تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٧ - الصفحة ٣٨٠
السابق
" لم شهدتم علينا "؟ إراءة منها للسبب الذي أوجب نطقها وكشف عن العلم المدخر عندها المكنون في ضميرها فهي ملجأة إلى التكلم والنطق، ولا يضر ذلك نفوذ شهادتها وتمام الحجة بذلك فإنها إنما ألجئت إلى الكشف عما في ضميرها لا على الستر عليه والاخبار بخلافه كذبا وزورا حتى ينافي جواز الشهادة وتمام الحجة.
وقوله: " الذي أنطق كل شئ " توصيف لله سبحانه وإشارة إلى أن النطق ليس مختصا بالأعضاء حتى تختص هي بالسؤال بل هو عام شامل لكل شئ والسبب الموجب له هو الله سبحانه.
وقوله: " وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون " من تتمة الكلام السابق أو هو من كلامه، وهو احتجاج على علمه بأعمالهم وقد أنطق الجوارح بما علم.
يقول: إن وجودكم يبتدئ منه تعالى وينتهي إليه تعالى فعند ما تظهرون من كتم العدم - وهو خلقكم أول مرة - يعطيكم الوجود ويملككم الصفات والافعال فتنسب إليكم ثم ترجعون وتنتهون إليه فيرجع ما عندكم من ظاهر الملك الموهوب إليه فلا يبقى ملك إلا وهو لله سبحانه.
فهو سبحانه المالك لجميع ما عندكم أولا وآخرا فما عندكم من شئ في أول وجودكم هو الذي أعطاكموه وملكه لكم وهو أعلم بما أعطى وأودع، وما عندكم من شئ حينما ترجعون إليه هو الذي يقبضه منكم إليه ويملكه فكيف لا يعلمه، وانكشافه له سبحانه حينما يرجع إليه إنطاقه لكم وشهادتكم على أنفسكم عنده.
وبما مر من البيان يظهر وجه تقييد قوله: " وهو الذي خلقكم " بقوله: " أول مرة " فالمراد به أول وجودهم.
ولهم في قوله: " قالوا أنطقنا الله " في معنى الانطاق نظائر ما تقدم في قوله:
" شهدت عليهم " من الأقوال فمن قائل: إن الله يخلق لهم يومئذ العلم والقدرة على النطق فينطقون، ومن قائل: إنه يخلق عند الأعضاء أصواتا شبيهة بنطق الناطقين وهو المراد بنطقهم، ومن قائل: إن المراد بالنطق دلالة ظاهر الحال على ذلك.
وكذا في عموم قوله: " أنطق كل شئ " فقيل: هو مخصص بكل حي نطق إذ
(٣٨٠)
التالي
الاولى ١
٤٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة فاطر 4
2 (سورة فاطر 1) كلام في الملائكة. (بحث قرآني) 11
3 (15 - 26) كلام في معنى عموم الانذار. (بحث عقلي) 37
4 سورة يس 60
5 سورة الصافات 118
6 (الصافات 1 - 11) كلام في معنى الشهب. (بحث قرآني) 123
7 (114 - 132) كلام في قصة إلياس عليه السلام. (بحث قرآني وروائي) 158
8 1 - قصته في القرآن. (بحث قرآني وروائي) 158
9 2 - الأحاديث فيه. (بحث قرآني وروائي) 158
10 (133 - 148) كلام في قصة يونس عليه السلام في فصول. (بحث مختلط) 164
11 1 - قصته في القرآن. (بحث مختلط) 164
12 2 - قصته عند أهل الكتاب. (بحث مختلط) 166
13 3 - ثناؤه تعالى عليه. (بحث مختلط) 168
14 سورة ص 179
15 (17 - 29) كلام في قصة داود عليه السلام في فصول. (بحث قرآني) 200
16 1 - قصته في القرآن. (بحث قرآني) 200
17 2 - جميل الثناء عليه. (بحث قرآني) 200
18 3 - حول قصة المتخاصمين. (بحث قرآني) 200
19 (41 - 48) كلام في قصة أيوب عليه السلام في فصول. (بحث قرآني وروائي) 211
20 1 - قصته في القرآن. (بحث قرآني وروائي) 211
21 2 - جميل ثنائه. (بحث قرآني وروائي) 211
22 3 - قصته في الروايات. (بحث قرآني وروائي) 211
23 خبر اليسع وذي الكفل عليهما السلام. (بحث روائي) 215
24 سورة الزمر 229
25 (1 - 10) كلام في معنى الرضا والسخط من الله. (بحث عقلي وقرآني) 239
26 سورة المؤمن 300
27 سورة حم السجدة 356
28 (حم السجدة) كلام فيه تتميم في معنى السماء. (بحث قرآني) 368
29 (1 - 11) بحث إجمالي في سراية العلم. (بحث قرآني) 380
30 (13 - 25) بحث إجمالي آخر في ذلك. (بحث فلسفي) 381