تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٧ - الصفحة ٣٩٠
السابق
مكروه واقع وشر لازم كالسيئات التي يحزنون من اكتسابها والخيرات التي يحزنون لفوتها عنهم فيطيب الملائكة أنفسهم أنهم في أمن من أن يخافوا شيئا أو يحزنوا لشئ فالذنوب مغفورة لهم والعذاب مصروف عنهم.
ثم يبشرونهم بالجنة الموعودة بقولهم: " وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " وفي قولهم: " كنتم توعدون " دلالة على أن تنزلهم بهذه البشرى عليهم إنما هو بعد الحياة الدنيا.
قوله تعالى: " نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة " الخ من تتمة البشارة، وعلى هذا فذكر ولايتهم لهم في الحياة الدنيا مع انقضاء وقتها كما تقدم من باب التوطئة والتمهيد إلى ذكر الآخرة للإشارة إلى أن ولاية الآخرة مترتبة على ولاية الدنيا فكأنه قيل: نحن أولياؤكم في الآخرة كما كنا - لما كنا - أولياءكم في الحياة الدنيا وسنتولى أمركم بعد هذا كما توليناه قبل.
وكون الملائكة أولياء لهم لا ينافي كونه تعالى هو الولي لأنهم وسائط الرحمة والكرامة ليس لهم من الامر شئ، ولعل ذكر ولايتهم لهم في الآية دون ولايته تعالى للمقابلة والمقايسة بين أوليائه تعالى وأعدائه إذ قال في حق أعدائه: " وقيضنا لهم قرناء " الخ وقال في حق أوليائه عن لسان ملائكته: " نحن أولياؤكم ".
وبالمقابلة يستفاد أن المراد ولايتهم لهم بالتسديد والتأييد فإن الملائكة المسددين هم المخصوصون بأهل ولاية الله، وأما الملائكة الحرس وموكلوا الأرزاق والآجال وغيرهم فمشتركون بين المؤمن والكافر.
وقيل: الآية من كلام الله دون الملائكة.
وقوله: " ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون " ضمير " فيها " في الموضعين للآخرة، وأصل الشهوة نزوع النفس بقوة من قواها إلى ما تريده تلك القوة وتلتذ به كشهوة الطعام والشراب والنكاح، وأصل الادعاء - وهو افتعال من الدعاء - هو الطلب فالجملة الثانية أعني قوله: " ولكم فيها ما تدعون " أوسع نطاقا من الأولى أعني قوله: " لكم فيها ما تشتهي أنفسكم " فإن الشهوة طلب خاص ومطلق الطلب أعم منها.
(٣٩٠)
التالي
الاولى ١
٤٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة فاطر 4
2 (سورة فاطر 1) كلام في الملائكة. (بحث قرآني) 11
3 (15 - 26) كلام في معنى عموم الانذار. (بحث عقلي) 37
4 سورة يس 60
5 سورة الصافات 118
6 (الصافات 1 - 11) كلام في معنى الشهب. (بحث قرآني) 123
7 (114 - 132) كلام في قصة إلياس عليه السلام. (بحث قرآني وروائي) 158
8 1 - قصته في القرآن. (بحث قرآني وروائي) 158
9 2 - الأحاديث فيه. (بحث قرآني وروائي) 158
10 (133 - 148) كلام في قصة يونس عليه السلام في فصول. (بحث مختلط) 164
11 1 - قصته في القرآن. (بحث مختلط) 164
12 2 - قصته عند أهل الكتاب. (بحث مختلط) 166
13 3 - ثناؤه تعالى عليه. (بحث مختلط) 168
14 سورة ص 179
15 (17 - 29) كلام في قصة داود عليه السلام في فصول. (بحث قرآني) 200
16 1 - قصته في القرآن. (بحث قرآني) 200
17 2 - جميل الثناء عليه. (بحث قرآني) 200
18 3 - حول قصة المتخاصمين. (بحث قرآني) 200
19 (41 - 48) كلام في قصة أيوب عليه السلام في فصول. (بحث قرآني وروائي) 211
20 1 - قصته في القرآن. (بحث قرآني وروائي) 211
21 2 - جميل ثنائه. (بحث قرآني وروائي) 211
22 3 - قصته في الروايات. (بحث قرآني وروائي) 211
23 خبر اليسع وذي الكفل عليهما السلام. (بحث روائي) 215
24 سورة الزمر 229
25 (1 - 10) كلام في معنى الرضا والسخط من الله. (بحث عقلي وقرآني) 239
26 سورة المؤمن 300
27 سورة حم السجدة 356
28 (حم السجدة) كلام فيه تتميم في معنى السماء. (بحث قرآني) 368
29 (1 - 11) بحث إجمالي في سراية العلم. (بحث قرآني) 380
30 (13 - 25) بحث إجمالي آخر في ذلك. (بحث فلسفي) 381