تفسير الرازي - الرازي - ج ٤ - الصفحة ٥
السابق
رجلا مر بكثبان من رمل في مجاعة فقال في نفسه: لو كان هذا الرمل طعاما لقسمته بين الناس فأوحى الله تعالى إلى نبيهم قل له: إن الله قبل صدقتك وشكر حسن نيتك وأعطاك ثواب ما لو كان طعاما فتصدقت به.
المسألة الثانية: الإنسان إذا علم أو ظن أو اعتقد أن له في فعل من الأفعال جلب نفع أو دفع ضر ظهر في قلبه ميل وطلب، وهو صفة تقتضي ترجيح وجود ذلك الشيء على عدمه، وهي الإرادة فهذه الإرادة هي النية والباعث له على تلك النية ذلك العلم أو الاعتقاد أو الظن، إذا عرفت هذا فنقول: الباعث على الفعل إما أن يكون أمرا واحدا، وإما أن يكون أمرين، وعلى التقدير الثاني فإما أن يكون كل واحد منهما مستقلا بالبعث، أو لا يكون واحد منهما مستقلا بذلك، أو يكون أحدهما مستقلا بذلك دون الآخر، فهذه أقسام أربعة. الأول: أن يكون الباعث واحدا وهو كما إذا هجم على الإنسان سبع فلما رآه قام من مكانه فهذا الفعل لا داعي إليه إلا اعتقاده ما في الهرب من النفع وما في ترك الهرب من الضرر، فهذه النية تسمى خالصة، ويسمى العمل بموجبها إخلاصا. الثاني: أن يجتمع على الفعل باعثان مستقلان، كما إذا سأله رفيقه الفقير حاجة فيقضيها لكونه رفيقا له، وكونه فقيرا، مع كون كل واحد من الوصفين بحيث لو انفرد لاستقل بالاستقضاء، واسم هذا موافقة الباعث. الثالث: أن لا يستقل واحد منهما لو انفرد، لكن المجموع مستقل، واسم هذا مشاركة. الرابع: أن يستقل أحدهما ويكون الآخر معاضدا مثل أن يكون للإنسان ورد من الطاعات فاتفق أن حضر في وقت أدائها جماعة من الناس فصار الفعل عليه أخف بسبب مشاهدتهم، واسم هذا معاونة.
المسألة الثالثة: في تفسير قوله عليه السلام: " نية المؤمن خير من عمله " ذكروا فيه وجوها. أحدها: أن النية سر، والعمل علن، وطاعة السر أفضل من طاعة العلانية، وهذا ليس بشيء لأنه يقتضي أن تكون نية الصلاة خيرا من نفس الصلاة. وثانيها: النية تدوم إلى آخر العمل، والأعمال لا تدوم، والدائم خير من المنقطع، وهذا ليس بشيء لأنه يرجع معناه إلى أن العمل الكثير خير من العمل القليل، وأيضا فنية عمل الصلاة قد لا تحصل إلا في لحظات قليلة، والأعمال تدوم، وثالثها: أن النية بمجردها خير من العمل بمجرده، وهو ضعيف، إذ العمل بلا نية لا خير فيه، وظاهر الترجيح للمشتركين في أصل الخيرية. ورابعها: أن لا يكون المراد من الخير إثبات الأفضلية بل المراد أن النية خير من الخيرات الواقعة بعمله، وهو ضعيف، لأن حمل الحديث عليه لا يفيد إلا إيضاح الواضحات، بل الوجه الجيد في التأويل أن يقال: النية ما لم تخل عن جميع أنواع الفتور
(٥)
التالي
الاولى ١
٢٣٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) الآية 1
2 فضل النية 3
3 تفسير قوله صلى الله عليه وسلم (نية المؤمن خير من عمله) 4
4 أقسام الأعمال 5
5 قوله تعالى (وقالت اليهود ليست النصارى على شئ) 6
6 قوله تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله) الآية 8
7 أحكام المساجد 12
8 حكم دخول الكافر المسجد 17
9 قوله تعالى (ولله المشرق والمغرب) الآية 19
10 نفي التجسيم وإثبات التنزيه 22
11 قوله تعالى (وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه) الآية 24
12 قوله تعالى (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله) الآية 30
13 قوله تعالى (إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا) الآية 32
14 قوله تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى) الآية 33
15 قوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) الآية 34
16 قوله تعالى (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي) الآية 35
17 قوله تعالى (وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن) الآية 35
18 قوله تعالى (إني جاعلك للناس إماما) 42
19 قوله تعالى (قال لا ينال عهدي الظالمين) عصمة الأنبياء 47
20 قوله تعالى (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس) 49
21 مقام إبراهيم عليه السلام 52
22 فضائل الحجر والمقام 56
23 قوله تعالى (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا) الآية 58
24 قوله تعالى (وإذ يرفع إبراهيم القواعد 61
25 قوله تعالى (وأرنا مناسكنا) الآية 67
26 الجواب على من جوز الذنب على الأنبياء 69
27 قوله تعالى (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم) الآية 71
28 قوله تعالى (ومن يرغب عن ملة إبراهيم) 75
29 قوله تعالى (إذ قال له ربه أسلم) الآية 78
30 قوله تعالى (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب) الآية 79
31 قوله تعالى (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت) الآية 80
32 الدلالة على بطلان التقليد 86
33 قوله تعالى (وقالوا كونوا هودا أو نصارى) الآية 88
