تفسير الرازي - الرازي - ج ٨ - الصفحة ١٣٢
السابق
الذي يأتي مصدق لما معهم بين في هذه الآية أن من صفة محمد صلى الله عليه وسلم كونه مصدقا لما معهم فقال: * (قل آمنا بالله) * إلى آخر الآية وههنا مسائل:
المسألة الأولى: وحد الضمير في * (قل) * وجمع في * (آمنا) * وفيه وجوه الأول: إنه تعالى حين خاطبه، إنما خاطبه بلفظ الوحدان، وعلمه أنه حين يخاطب القوم يخاطبهم بلفظ الجمع على وجه التعظيم والتفخيم، مثل ما يتكلم الملوك والعظماء والثاني: أنه خاطبه أولا بخطاب الوجدان ليدل هذا الكلام على أنه لا مبلغ لهذا التكليف من الله إلى الخلق إلا هو، ثم قال: * (آمنا) * تنبيها على أنه حين يقول هذا القول فإن أصحابه يوافقونه عليه الثالث: إنه تعالى عينه في هذا التكليف بقوله * (قل) * ليظهر به كونه مصدقا لما معهم ثم قال * (آمنا) * تنبيها على أن هذا التكليف ليس من خواصه بل هو لازم لكل المؤمنين كما قال: * (والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله) * (البقرة: 285).
المسألة الثانية: قدم الإيمان بالله على الإيمان بالأنبياء، لأن الإيمان بالله أصل الإيمان بالنبوة، وفي المرتبة الثانية ذكر الإيمان بما أنزل عليه، لأن كتب سائر الأنبياء حرفوها وبدلوها فلا سبيل إلى معرفة أحوالها إلا بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم، فكان ما أنزل على محمد كالأصل لما أنزل على سائر الأنبياء فلهذا قدمه عليه، وفي المرتبة الثالثة ذكر بعض الأنبياء وهم الأنبياء الذين يعترف أهل الكتاب بوجودهم، ويختلفون في نبوتهم * (والأسباط) * هم أسباط يعقوب عليه السلام الذين ذكر الله أممهم الاثني عشر في سورة الأعراف، وإنما أوجب الله تعالى الإقرار بنبوة كل الأنبياء عليهم السلام لفوائد إحداها: إثبات كونه عليه السلام مصدقا لجميع الأنبياء، لأن هذا الشرط كان معتبرا في أخذ الميثاق وثانيها: التنبيه على أن مذاهب أهل الكتاب متناقضة، وذلك لأنهم إنما يصدقون النبي الذي يصدقونه لمكان ظهور المعجزة عليه، وهذا يقتضي أن كل من ظهرت المعجزة عليه كان نبيا، وعلى هذا يكون تخصيص البعض بالتصديق والبعض بالتكذيب متناقضا، بل الحق تصديق الكل والاعتراف بنبوة الكل وثالثها: إنه قال قبل هذه الآية * (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض) * (آل عمران: 83) وهذا تنبيه على أن إصرارهم على تكذيب بعض الأنبياء إعراض عن دين الله ومنازعة مع الله، فههنا أظهر الإيمان بنبوة جميع الأنبياء، ليزول عنه وعن أمته ما وصف أهل الكتاب به من منازعة الله في الحكم والتكليف ورابعها: أن في الآية الأولى ذكر أنه أخذ الميثاق على جميع النبيين، أن يؤمنوا بكل من أتى بعدهم من الرسل، وههنا أخذ الميثاق على محمد صلى الله عليه وسلم بأن يؤمن بكل من أتى قبله من الرسل،
(١٣٢)
التالي
الاولى ١
٢٣٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (قل اللهم مالك الملك) 1
2 قوله تعالى (وتعز من تشاء وتذل من تشاء) 6
3 قوله تعالى (بيدك الخير إنك على كل شئ قدير) 8
4 قوله تعالى (وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي) 9
5 قوله تعالى (لا يتخذ المؤمنون الكافرين) 10
6 قوله تعالى (ألا أن تتقوا منهم تقاة) 12
7 قوله تعالى (ويحذركم الله نفسه) 13
8 قوله تعالى (قل ان تخفوا ما في صدوركم) 14
9 قوله تعالى (يوم تجد كل نفس ما عملت) 15
10 قوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله) 17
11 قوله تعالى (قل أطيعوا الله والرسول) 19
12 قوله تعالى (إن الله اصطفى آدم ونوحا) 20
13 قوله تعالى (ذرية بعضها من بعض) 23
14 قوله تعالى (إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني) 24
15 قوله تعالى (فتقبلها ربها بقبول حسن) 28
16 قوله تعالى (وأنبتها نباتا حسنا) 29
17 قوله تعالى (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا) 30
18 قوله تعالى (قال يا مريم أني لك هذا) 32
19 قوله تعالى (هنا لك دعا زكريا ربه) 33
20 قوله تعالى (فنادته الملائكة وهو قائم) 35
21 قوله تعالى (إن الله يبشرك بيحيى) 36
22 قوله تعالى (قال رب أني يكون لي غلام) 39
23 قوله تعالى (قال رب اجعل لي آية) 41
24 قوله تعالى (واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار) 43
25 قوله تعالى (وإذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك) 44
26 قوله تعالى (يا مريم اقنتى لربك) الآية 45
27 قوله تعالى (ذلك من أنباء الغيب نوحيه) 46
28 قوله تعالى (إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه) 48
29 قوله تعالى (اسمه المسيح عيسى بن مريم) 51
30 قوله تعالى (وجيها في الدنيا والآخرة) 52
31 قوله تعالى (ويلكم الناس في المهد وكهلا) 53
32 قوله تعالى (قالت رب أنى يكون لي غلام) 55
33 قوله تعالى (ورسولا إلى بني إسرائيل) 56
34 قوله تعالى (أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير) 57
35 قوله تعالى (وأبرئ الأكمه والأبرص) 59
36 قوله تعالى (وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم) 60
