ونوحا) 20
13 قوله تعالى (ذرية بعضها من بعض) 23
14 قوله تعالى (إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني) 24
15 قوله تعالى (فتقبلها ربها بقبول حسن) 28
16 قوله تعالى (وأنبتها نباتا حسنا) 29
17 قوله تعالى (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا) 30
18 قوله تعالى (قال يا مريم أني لك هذا) 32
19 قوله تعالى (هنا لك دعا زكريا ربه) 33
20 قوله تعالى (فنادته الملائكة وهو قائم) 35
21 قوله تعالى (إن الله يبشرك بيحيى) 36
22 قوله تعالى (قال رب أني يكون لي غلام) 39
23 قوله تعالى (قال رب اجعل لي آية) 41
24 قوله تعالى (واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار) 43
25 قوله تعالى (وإذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك) 44
26 قوله تعالى (يا مريم اقنتى لربك) الآية 45
27 قوله تعالى (ذلك من أنباء الغيب نوحيه) 46
28 قوله تعالى (إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه) 48
29 قوله تعالى (اسمه المسيح عيسى بن مريم) 51
30 قوله تعالى (وجيها في الدنيا والآخرة) 52
31 قوله تعالى (ويلكم الناس في المهد وكهلا) 53
32 قوله تعالى (قالت رب أنى يكون لي غلام) 55
33 قوله تعالى (ورسولا إلى بني إسرائيل) 56
34 قوله تعالى (أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير) 57
35 قوله تعالى (وأبرئ الأكمه والأبرص) 59
36 قوله تعالى (وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم) 60
37 قوله تعالى (ومصدقا لما بين يدي من التوراة) 61
38 قوله تعالى (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله) 62
39 قوله تعالى (إذ قال الله يا عسى انى متوفيك 70
40 قوله تعالى (ثم إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون) 73
41 قوله تعالى (فأما الذين كفروا فأعذبهم) 75
42 قوله تعالى (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم) 76
43 قوله تعالى (ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم) 77
44 قوله تعالى (إن مثل عيسى عند الله) 78
45 قوله تعالى (الحق من ربك) 80
46 قوله تعالى (فمن حاجك فيه) 81
47 قوله تعالى (إن هذا لهو القصص الحق) 88
48 قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) 89
49 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم) 92
50 قوله تعالى (ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم) 93
51 قوله تعالى (إن أولى الناس بإبراهيم) 94
52 قوله تعالى (ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم) 95
53 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله) 96
54 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل) 97
55 قوله تعالى (وقالت طائفة من أهل الكتاب) 98
56 قوله تعالى (ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم) 100
57 قوله تعالى (يختص برحمته من يشاء) 104
58 قوله تعالى (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار) 105
59 قوله تعالى (ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) 107
60 قوله تعالى (بلى من أوفى بعهده وأتقى) 108
61 قوله تعالى (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا) 109
62 قوله تعالى (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب) 112
63 قوله تعالى (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة) 115
64 قوله تعالى (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا) 119
65 قوله تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين) 120
66 قوله تعالى (ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم) 124
67 قوله تعالى (قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري) 127
68 قوله تعالى (أفغير دين الله يبغون) 128
69 قوله تعالى (وله أسلم من في السماوات 129
70 قوله تعالى (قل آمنا بالله وما أنزل علينا) 130
71 قوله تعالى (لا نفرق بين أحد منهم) 132
72 قوله تعالى (ومن يبتغ غير الاسلام دينا) 133
73 قوله تعالى (كيف يهدى الله قوما كفروا) 134
74 قوله تعالى (أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله) 136
75 قوله تعالى (إن الذين كفروا بعد إيمانهم) 137
76 قوله تعالى (وأولئك هم الضالون) 138
77 قوله تعالى (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار) 139
78 قوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) 141
79 قوله تعالى (وما تنفقوا من شئ) 143
80 قوله تعالى (كل الطعام كان حلا) 144
81 قوله تعالى (إلا ما حرم إسرائيل على نفسه) 147
82 قوله تعالى (إن أول بيت وضع للناس) 150
83 قوله تعالى (مقام إبراهيم) 158
84 قوله تعالى (ولله على الناس حج البيت) 161
85 قوله تعالى (ومن كفر فان الله غنى عن العالمين 163
86 قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله) 165
87 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين آتوا الكتاب) 168
88 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) 170
89 قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا) 172
90 قوله تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير) 175
91 قوله تعالى (ولا تكونوا كالذين تفرقوا) 178
92 قوله تعالى (يوم تبيض وجوه) 179
93 قوله تعالى (وأما الذين ابيضت وجوههم) 183
94 قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس) 187
95 قوله تعالى (ضربت عليهم الذلة) 194
96 قوله تعالى (ليسوا سواء من أهل الكتاب) 197
97 قوله تعالى (يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف) 201
98 قوله تعالى (وما يفعلوا من خير) 202
99 قوله تعالى (إن الذين كفروا لن تغنى عنهم) 204
100 قوله تعالى (مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر) 205
101 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم) 208
102 قوله تعالى (ها أنتم أولاء تحبونهم) 212
103 قوله تعالى (إن تمسسكم حسنة تسؤهم) 214
104 قوله تعالى (وإذ غدوت من أهلك) 216
105 قوله تعالى (إذ همت طائفتان منكم) 219
106 قوله تعالى (ولقد نصركم الله ببدر) 220
107 قوله تعالى (إذ تقول للمؤمنين) 222
108 قوله تعالى (بل إن تصبروا وتتقوا) 227
109 قوله تعالى (وما جعله الله إلا بشرى لكم) 228
110 قوله تعالى (ليس لك من الامر شئ) 230
111 قوله تعالى (ولله ما في السماوات وما في الأرض) 233