34 قوله تعالى (بل ملة إبراهيم حنيفا) الآية 89
35 قوله تعالى (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) الآية 90
36 قوله تعالى (فان آمنوا بمثل ما آمنتم به) 92
37 قوله تعالى (وان تولوا فإنما هم في شقاق) 93
38 قوله تعالى (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) الآية 94
39 قوله تعالى (أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم) الآية 96
40 قوله تعالى (أم تقولون ان إبراهيم وإسماعيل) الآية 97
41 قوله تعالى (قل أأنتم أعلم أم الله) الآية 98
42 قوله تعالى (ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله) الآية 98
43 قوله تعالى (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت) الآية 99
44 قوله تعالى (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم) الآية 100
45 القبلة 102
46 قوله تعالى (قل الله المشرق والمغرب) 103
47 قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) 107
48 الدليل على أن فعل العبد مخلوق لله تعالى 108
49 الدليل على أن اجماع الأمة حجة 109
50 قوله تعالى (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها) الآية 114
51 قوله تعالى (إلا لنعلم من يتبع الرسول) 115
52 قوله تعالى (إلا على الذين هدى الله) 118
53 قوله تعالى (وما كان الله ليضيع إيمانكم) 118
54 قوله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء) الآية 121
55 تحويل القبلة 122
56 قوله تعالى (فلنولينك قبلة ترضاها) الآية 124
57 قوله تعالى (فول وجهك شطر المسجد الحرام) الآية 125
58 دلائل القبلة 129
59 قوله تعالى (وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) الآية 137
60 قوله تعالى (ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب) الآية 138
61 قوله تعالى (وما أنت بتابع قبلتهم) الآية 140
62 قوله تعالى (وما بعضهم بتابع قبلة بعض 141
63 قوله تعالى (من بعد ما جاءك من العلم) 142
64 قوله تعالى (إنك إذا لمن الظالمين) الآية 142
65 قوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) الآية 143
66 قوله تعالى (الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) 144
67 قوله تعالى (ولكل وجهة هو موليها) 146
68 قوله تعالى (فاستبقوا الخيرات) الآية 148
69 قوله تعالى (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) الآية 152
70 قوله تعالى (ومن حيث خرجت فول وجهك) الآية 153
71 قوله تعالى (وما الله بغافل عما تعملون) 155
72 قوله تعالى (لئلا يكون للناس عليكم حجة) الآية 155
73 قوله تعالى (فلا تخشوهم واخشوني) 157
74 قوله تعالى (ولأتم نعمتي عليكم) الآية 157
75 قوله تعالى (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم) 158
76 قوله تعالى (يتلو عليكم آياتنا) الآية 159
77 قوله تعالى (فاذكروني أذكركم) الآية 160
78 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة) الآية 161
79 قوله تعالى (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات) الآية 162
80 قوله تعالى (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع) الآية 167
81 فضيلة الصبر 170
82 قوله تعالى (الذين إذا أصابتهم مصيبة) 172
83 قوله تعالى (إنا لله وإنا إليه راجعون) 173
84 قوله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله) الآية 175
85 قوله تعالى (ومن تطوع خيرا) الآية 180
86 قوله تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات) الآية 181
87 قوله تعالى (إلا الذين تابوا وأصلحوا) 185
88 معنى الخلود 187
89 قوله تعالى (وإلهكم إله واحد) الآية 189
90 قوله تعالى (إن في خلق السماوات والأرض) الآية 199
91 الفصل الأول: في ترتيب الأفلاك 202
92 أعداد الأفلاك 203
93 الفصل الثاني: في معرفة الأفلاك 206
94 الفصل الثالث: في مقادير الحركات 208
95 الفصل الرابع: في كيفية الاستدلال على وجود الصانع 210
96 الفصل الأول في بيان أحوال الأرض 213
97 المواضع العديمة العرض 213
98 المواضع التي لها عرض 213
99 كرية الأرض 216
100 الفصل الثاني في الاستدلال بأحوال الأرض على وجود الصانع تعالى 217
101 اختلاف الليل والنهار 217
102 ذكر البحور 219
103 الاستدلال بجريان الفلك في البحر على وجود الصانع تعالى 221
104 تصريف الرياح 225
105 قوله تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا) الآية 228
106 قوله تعالى (والذين آمنوا أشد حبا لله) 230
107 معنى الشوق إلى الله تعالى 232
108 قوله تعالى (ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب) الآية 234
109 قوله تعالى (وتقطعت بهم الأسباب) 236
110 قوله تعالى (كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات) الآية 238
111 قوله تعالى (وما هم بخارجين من النار) 238