37 قوله تعالى (ومصدقا لما بين يدي من التوراة) 61
38 قوله تعالى (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله) 62
39 قوله تعالى (إذ قال الله يا عسى انى متوفيك 70
40 قوله تعالى (ثم إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون) 73
41 قوله تعالى (فأما الذين كفروا فأعذبهم) 75
42 قوله تعالى (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم) 76
43 قوله تعالى (ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم) 77
44 قوله تعالى (إن مثل عيسى عند الله) 78
45 قوله تعالى (الحق من ربك) 80
46 قوله تعالى (فمن حاجك فيه) 81
47 قوله تعالى (إن هذا لهو القصص الحق) 88
48 قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) 89
49 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم) 92
50 قوله تعالى (ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم) 93
51 قوله تعالى (إن أولى الناس بإبراهيم) 94
52 قوله تعالى (ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم) 95
53 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله) 96
54 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل) 97
55 قوله تعالى (وقالت طائفة من أهل الكتاب) 98
56 قوله تعالى (ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم) 100
57 قوله تعالى (يختص برحمته من يشاء) 104
58 قوله تعالى (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار) 105
59 قوله تعالى (ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) 107
60 قوله تعالى (بلى من أوفى بعهده وأتقى) 108
61 قوله تعالى (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا) 109
62 قوله تعالى (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب) 112
63 قوله تعالى (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة) 115
64 قوله تعالى (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا) 119
65 قوله تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين) 120
66 قوله تعالى (ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم) 124
67 قوله تعالى (قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري) 127
68 قوله تعالى (أفغير دين الله يبغون) 128
69 قوله تعالى (وله أسلم من في السماوات 129
70 قوله تعالى (قل آمنا بالله وما أنزل علينا) 130
71 قوله تعالى (لا نفرق بين أحد منهم) 132
72 قوله تعالى (ومن يبتغ غير الاسلام دينا) 133
73 قوله تعالى (كيف يهدى الله قوما كفروا) 134
74 قوله تعالى (أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله) 136
75 قوله تعالى (إن الذين كفروا بعد إيمانهم) 137
76 قوله تعالى (وأولئك هم الضالون) 138
77 قوله تعالى (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار) 139
78 قوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) 141
79 قوله تعالى (وما تنفقوا من شئ) 143
80 قوله تعالى (كل الطعام كان حلا) 144
81 قوله تعالى (إلا ما حرم إسرائيل على نفسه) 147
82 قوله تعالى (إن أول بيت وضع للناس) 150
83 قوله تعالى (مقام إبراهيم) 158
84 قوله تعالى (ولله على الناس حج البيت) 161
85 قوله تعالى (ومن كفر فان الله غنى عن العالمين 163
86 قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله) 165
87 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين آتوا الكتاب) 168
88 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) 170
89 قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا) 172
90 قوله تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير) 175
91 قوله تعالى (ولا تكونوا كالذين تفرقوا) 178
92 قوله تعالى (يوم تبيض وجوه) 179
93 قوله تعالى (وأما الذين ابيضت وجوههم) 183
94 قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس) 187
95 قوله تعالى (ضربت عليهم الذلة) 194
96 قوله تعالى (ليسوا سواء من أهل الكتاب) 197
97 قوله تعالى (يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف) 201
98 قوله تعالى (وما يفعلوا من خير) 202
99 قوله تعالى (إن الذين كفروا لن تغنى عنهم) 204
100 قوله تعالى (مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر) 205
101 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم) 208
102 قوله تعالى (ها أنتم أولاء تحبونهم) 212
103 قوله تعالى (إن تمسسكم حسنة تسؤهم) 214
104 قوله تعالى (وإذ غدوت من أهلك) 216
105 قوله تعالى (إذ همت طائفتان منكم) 219
106 قوله تعالى (ولقد نصركم الله ببدر) 220
107 قوله تعالى (إذ تقول للمؤمنين) 222
108 قوله تعالى (بل إن تصبروا وتتقوا) 227
109 قوله تعالى (وما جعله الله إلا بشرى لكم) 228
110 قوله تعالى (ليس لك من الامر شئ) 230
111 قوله تعالى (ولله ما في السماوات وما في الأرض) 233